خط الصرف الصحي الذي يمتد من القوز الى سوبا، من الغرب للشرق، ثم جنوباً الى محطة المعالجة النهائية جنوب مقابر الصحافة، والسوق المحلي الخرطوم، لمسافة «3» كيلو مترات تقريباً، وتنساب عبره مياه الصرف الصحي بالعاصمة، ويمر شمال مجمع الصناعات الواقعة جنوب السوق المحلي، مربع «53»، يبدو أن الهرم أصابه ولم يعد قادراً على تحمل كل هذه الكمية من مياه الصرف الصحي، إذ تم تشييد «الكلفر» الخاص به في منتصف الثمانينات بمنحة من الحكومة اليابانية. وأخيراً بدأت مياه الصرف الصحي الآسنة تتسرب منه بسبب تآكل الاغطية الخرسانية بفعل الزمن، ورغم ان ادارة الصرف الصحي تبذل مجهودات مقدرة لنظافة وفتح المصرف الرئيسي، إلا انها معالجة وقتية. فمن خلال جولة ميدانية قامت بها «حضرة المسؤول»، وقفت خلالها على طفوحات مياه الصرف الصحي خارج المجرى الرئيسي وتغطيتها لمساحات واسعة شمال بعض المصانع مباشرة، والخطورة ان المنطقة الصناعية تضم مصانع لمواد غذائية، ومخازن سكر، وثلاجات فاكهة، ومصانع بلح، وغيرها واحتمال تلوثها بالمياه الآسنة وارد. مصدر من إدارة الصرف الصحي اكد حدوث انهيار لغطاء المجرى أمام أحد المصانع، فحدث إنسداد في الخط، فارتفعت المياه، مشيراً إلى ان الامر طبيعي، وقال: تمت المعالجة بنظافة المصرف بواسطة «لودر». عموماً، ما شاهدته بنفسي وما رصدته الكاميرا، اكبر من ذلك، خاصة أنني لاحظت ان مياه الصرف الصحي تتدفق داخل مصرف الامطار الخرساني الرئيسي «غير المغطى» هو الآخر الواقع شماله مباشرة لتتدفق بغزارة وبكميات كبيرة داخله وكأنها «شلالات نياجارا».