الساعة تشير إلي الواحدة ظهراً توقفت سيارة الصحيفة التي تقلنا، بالاتجاه الشرقي لكوبري المنشية، صحيح أن حركة المرور كانت تنساب بشكل اعتيادي جداً، ولكن عندما ترجَّلنا - نحن المحررين- وتوجَّهنا صوب المكان المقصود لاحظنا بالعين المُجردة أثر انهيار السلم الخرساني المؤدي لأسفل الكوبري، وقبل أن نقترب منه جذب انتباهنا شكل السلم المنهار بطريقة تُرعب الناظر إليه، وعند الوصول للمكان المحدد لم نجد سوى صناديق حديدية كبيرة تغطى رؤية الانهيار بكامله حيث لا يظهر منه إلا جزء يسير. خاوٍ على عروشه وقفنا بالمقرب من المكان المنهار ولاحظنا عدم وجود أي شخص أو أثر لعمال صيانة أو أي مسؤول، عكس ما كنا نتوقع، فقد توجهنا إلي المكان علي أمل أن نرى عمال الصيانة ووفد من المهندسين يشرفون علي الموقع بعد حديث وزير الطرق والجسور أمس الأول عن انهيار السلم الخرساني والمؤدى إلي أسفل الكوبري، ولكن كان الواقع مغايراً للتوقعات وكانت الحركة منسابة من قبل سائقي المركبات سواء عامة أو خاص، ولمحنا العديد من المواطنين يقفون على حافة الكوبري ويشاهدون منظر الكتل المنهارة التى قطعت عليهم الطريق للنزول إلى أسفل الكوبري. شاهد عيان اقتربنا من أحد المواطنين الموجودين بالمكان وسألناه عن متى لاحظ انهيار الكتلة، فقال: إن الكتلة الخرسانية بدأت بالتشقق قبل حوالي العام، مؤكداً أنه من المداومين على المرور يومياً بالكوبري والجلوس على حافته وعلى مقربة من السلم الخرساني لأنه أحياناً ينزل إلي الأسفل، وقد لاحظ مع ارتفاع منسوب مياه النيل الخريف الماضي زيادة في التشققات وبعد انحسار المياه ورجوعها بدأت الخرسانة في الانهيار ولكن على دفعات وقبل شهر انهارت بشكل كامل، وأضاف بقوله: مكان سكني يحتم عليَّ المرور بالكوبري ذهاباً وإياباً وأحياناً كثيرة أقطعه أكثر من مرتين وطول تلك الفترة لم أرَّ يشخصاً يقف بالمكان سواء كان من المسؤولين أو المهندسين أوعمال للصيانة، وبعد ما تم تداوله بالوسائط الإعلامية وحديث المدير توقعت أن يأتي فريق كامل للمعاينة وتحديد مدى الضرر والبدء في معالجته، وقال ظللت واقفاً بنفس المكان منذ الشروق لكن لم يأتِ أحد، ويضيف: قبل فترة ظهرت حفر وسط الكوبري وتمت معالجتها بطريقة غريبة فقد كان العمال يحضرون صناديق حديدية يتم وضعها فوق بعض لضغط المياه للأسفل حتى لا تصل سطح الكوبري ويقومون بقفلها بالأسمنت قبل إخراج الصناديق.