**سأكتب للاسبوع الثالث عن مصيبة الموت الذي سكن بيننا وأخذ اعزاءنا و ما زال وكنت كتبت الحلقتين الأولى و الثانية لرحيل بعض رموزنا وأقاربنا بالكورونا ام بغيرها وعدلنا العنوان باضافة اهلا حتى لا نتهم بالخوف من هذا الأجل المحتوم . ** سأبدأ حلقة اليوم باستعراض عبارات جميلة بليغة وصلتني من الطبيب السوداني الشهير دكتور الواثق و الرجل لا أعرفه و لكن كلماته عن صديقه الدكتور شرف الجزولي الذي كان عنوان حلقتنا الأولى في هذه السلسلة وكما كتبت عنه فقد كتب كثيرون بشهادة للتاريخ عن تميزه كأفضل جراح عظام لكن دكتور الواثق مشكورا كشف عن علامات بارزة في حياة و رسالة الراحل العظيم دكتور شرف الجزولي وأترككم مع مقتطفات من رثاء دكتور الواثق. ** كشف المقال عن تميز الدكتور شرف في مجال جراحة و تغيير الركب في بريطانيا مما جعل مستشفاه الذي كان يعمل به في ضاحية بلسكيت القريبة من ليفربول قبلة البريطانيين قبل غيرهم و لكنه كان َمهموما بأهل السودان و فكر بنقل خبرته و تجربته لبلده مع آخرين و حضر للسودان تاركا زوجته البريطانية وأولاده الخمسة في تضحية من الاب والام الطبيبة التي تركت العمل للتفرغ للأبناء تقديرا لتضحية الاب من اجل وطنه وأهله بعد ان زارت السودان ووقفت على دور الدكتور و نجاحاته العديدة. ** كشف الدكتور الواثق عما لاقاه الدكتور شرف الجزولي من عداء وغيرة و حسد من بعض الزملاء لانه بدأ بعمليات تصحيح لعمليات فاشلة واخيرا نجح في تحويل منتقديه الى متعاونين ومنسقين معه ومتدربين على يديه. ** وقفت لإشارات من الدكتور الواثق بعبارات شجاعة عن طغيان المادة على المهنية لدى معظم الزملاء الذين وصفهم بالحرص على تشييد العمارات و المزاع على حساب المهمة الإنسانية وقال (يزعل من يزعل و لكنها الحقيقة المؤلمة). ** أوصى الدكتور الواثق بالحفاظ على الصورة البهية لمستشفى شرق النيل الذي كان مديره الدكتور شرف الجزولي اول من يدخله صباحا وآخر من يغادره مساء ولم يكن يفرق بين مريض فقير من خارج العاصمة و بين رئيس الجمهورية في غرفة العملية. ** رحم الله الدكتور شرف الجزولي وأضم صوتي مع من أوصى خيرا بمستشفى شرق النيل وأضيف مَقترحا إطلاق اسمه عليه فهذا أقل ما نقدر به المخلصين من أبناء الوطن. ** ما بين السبت إلى السبت عمل الموت عمله و فقدنا الكثيرين ممن دونت اسماءهم في هذه الوريقة الأسبوعية فقد رحل شيخنا الجليل محمد أحمد حسن تاركا علما نافعا و صدقة جارية و ولدا يدعو له و فقدنا الأستاذ الدكتور الطيب زين العابدين ومن العسكريين فقدنا اللواء الجمري محمود والنقيب الشهيد كريم الدين و العميد آدم جمع والسيد حماد اسماعيل والشاب سامي صابر محمد الحسن والبروفيسور يونس الخليفة والدكتور الشهير محمد الفكي المغترب بالسعودية. ** من أهلنا بعطبرة أتذكر الزميل المعلم الرياضي شاكر احمد فضل و كبير الرياضيين بنادي الهدف وامبكول الرجل الرمز ميرغني ابراهيم عثمان العربي وابن الدفعة فناننا عثمان عبد الجبار جبارية سليل أسرة عطبراوية اشتهرت بالفن الأصيل ومن أبناء عطبرة فقدنا مولانا يحيى محجوب. ** اما أهلنا في ديم القراي الذين فقدوا في الأيام الماضية نخبة من آل السادة الخواويض فبعد العميد احمد الخواض كان محمد احمد عبد الرحيم وأخيرا الدكتور الخواض عمر أحمد عبدالرحيم الخواض. ** وقبل أن نسدل الستار على من فقدناهم من المعارف حملت الأنباء امس رحيل الدكتورة الشابة إسراء كريمة الدكتور المغترب محمد سليمان و الزميلة الإعلامية نور الشام قرشي نسأل الله القبول لمن سبقونا الى رحاب ربهم إنا لله وإنا إليه راجعون.