سمعة السودان وصورته المنعكسة على سطح القارة الأوربية والعالم الغربي، عانت لفترة طويلة بسبب غياب المواعين الديموقراطية، ولاختلافات آيديولوجية عميقة، يصاحبها عدم رغبة النظام السوداني السابق بالانخراط والانفتاح على النظام العالمي الجديد! فأصبح مغرداً خارج السّرب، وأمسى راقصاً على غيثارة الوحدة والانعزال .. وحتى الرضوخ في آخر (الأمر والعمر) .. حين بدأوا بالتغير والانفتاح على الآخر وبكل أشكاله! .. ولكنه هو نفس الانفتاح على النظام العالمي القديم، والذي حدث في سبعينات القرن الماضي في دول (تكامل وادي النيل)، والذي دفع (مصر) إلى أزمة اقتصادية خانقة ومزمنة، وأجبر (السودان) إلى إعلان إفلاسه .. ومن ثم اعتماده التاريخي على الهبات العربية .. والقروض والمنح الدولية .. وحتى أصبح نجوم السياسة والإدارة في كل الحكومات السودانية السابقة هم الناجحون في جدولة الديون، وليس أولئك أصحاب الإستراتيجيات والخطط الوطنية الناجحة..! ومن هنا نتساءل! .. هل يشبه اليوم البارحة؟ .. ربما! .. ولكن فرصنا أفضل بكثير من الأمس للإدراك والاستدراك! فحقوق الملكية الفكرية للثورة السودانية الكبرى، مازالت باسم ذهنية وقلب الشباب! ولحسن الحظ هم الفئة الوحيدة التي تمتلك الوسائل والإستراتيجيات والتقنيات الحديثة والمرنة .. وسريعة المفعول للتداخل والتقاطع الحُّر والمتكافئ مع النظام العالمي الجديد، والدخول مباشرة إلى ذهنية وقلب الناخب الغربي الحُّر والمتكافئ! ومن هنا نلفت النظر إلى: 1. أهمية التوثيق المرجعي، فالثابت أن ذاكرة الأمس دائماً قصيرة وضعيفة .. وثقوا لثورتكم – ونحن معكم – بإبراز القيم في التظاهر السلمي .. وإبراز روح التسامح والتواضع والإصرار .. وإبراز الوجه الحضاري الجميل لثورة ديسمبر .. وإبراز فائدة وأولوية التعاضد والاتحاد القومي بين أبناء الوطن الواحد .. مقابل التحالفات الخارجية والانفتاح الدولي .. والعولمة!! 2. المراقبة .. راقبوا ما يحدث وما يجري الآن في العالم بسبب جائحة (Pandemic) الكورونا من تغيرات جذرية على صعيد العالم .. هناك تغير ملحوظ لإعادة تشكيل كل التحالفات الدولية في الشكل والمضمون لصالح إعادة تشكيل المكون الاجتماعي والاقتصادي القومي الداخلي! .. وتذكروا جيداً أن دول العالم المتقدمة، هي أول الدول التي قامت وبسرعة بإعادة مواطنيها! .. وفرضت القيود السيادية .. وأغلقت الحدود السياسية في وجه العالم والنظام العالمي الجديد!! 3. تحليل ما يحدث من تغيرات (sociopolitical) سياسية واجتماعية داخليه في دول العالم الغربي، تجارب يستفاد منها .. أهمها أَنماط وقوالب التفكير الجديدة فيما يتعلق بمفهوم الديمقراطيات وحقوق الإنسان والحريات الدينية .. ما أدى إلى ظهور أحزاب قومية سياسية جديدة ورافضة .. واكتسحت بعض الأحزاب التقليدية العريقة في عدد أعضائها واحتلت مراكز متقدمة في ظرف أسابيع قليلة – وكالمعجزة السياسية – سيكون لها دور بارز ، في إعادة صياغة الخارطة السياسية والاجتماعية في المرحلة القادمة في هذه الدول وبكل ثقة .. وبعيداً عن قالب النظام العالمي الجديد!! 4. استخدام التقنية الرقمية والنفاذ إلى الوعي الغربي مباشرة، دون المرور بالأبراج السياسية العالية والمقيدة .. وذلك لتحسين سمعة السودان الجديد .. من خلال الترويج لثقافته وحضارته وتنوعه الاجتماعي والاقتصادي .. وأهمية دوره الخارجي .. وأهمية وفعالية دور الشباب الداخلي بالسودان!! 5. الاهتمام بالمعارف والعلوم والتي تحفظ عهد الله وتوصل إليه ، تلك المعارف التي أثبتت أن مياه المحيطات (الماء الجاري) كائن حي يرزق .. له ذاكره .. ويغضب .. ويمرض! .. إلا الماء الساكن والهادئ! .. سبحان الله .. والحمد لله على ماء (الزير) وعلى كل النعم!! والرحمة والمغفرة للشهداء .. ولكل أموات المسلمين.