الذين يؤججون الصراعات القبلية يريدون افشال المرحلة الانتقالية، ووقف التحول الديموقراطي، والذين يريدون الاستثمار في تنوعنا العرقي والقبلي والديني هم قصيرو نظر، وشحيحو رؤية، والمعروف أن التنوع قوة، مثلما هو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فماذا نقول عن تجربة شخص جاء من أدغال كينيا وتزوج امرأة بيضاء فأنجبت ولداً صنف بأنه "أسود، زنجي" أو أمريكي أفريقي، فيصبح هذا الرجل رئيساً لأكبر البلدان تأثيراً في العالم؟ ولماذا نحن نهاجر الى البعيد ونطلب جنسيات دول وهوياتها ثم نعود الى السودان ونحاول اقصاء من لا يتفق معنا؟؟؟ ما يجري في كسلا هو ضيق أفق وشح نفس وقصر نظر وغياب بصيرة؛ وغباش رؤية؛ ولا يمكن ابعاد محاولات عناصر النظام المخلوع من محاولات تأجيج الفتن، والاصطياد في عكر المياه. المؤكد أن النوبة قبيلة سودانية أصيلة، ومن حق أفرادها التنقل والعيش في أي مكان في السودان، وهم سلالات تهراقا وبعانخي والكنداكة أمانيريناس. والمؤكد أيضاً أن البني عامر، احدى مجموعات البجا التي تتحدث لغة التقري، أو "التقراييت" وهي مجموعة لها ارتباطاتها في السودان واريتريا، مثلها مثل مجموعات أخرى في شرق السودان كالرشايدة، أو ومجموعات البداويت، وحتى الشكرية ولو بنسبة قليلة. وهم مثل قبائل كثيرة ممتدة في الغرب مثل الزغاوة والتاما والبرقو والرزيقات والمساليت، وتنتشر في الحدود ما بين السودان وتشاد وليبيا وحتى المغرب العربي، وموريتانيا، وفي أقصى الشمال حيث "النوبا" ما بين السودان ومصر. البني عامر مكون مهم من مكونات البجا وشرق السودان، والطعن في انتمائهم عنصرية. هذا هو السودان، لنا جميعاً، وكسلاً حسناء التاكا، وسليلة تاجوج، وجارة القاش، حيث منها تشرق الشمس. كسلا كجراي، "الربيع في عطرو دافئ" و"الحلنقي" وهجرة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو. كسلا هي التاج مكي "حبيت عشانك كسلا" وشجون ابراهيم حسين. ويخاصم يوم ويرجع يوم يعذبنا… وعبد العظيم حركة وأرض المحنة. كسلا من هنا تشرق الشمس.