أكد رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي أن الاتفاقين الموقعين بين السودان وجنوب السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي يقفان مثالاً فريداً للإنجاز الإفريقي الإفريقي ويمثل تنفيذهما وسيلة وذريعة يخرج بها مجلس الأمن الدولي الدولتين الإفريقيتين من طائلة وتهديد الفصل السابع أي أنهما ما عادا يمثلان تهديداً للأمن والسلام الدوليين . وقال الرئيس ثامبو أمبيكي في مقاله المنشور علي موقع بزينس دي (Business Day ) في جنوب أفريقيا إن هذه الاتفاقات تحوى ثلاث مزايا تجعلها متفردة في إعادة صياغة القارة الإفريقية كلها من حيث إنها اتفاقات فاوض فيها وتوصل فيها لاتفاق أفارقة وأنه بتنفيذها سيمكن مجلس الأمن من القول إن هذه المنطقة لم تعد تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين وبالتالي يرفع عن المنطقة سيف الفصل السابع المسلط. وأشار أمبيكي إلى أن الميزة الثانية لهذه الاتفاقات أنها فريدة من حيث أنها أكثر الاتفاقيات شمولاً ودقة في تحديد العلاقة بين دولتين إفريقيتين جارتين لا يضاهيها في ذلك إلا الاتفاقات القائمة والتي تحدد العلاقات بين دول الاتحاد الأوربي. وأكد أمبيكي والذي ترأس فريق الاتحاد الإفريقي في اللجنة رفيعة المستوى إبان التفاوض بين السودان وجنوب السودان أن هذه الاتفاقات تمثل مثالاً وحيداً في القارة الإفريقية تصل فيه دولتان إفريقيتان إلى اتفاق يراعي فائدة كل منهما ومصالحها ويمكن لهما من العيش والبقاء والنمو. وأشار أمبيكي في مقاله إلى أن هذه الاتفاقات قد حددت ترتيبات أمنية متبادلة وترتيبات اقتصادية متبادلة ومعالجة معاملة مواطني كل دولة في الدولة الأخرى، تحديد حدود مشتركة بين الدولتين ومن بعد حل النزاعات الحدودية بينهما وقال أكدنا مبدأ أن الحدود السياسية بين الدولتين لن تكون حائلاً بين التعامل الإنساني عبر الحدود وعبر تبني مبدأ "الحدود المرنة" بينهما وهي تحدد حق المواطنين من كل دولة من التمتع بالحقوق في الدولة الأخرى سواء كان هذا الأمر مؤقتاً أوغير ذلك وأن الدولتين تعملان معاً في مخاطبة المجتمع الدولي لمساعدة الدولة الأخرى وأنهما قد وافقتا على إنشاء آلية لحل النزاعات بينهما بصورة سلمية مهما تكن الخلافات. وقال أمبيكي إنه من المخجل حقاً والمحرج أن الصحافة والإعلام في إفريقيا قد تجاهلت هذا التطور الإفريقي الكبير كأنه لم يكن، مما يمثل فشلاً للإعلام في تنوير جمهوره والتعريف بمسألة هي غاية الأهمية لمستقبل القارة الإفريقية. وعبر عن خيبة أمله أن مثل هذا السلوك من الإعلام إنما يغذي الانطباع بأن مستقبل إفريقيا إنما بحوزة آخرين خارج القارة وأنه سيوفر مادة بأن الأفارقة ليس بمقدورهم حل مشاكلهم بأنفسهم.