الفرصة ما تزال متاحة لعقد حوار سوداني سوداني.. البرهان يلتقي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    الهلال يتعادل مع سانت لوبوبو بالكونغو    سلوت: هدف إيزاك يحمل أهمية خاصة.. وأشعر بالارتياح    الجيش السوداني يسيطر على 4 مناطق    عثمان ميرغني يكتب: بل هي مؤتمر آخر بلا جدوى..    وزارة الثقافة تنفي صلتها بعقد مزعوم مع الصحفي اليمني أنيس منصور    إطلاق سراح آخر الضباط المتهمين بالتخطيط لانقلاب عسكري أثناء الحرب    ميسي يحطم رقما قياسيا ويتوج بلقب جديد    شاهد بالصور والفيديو.. "جرتق" العروسين (سعد وكادي) يشعل مواقع التواصل السودانية والعروس تكتب لعريسها: (انتو م فاهمين عمق الحب ال بحبه لهذا الرجل)    التعليم العالي: فتح التقديم للطلاب الوافدين على نظام النفقة الخاصة بالجامعات السودانية    5 تحذيرات مهمة بشأن الكركم    المريخ يواجه غوريلا في لقاء الانتصار ومصالحة الأنصار    أيّهما صحي أكثر.. الدجاج أم السلمون؟    حفيظ دراجي يكتب: المنتخب بطل كأس العرب    السهم الجنيد ينازل دلوت في دورة شهداء معركة الكرامة بمدينة رفاعة    وفاة رئيس نادي الهلال السوداني الأسبق    الوفد الإداري لنادي الصفا الأبيض يحل أزمة سكن البعثة بمدني    شاهد بالصور والفيديو.. "جرتق" العروسين (سعد وكادي) يشعل مواقع التواصل السودانية والعروس تكتب لعريسها: (انتو م فاهمين عمق الحب ال بحبه لهذا الرجل)    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يهاجم قيادات الحرية والتغيير خلال مخطابته جمع غفير من الحاضرين: (قحاتة يا سجم الرماد) وأحد الحضور يخصص خالد سلك والعطا يرد عليه: (كلهم سجم رماد)    شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يهاجم لاعبي صقور الجديان بعد فوزهم على لبنان: (في زول عاقل بغلب منتخب لبنان؟ هم أساس البطولة ودائماً بتقدوا الشغل ومافي حل غير بعد دا غير تجيبوا الكأس)    شاهد بالصور والفيديو.. مسيرات هادرة تسير معهم.. البرهان وأفورقي يتجولان وسط المواطنين بشوارع بورتسودان    العطش يضرب القسم الشمالي، والمزارعون يتجهون للاعتصام    إخطار جديد للميليشيا ومهلة لأسبوع واحد..ماذا هناك؟    في الشتاء.. 4 أنواع من الفاكهة يجب ألا تستغني عنها    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    ترامب: أي وثيقة وقعها "النعسان المتعجرف" بايدن باستخدام القلم الآلي ملغاة ولن يكون لها أي أثر    الرئيس الأمريكي يعلن وقف الهجرة بشكل دائم من كل دول "العالم الثالث"    الشرطة في السودان تعلن عن إحباط المحاولة الخطيرة    الميليشيا ترتكب خطوة خطيرة جديدة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مخاوف من تأثر أسواق دارفور بقرار منع حظر خروج السلع من الشمالية    بالصورة.. مذيعة سودانية كانت تقيم في لبنان: (أعتقد والله اعلم إن أنا اكتر انسان اتسأل حشجع مين باعتبار اني جاسوسة مدسوسة على الاتنين) والجمهور يسخر: (هاردلك يا نانسي عجرم)    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: الكهرباء وفرص العودة إلى الخرطوم    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر المثيرة للجدل سماح عبد الله تسخر من الناشطة رانيا الخضر والمذيعة تغريد الخواض: (أعمارهن فوق الخمسين وأطالبهن بالحشمة بعد هذا العمر)    شاهد بالصورة والفيديو.. بثوب فخم ورقصات مثيرة.. السلطانة تشعل حفل غنائي بالقاهرة على أنغام "منايا ليك ما وقف" والجمهور يتغزل: (كل ما نقول نتوب هدى عربي تغير التوب)    مصر.. تحذيرات بعد إعلان ترامب حول الإخوان المسلمين    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    "نفير الأغاني".. رهان على الفن من أجل السلام    لجنة عودة المواطنين للعاصمة تتفقد أعمال تأهيل محطات المياه والكهرباء بمحلية الخرطوم    لماذا لا ينبغي التعويل على تصريحات ترامب    ادارة مكافحة المخدرات ولاية النيل الابيض تضع حدا لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في الإتجار وتهريب الحبوب المخدرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    شاهد.. صور ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان مع علم السودان تتصدر "الترند" على مواقع التواصل والتعليقات تنفجر بالشكر والثناء مع هاشتاق (السودان بقلب بن سلمان)    الطيب صالح ناهض استعلاء السلطة عبر "الكتابة السوداء"    الطاهر ساتي يكتب: مناخ الجرائم ..!!    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاكمة الثائر/ دسيس مان (محمد يحي) محاكمة عنصرية بامتياز .. بقلم: اوهاج م. صالح
نشر في سودانيل يوم 24 - 04 - 2020

لقد تركت الكتابة عن الثورة السودانية، منذ ان تيقن لي علم اليقين ان ثورتنا قد سرقت من قبل القحاته - عطالة أوروبا- او ما يمكن ان يطلق عليهم المؤتمر الوطني 2، واحزاب الفكة الجديدة . فكانت عملية السطو على الثورة قد شكلت لي صدمة كبيرة اضطرتني لهجر الكتابة في شأن السوداني بصفة عامة والثورة على وجه الخصوص. علما انني كنت من اوئل الذين ارسلوا عدة رسائل تحذيرية للثوار، حذرتهم فيها من طفيلي الأحزاب الهرمة، سارقي الثورات واحلام الثوار. ولكن بكل اسف ما كنت اخشاه قد حدث تماما كما تصورته.
لكن ما دعاني للعودة للكتابة مرة أخرى هذا الأسبوع، هو موضوع الظلم الذي تعرض له ملهم الثورة وشاعرها، وايقونتها، وقائدها الحقيقي، الثائر محمد يحي والملقب ب "دسيس مان". وكذلك ما اثارني أكثر هو التجاهل التام والمتعمد الذي قوبل به موضوع هذا الثائر، سواء من قبل الثوار الذين كانوا يمنون انفسهم بالتقرب اليه والتصوير معه، او من الحكومة التي يفترض انها حكومة الثورة، أومن عامة الشعب السوداني. فكل هذه المواقف قد استفزتني ايما استفزاز، فوجدت نفسي مندفعا نحو الحاسب الآلي للكتابة عن هذه المواقف المخزية، من كل هذه الفئات، وذلك للفت نظر الجميع لظلامة هذا الثائر القامة "دسيس مان". ولكن قبل الخوض في صلب هذا الموضوع اود ان اطرح الأسئلة التالية:
من من السودانيين لا يعرف الثائر، ايقونة الثورة، السيد/دسيس مان؟
ومن من السودانيين لم يترنم ويتغنى بأهازيج وجلالات دسيس مان الثورية؟
ومن من السودانيين لم تلهمه أهازيج وجلالات وكاريزما هذا الرجل الملهم، دسيس مان؟
ومن من السودانيين الحقيقيين، المخلصين، والمحبين للسودان، لم يدخل حب دسيس مان في قلبه؟
ومن من السودانيين الذين يحبون الخير لهذا السودان، لم يدخل هذا الرجل البسيط، الفرحة في قلبة؟
وفي المقابل:
كم عدد السودانيين الذين يعرفون البرهان، والعطا، والكباشي، ورهط ما يسمى بقوى الحرية والتغيير (جماعة العبودية والعنصرية والإستغفال والإستهبال والتمكين) قبل سقوط الإنقاذ "1"؟
وكم عدد السودانيين الذين لا يزالون يعتقدون ان حكومة "قحت" بمجلسيها السيادي والوزراء بمقدورهم اخراج هذا البلد من ازماته المستفحلة والتي تتفاقم في اليوم بمتوالية هندسية اشبه بحالة كورونا؟
وكم عدد السودانيين الذين لايزالون يعتقدون ان حكومة المؤتمر الوطني الأولى قد سقطت؟
انا اقولها وبمنتهى الصراحة ان حكومة "قحت" هذه ما هي الا الوجه الثاني للمؤتمر الوطني1، أي انها المؤتمر الوطني "2". وهناك العديد من الأدلة والشواهد التي لاتحصى ولا تعد، تؤكد هذا الزعم. يا سادة ياكرام ان رهط القحاتة منبثق عن قرارات غرفة عمليات المؤتمر الوطني1، ومجلس امنها الذي شكله المخلوع، ايام الإنتفاضة. حيث كان عدد كبير من اعضاء هذه الجماعة يجتمعون سرا وبصفة مستمرة مع كبار جماعة المؤتمر الوطني ولجنته الأمنية. كما كانوا على اتصالات واجتماعات مستمرة مع صلاح القوش، وعبدالرحمن والصديق الصادق المهدي - ابني زعيم الحزب الغواصة، واحد مكونات رهط "قحت". وبالمناسبة هذه المجموعة لا تزال على اتصال بصلاح قوش وغرفة عمليات المؤتمر الوطني1. وما وصول الزواحف الى مقر القيادة العامة الأسبوع الماضي، الا تتويجا لتلك الإجتماعات المستمرة.
بالله عليكم انظروا الى سير عمليات مفاوضات السلام في جوبا، والتي قد مرعليها قرابة العام وجملها لم يتمخض بعد ليلد لنا فأرا . والسبب في ذلك ان طريقة ونهج المفاوضات المتبعة هي ذات الطريقة التي ظلت تنتهجها حكومة المؤتمر الوطني "1". اللعب على عامل الزمن، وسياسة فرق تسد، واقحام اطراف لم يعرف لها أي خلاف مع الحكومة، ومسارات كانت حتى قبل سقوط المؤتمر الوطني 1، تدور في فلكه. مثل مسار الشرق، مسار الرحل، مسار اصحاب المصلحة غير الحقيقيون ... الخ. مفاوضات وحكومة نفس الملامح والشبه والمشية ذاتها وقدلتا. لقد حشرت حكومة قحت اطراف لم يكن لها أي غضاضة مع النظام البائد ولم نسمع عنها يوما قد رفعت قشة في وجهه. ومثالا لذلك، الصديق الصدوق لصلاح قوش، المدعو محمد احمد الداموكي، الذي بين ليلة وضحاها اسس له مسارا من عدم، أسماه " مسار الشمال" وتم استيعابه دون ادنى تحفظ من قبل اي من طرفي التفاوض. طبعا انا لا اعني هنا، بأي شكل من الأشكال ان اهلنا في الشمال ليست لهم قضية ومظالم. ابدا، ان لأهلنا في الشمال قضايا كثر ومعروفة ولاجدال حولها. ولكن ان يمثلها صديق المجرم صلاح قوش، هنا تكمن المشكلة. وانا على ثقة ان اهلنا في الشمال لا يشرفهم مثل هذا الشخص ليتحدث بإسمهم. واستيعابه في مفاوضات جوبا القصد منه إطالة امد المفاوضات وتشتيت الجهود.
وحتى حركات دارفور المنخرطة في المفاوضات الحالية، قد تركت الكفاح المسلح منذ وقت طويل، وكانت على تواصل مستمر مع حكومة المؤتمر الوطني "1" وعقدت معها عدة جلسات خلال فترة انتفاضة ديسمبر، ولم تنقطع اتصالاتها بالنظام حتى الساعات الأخيرة من سقوطه المزعوم.
ياجماعة اذا كان المفاوضين مجانين فيجب ان يكون المراقبين عاقلين. هذه المفاوضات في وجهة نظري الشخصية انها مفاوضات عبثية حتى النخاع ويجب ان توقف فورا، لأنها اضاعت سنة كاملة من عمر شباب الثورة، وسوف تستمر في اضاعة الوقت الى ما لانهاية. واذا كان لابد من مفاوضات في الوقت الحالي، فيجب ان تقتصر فقط على حركات الكفاح المسلح الحقيقيون والذين لا يزالون قابضين على الزناد. على ان تناقش بقية الملفات الأخرى في وقت لاحق، بعد اكتمال تشكيل مؤسسات هذه الحكومة العرجاء. يكفينا ثلاثون عاما من عمرنا قد ضاعت سدى ولم نحصد فيها الا الحصرم.
نعود الى موضوعنا الأساسي وهو محاكمة الثائر والقائد الملهم "دسيس مان"، لأقول وبدون تحفظ، لو كان للثورات رسل، فإن الثائر "دسيس مان" هو رسول هذه الثورة السودانية بلامنازع. فدسيس مان لم يكن ايقونة الثورة السودانية فحسب، بل كان ملهم الثورات الأخرى في المنطقة العربية التي تزامنت مع قيام الثورة السودانية والتي تلتها. كيف لا وقد تغني وترنم بجلالاته ثوار لبنان والجزائر وسوريا والعراق، وآخرون كثر.
أيضا لوكان "دسيس مان" يعيش في ظل حكومة ثورة حقيقية، حكومة مدنية، ديمقراطية، تطبق شعارات الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، وتنبذ العنصرية المقيتة، لكان "دسيس مان" رقما في الحكومة الحالية. ولكن نسبة لأن ثورتنا قد سرقت من قبل ثلة من بعض ضعاف النفوس، وعطالة أوروبا، ومخلفات الأحزاب البائدة الهرمة، لم يعد لمفجر ثورتها وملهما الحقيقي موطيء قدم، سوى سجن الهدى، بين عتاولة المجرمين واللصوص والقتلة وتجار المخدرات. وحتى هؤلاء المجرمون تم اطلاق سراحهم بفضل مساعدة حكومة القحاتة، مع ابقائهم لمفجر ثورتنا قابع في سجونهم ويتعرض للكثير من الإستفزازات والإهانات من قبل مجموعة من سجانيهم العنصريون والمحسوبين على القحاتة.
فهل يعقل يا سادة ياكرام ان يكون "دسيس مان" قد حوكم فقط لأنه هدد شرطي فاسد، بالفصل من العمل؟ ام حوكم دسيس مان بجريرة أخرى؟ وهل من جريرة أخرى خلاف العنصرية البغيضة، والجهوية المنتنة. وهنا لابد لي من انتهاز هذه الفرصة لأطرح سؤالا هاما لشباب وكنداكات الثورة، لأقول لهم أين شعاراتكم التي تقول " ياعنصري يامغروم كل البلد دارفور"؟ فهل يا ترى اصبحت شعاراتكم هي الأخرى كشعارات الكيزان التي ظلت تزكم انوفنا طيلة سنين حكمهم الفاسد، مثل " في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء، لا لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء"؟ وفي النهاية يكتشف العالم بأسره ان كل الذي عمله الكيزان طيلة سنين حكمهم الثلاثيني، انهم كانوا يتبرزون -لا مؤآخذه - في شعاراتهم تلك.
وهل ياشباب الثورة المخلصين اترضوا ان تنقادوا لرهط القحاتة، وتجمع المهنيين، الذين ارتضوا ان يكونوا نسخة المؤتمر الوطني الثانية، فتصبح شعراتكم كالتي نقضت غزلها؟ ام ستؤنبكم ضمائركم وتلتفون مرة أخرى حول قائدكم وملهمكم "دسيس مان" وتخرجوه من غياهب السجن قبل ان تلتهمه كورونا؟ فيتحقق للقحاتة "المؤتمر الوطني 2"، و"المؤتمر الوطني "1، مرادهم الذي ظلوا يمنون انفسهم به.
ان رهط القحاته منذ استلامهم السلطة، ظلوا يتعرضون للثائر الملهم "دسيس مان" بشتى السبل، ابتداءأ من يوم توقيعهم على اقتسامهم السلطة مع اللجنة الأمنية للمؤتمر الوطني1. حيث قاموا بمحو أي شيء يمت بصلة لهذا الثائر. كماحرموه حتى من الاقتراب من المنصة ليشهد منتجه الذي جاء ثمرة لمجهودٍاته واسهاماته العظيمة، التي ظل يقدمها للثورة دون منٍ ولا اذى. وإن شرزمة القحاته لم يتوقف ازاهم لأيقونة الثورة "دسيس مان" عند هذا الحد، بل سعوا جاهدين لتحييده من مشهد الدنيا بصفة نهائية وبعدة صور، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
لقد صدم دسيس مان بسيارة لانكروزر، كانت تقودها احدى صديقاتهم، بينما كان يقف في الإشارة، فكسرت يده. ولا اعتقد ان الشرطة قد كلفت نفسها للقبض على الفاعلة.
لقد ضرب دسيس مان وشج رأسه ومزقت ملابسه دون جرم، حيث كان بشاطيء النيل مثله مثل سائرالناس الآخرين المتواجدين في نفس المكان. وبعد كل ذلك الضرب والإذلال والإهانة زج به في السجن. علما ان الذين قاموا بذلك الفعل العنصري، اشخاص نظاميون معروفون ولم يتخذ بحقهم أي اجراء او مساءلة.
لقد حوكم "دسيس مان" بدعوى باطلة وسخيفة، بسبب شرطي فاسد ادعى ان دسيس مان هدده بالفصل. فأقتاده نفس الشرطي مع زملائه الفسدة لقسم شرطة وفتح فيه بلاغا، وحكم عليه بأربعة أشهرسجن وغرامة 10 الف جنيه. في محاكمة تذكرنا بمحاكم العدالة الناجزة التي كانت تطبقها حكومة الإنقاذ في الميادين العامة في بداية عهدها. مع العلم ان مجرمي جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي الحقيقيون، متحفظ عليهم منذ أكثر من عام ولم تصدر بحقهم أي محاكمة على جرائمهم التي يشيب لها الولدان. وكل الذي اتخذوه هو محاكمة الملخوع في جريمة تتعلق بحيازة عملة صعبة، وكأنه كان تاجر عمله بالسوق العربي. وما يضحك في مسرحية محاكمة المخلوع ، على ان يقضي محكوميته بدور الرعاية، وكأنه لم يبلغ الحلم بعد. إن شاء الله بس ما يكونوا نسوا يصرفوا ليه بزّة وحفاضات بامبرز وتعيين عاملة لتغيير البامبرز. بالله عليكم كيف تحكمون؟ فإن لم تكن هذه ام العنصرية بعينها، فماذا نسمي هذا الإستعباط؟
ان دسيس مان حتى وهو داخل السجن لم يسلم من اذي القحاتة واستفزازات معاونيهم حراس السجن العنصريون الفاسدون. وعندما جاء اسمه ضمن السجناء الذين صدر بحقهم أمر الإفراج، من لدن رئيس مجلس السيادة – الذي يعتبر اعلى سلطة في البلد، قد رفض سجانوه اطلاق سراحه بدعوى انه قد جاءتهم تعليمات عليا أمرت بالإبقاء على دسيس مان بالسجن حتى يتأدب. هذا حسب ما صدر عن هيئة محامي دارفور. سبحان الله، سليل قلة الأدب يريد ان يؤدب من خرج من بطن أمه مؤدبا!
السؤال الذي يطرح نفسه الآن. يا ترى من تكون تلك الجهة العليا التي اصدرت توجيهات الغت بموجبها توجيهات رئيس مجلس السيادة، فحالت دون الإفراج عن دسيس مان؟ إنه لأمر عجيب. ياجماعة هل نحن دولة مستعمرة ولا ندري من يستعمرنا؟ هذا السؤال موجه لكل من رئيس مجلس السيادة، ورئيس مجلس الوزراء، والنائب العام. دعونا نفهم مايحدث في السودان. ثورتنا وسرقوها القحاتة. طيب من الذي سرق الحكومة من القحاتة؟
والأمر الأكثرغرابة، ان من كان يشرف على اطلاق سراح السجناء من سجن الهدى، عضوتي مجلس السيادة، العرجوزتين، عشوشة ونيكولا عبد المسيح. وحدثت كل تلك الملابسات في وجودهن. والأكثر ايلاما ان نفس عضوتي مجلس السيادة قد زرن سجن كوبرالأسبوع الماضي، حيث يقبع اعداء السودان و الثورة دون محاكمة. وبدون أدنى حياء وعدن هؤلاء المجرمين، بالإفراج عنهم قريبا. وأكدن لهم إن عملية خروجهم من السجن مسألة وقت فقط. أي ان أمر اطلاق سراحهم قد صدر بالفعل وكلما تبقى هو اجراء شكلي ريثما ينتهي قريبا ويطلق سراحهم. بالله ما تستحي هاتين الحيزبونتين على انفسهن. يتركن صاحب نعمتهن في السجن، ويبذلن قصارى جهدهن لإخراج أعداء الشعب من السجن دون محاكمة. الا يعلمن ان هذا الدسيس مان له فضل كبير في تسنمهن لهذه الوظائف التي لا يستحقنها؟ صحيح تمامة جرتك. وكما يقول المصريون " الإختشوا ماتو". يجب الضغط على هاتين الإمرأتين لتقديم استقالاتهن فورا.
ياشباب الثورة، بالله عليكم كيف تنتظرون ان تتنسم ثورتكم رياح المدنية والديمقراطية، والسلام، والحرية، والعدالة، والمساواة، وعمودها الفقري وايقونتها التي عرفها العالم بأسره، محبوس في السجن زورا وبهتانا مع المجرمين الذين خرجت عليهم الثورة ؟
تأكدوا تماما ايها الثوار المخلصين للثورة، ان لم تهبوا الآن لنجدة ونصرة "دسيس مان" كسير الجناح - فإن الله حتما سوف لن ينساه، وسينصره نصرا مؤزرا، جزاءً لما قدم للثورة السودانية والأمة السودانية. ولكن ساعتئذ اخاف عليكم من غضب الله ولعنة تنكركم لجميل هذا الثائر الملهم. كما سوف لن تنعم ثورتكم بالمدنية والديمقراطية المنشودة ابدا. والمؤشرات بدأت تبرز على السطح بوضوح، مع فجر كل صباح يشرق على هذا البلد المنكوب. وستظلوا في معاناة وضنك الى يوم الساعة. واخشى ما اخشاه عليكم ان تصبحوا يوما وتفاجأوا بأن سامر القحاتة قد انفض من تلقاء نفسه وهرب جمعهم وولى الدبر الى أوروبا، موطنهم الذي عاشوا فيه كالعير. لأن مثل هؤلاء النوع من الناس ليسوا اهل شدائد ومواجهات. فإنهم شرزمة من العطالة الفت العيش السهل الذي تجود به الجمعيات الخيرية في أوروبا. وبعد ذلك سيأتيكم المؤتمر الوطني1 من الباب، بكيزانه. ولكن هذه المرة ستكون عودته قاسية جدا عليكم، حيث سيسومكم سوء العذاب، ويمتطي ظهوركم كالدواب، ويذبحون ابنآءكم ويستحيون نسآءكم. وفي ذلكم بلاء عظيم، والعياذة بالله.
أوهاج م صالح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.