(من ثقب بوابة الماضي القريب أعود بنثر غير منشور من عام 1984م – مرحلة الشباب وانتفاضة أبريل – وما أشبه اليوم بالبارحة!..فمرحلة ما(بعد الثورة) كمرحلة ما(بعد سن البلوغ) تزداد القيمة الأخلاقية! ويرتفع الحس الوطني! والشعور بالمسؤولية! ونقول مجدداً : لا للعنصرية! ونعم ل(كرنتينا الأخلاق والقيم)!..وأتمنى أن تكون ضمن أصوات الشباب العالية هذه الأيام في الرد على بعض الأحاديث الجارحة، من إخوة لنا في جامعة العرب، واتحاد الأفارقة، ومن بعض ألسنتنا ومن بيننا!..فى شأن هويتنا السودانية الجامعة!! وهي حية وباقية ما بقي هذا الحي (الكرنتينا)! ومثله كثير في بعض الدول العربية وغير عربية..ولكن هل كان سيضيف إلينا عدم الانحياز أو الكومونويلث شيئا؟ ربما! .. ولكن ليس هناك أفضل من الاتحاد مع الإخوة الحقيقيين والوحيدين في دولة جنوب السودان! و مع إدريس جماع مجدداً ليقول لهم: لسنا حفاة! لسنا عراة! ولا نبحث عن أبجدية تائهين! نعرف حديث محمد! ونجود كلام الله..!نجيد لغتكم..ولكننا نحب عربي جوبا!! ) شعر: (أطفال الكرنتينا)! ونقولُ:يا أماه أماهُ يا أفريقيا! أنتي ونحن حبيبتي.. والسيف بيننا..والقبيلة..! والخيل نركض خلفها.. والخيمة ترمقنا بحيرة! الشيخ يرمي با الحصي.. و الربع يومئ با العصي.. والرهط يسجد للأميرة..! أماه يا افريقيا! مُدي ذراعك عانقي أشعاري انها سوداء مثل لون الآخرين! من أنا ؟ من نحن في عمق المجرّة.. وبين أروقة السنين ؟ أجدادنا .. أحفادنا.. نسل المفاجئة الحزين..! كلقاح الزهر..يحمله الفراش.. ثم يأتِ الحمّل.. وينكرنا الجنين؟؟ آباؤنا .. أبناؤنا .. أوجاعُنا .. طلقُ القوافي والشموس.. بكارة الأرض العروس.. أرحامُنا..ثَدي البهائمِ والطقوس.. جاء التتر.. ذهب المجوس.. وللساقية نفس الدوار.. وبالكأس تمتلئ الرؤوس! ولم يقرأ الماسايُ شعراً! ولم تنبتُ الصحراء نخلاً.. من بذور الأبنوس..!! لكن إعرابي جاء..! يحمل الأزلام.. ينثُرها دماء..! وكأن جبريلٌ تأخر في السماء!! هل كان اللون يا عبلة طلاء؟ أم جاء عنترة مثلي حراً.. من سهولِ الإستواء؟ أماه يا أفريقيا! قد أقضي العمرَ عنكِ .. وقدْ أعود غداً إليك ..أو بعد غدْ وتمرُ فوق سمائنا.. سحبٌ حبلى بماء الوردْ ونحتفل! ونسمعُ من ينادينا..! من أجل مانديلا الكبير ..! من أجل مرسال الصغير.. وأطفال الكرنتينا..!!