ظلت كلمات الشكر والعرفان تترى دائما في خواتيم وانتهاء عدد من المواضيع والمناسبات المختلفة .لكن في زاويتي هذه أحاول ان أقلب الطاولة رأسا على عقب، وابدأ بالشكر والسلام قبل النهاية والختام، وأقول بملء في شكرا حمدوووووك شكرا لأنك أوجدت مساحات وفضاءات من الحرية أضحى يحلق فيها من كان مكبوتا ومكتوما، شكرا لأنك أخرجتنا ونقلتنا من عهد تقديس وتبجيل الشخصيات القيادية والرئاسية الى مرحلة انتقادها بصورة قوية . فكان من ينتقد الرؤساء والوزراء مصيره الضياع وبيوت الأشباح وألا ينام هانئا ومرتاحا، شكرا لأنك جعلت النقد بكل أبعاده ممكنا بعد ان كان مستحيلا، شكرلأنك جعلت من الحريات مرتعا خصبا يتنعمون بها أول من اغتصبوها وكبتوها، شكرا حمدوك لأنك كنت أول مسؤول حكومي ارتبطت به كلمة الشكر بأمر الجماهير الهادرة شكرا حمدوك . وتصرخ أستاذة هاجر وتحرض وتثور وتقول الجوع الجوع وكأنما كان الجميع في العهد البائد في رغد من العيش والرفاهية، وهي أكثر من يعلم أن هذا الوضع الاقتصادي المتردي هو تركة النظام المشؤوم، سيبُح صوتك ان كنت تصرخين على أن تحرضي الشعب السوداني بسبب الجوع فتاريخ النضال السوداني الطويل لم يثبت ان السودانيين يوما انتفضوا أو ثاروا للجوع أو الظمأ فثورة ديسمبر كانت ثورة وعي واستنارة حتى شعارها الاساسي لم يكن فيه الأكل او الجوع فكان شعارها ( حرية – سلام – وعدالة) ألم تأتي الى القيادة وترين الشباب الذين تحرضينهم بسبب الجوع على ان يخرجوا على ثورتهم كيف كانوا هناك هؤلاء رغم الجوع الذي تقولينه فقد ارثوا أدبا أذهلوا به كل العالم ( عندك خت ما عندك شيل) الثورة كانت ضد الظلم والكبت والمحسوبية والجبروت المطلق لعصابة الكيزان وقتلهم النساء والأطفال والثوار وتطلبين نهضة اقتصادية في ست اشهر وينقلب الحال 360 درجة للأفضل حتى تصلح حكومة الثورة ما تم إفساده في 30 عاما، النظام الحالي يعاني من عجز في الميزانية تقدر بحوالي 150 مليار جنيه بسبب سياسات العهد البائد، تسع وتسعون قطعة ارض (لحرامي واحد ) أقصد مسؤول واحد) .وتتحدثين عن تمكين القحاتة دون أدنى إثباتات واضحة او مخالفات يطالها القانون، فإذا كنت تتحدثين عنهم في ستة أشهر هكذا لماذا لم نر شجاعتك تلك في الجرائم التي ارتكبها النظام السابق والتي لا تحصى ولا تعد، فراعي الضأن في الخلاء يعلم بحجم الجرائم والتجاوزات التي كانت في مكتب الوالي الخضر، وأنت مختصة في شؤون القضايا والحوادث أين كان قلمك حينما كانت تدخل حاويات المخدرات التي ارتبطت بأسماء رؤوس كبيرة من الدولة الإسلامية السابقة اين كان قلمك في قيادات الإنقاذ وهم يتورطون في جرائم السرقة والدعارة وعندما يتناولها أشجعكم يقوم باستخدام حرفين فقط من اسم المتهم ريثما تذهب الجريمة الى أرشيف المهملات وسجلات الحفظ وربما الشطب . تتحدثين عن شبهة فساد بحكومة الثورة وتعمين عن أين ذهبت أموال البترول واين ذهبت أموال الذهب وبرغم من كل الثروات الطائلة المنهوبة لماذا لم تسألي نفسك في من ورط السودان في ديون بلغت حوالي 21 مليار دولار، تتحدثين عن عدم كفاءات حكومة الثورة ولم تكوني يوما تتحدثين في العهد البائد عن مؤهلات مسؤولين كبار بحكومة المؤتمر الوطني كانت دون الشهادة السودانية جاءوا فقط بالانتماء الحزبي أو القبلي، ارجعي الى السجل الاقتصادي بأرشيف الصحف السيارة فقد بلغ بنا الذل في الاإقاذ حتى استوردنا الطماطم والخضروات من الجارة اثيوبيا، وكيف تصفين برنامج دولة استجارت بأبنائها بانه (شحدة) فقد كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يستجير بأصحابه في أحلك الأمور وأصعبها وما المشكلة في ان تستجير الدولة بابنائها ولو كانت تعتبر سبة فقد استحدث النظام البائد ألوانا وأنواعا من خداع المواطنين والضحك على الذقون بحيل كثيرة منها زاد المجاهد وعرس الشهيد ودمغة الجريح التي كانت تجمع قسرا حتى بعد انتهاء الحروب وتسولهم حتى لجلود الأضاحي ومهر العزة الذي تخدع فيه النساء ويضعن فيه حليهن ودعم قوافل الأقصى وحتى المتحصل لهذا الدعم يعلم انه لا يفوج فردا واحدا للاقصى فأين كنت من كل هذا وأقول لك استاذتي العزيزة إن حمدوك لم يبع الوطن للغير ولكن اسألي من باع مشروع الجزيرة وعطل المصانع ومن باع الفلل الرئاسية ومن باع الميناء الشرقي ببورتسودان ومن أراد ان يهدي ويبيع سواكن للأتراك، بيعا حقيقيا لا مجازا، كما باع للراجحي أخصب الأراضي السودانية التي يتم تصدير خيراتها وبلادنا تعيش الفاقة والمسغبة …الخ، وأنت تدعين لانقلاب عسكري آخر على حكومة الثورة أشك في أنك قرأت الوثيقة الدستورية، بالاضافة الى ظني وليس كل الظن إثم أنك تريدين وبصورة كربونية أن يتم انقلاب على حكومة الثورة لتنقلي تجربة دولة مجاورة على انقلابها على الشرعية الشعبية ومن ثم تقوم بإدخال رئيس الدولة المنتخب الى غياهب السجون وتريدين ذلك لحمدوك كما كتبت وبأحد السيناريوهات يخرج زعماء الحزب البائد ليشرد بعضهم من العدالة ويذهب رأسهم الى مشفى خمس نجوم من أوحى لك بهذا ؟ صورة واضحة قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدِ وينكر الفم طعم الماء من سقم صورة صادقة الثورة يخطط لها الشرفاء والعظماء ويقودها الشجعان ويسرقها الجبناء (جيفارا). حنبنيهو