ظروف استثنائية غير مسبوقة يخوض خلالها تلاميذ مرحلة الأساس بولاية الخرطوم امتحانات هذا العام، والسبب هو جائحة كورونا التي هزَّت عرش العالم بأسره، وأوقفت حياة الناس بشكل شبه تام.. وزارة التربية والتعليم بالولاية قرّرت استئناف الامتحانات اعتباراً من أول أمس (الثلاثاء) على أن تتم الامتحانات وفقاً لاشتراطات صحية صارمة خوفاً على التلاميذ والأساتذة من الازدحام.. السؤال الذي نبحث له عن إجابة هنا هو: هل تم الالتزام حقيقةً بما اتفق عليه؟ التفاصيل تجدونها بين سطور الجولة الآتية: حُمَّى خبيثة أول ما لفت انتباهي وأنا أتجوّل في مركز الامتحانات المُقام بمدرسة علياء – محلية كرري- منظر أربع تلميذات وجدتهن بساحة كافتيريا المدرسة، بعد خروجهن من جلسة اليوم الثاني (اللغة الإنجليزية)، يجلسن في مقاعد متلاصقة تماماً ولا يرتدين (كمَّامات) وبسؤالي لهن عن السبب ردَّت التلميذة ريل عمران بقولها ل(السوداني): ما في كورونا، وهذا الحديث أكده الوفد الصيني الزائر، والذي قال إن الداء الموجود بالسودان هو (حمى خبيثة).. وبسؤالي لهن هل كل التلميذات الجالسات للامتحان بمركزهن يعتقدن بعدم وجود كورونا؟ أجابت على سؤالي التلميذة ملاذ حسن قائلة: في الغرفة التي امتحنت بها عدد التلميذات اللائي يرتدين الكمّامات كان (3) فقط أما البقية فلا يأبهن لكورونا ويمارسن حياتهن بشكل عادي جداً. لكنها استدركت بالقول إن المركز يضم تلاميذ عدد من المدارس وللحقيقة فبعض تلاميذ هذه المدارس ملتزمون جدا بلبس الكمامات واستعمال المعقمات، مشيرةً إلى أن المركز قد طبّق توجيهات الوزارة من حيث تباعد التلاميذ فالغرف يتفاوت عدد الممتحنين فيها ما بين (14 – 16) تلميذاً. إجراءات مُشدّدة من الأشياء المثيرة للانتباه كذلك، خلال الامتحانات التي تجري الآن هي الإجراءات الأمنية المشددة في أغلب المراكز، والدليل أنني عندما حاولت الدخول إالى مركز الامتحانات بمدرسة علياء منعني رجل الشرطة الذي يقف أمام البوابة، وأكد لي أن تعليمات صارمة جداً قد وردت إليهم بمنع دخول أي شخص.. وباستفساري عن السبب علمت أنه وعلاوةً على الإجراءات العادية الخاصة بالامتحانات فإنَّ المسؤولين يخشون على التلاميذ من انتشار حائجة كورونا. أحد المراقبين قال ل(السوداني) إن مسؤولاً كبيراً بالوزارة حاول دخول مركز الامتحانات لكن رجل الشرطة المكلف بحراسة المركز منعه منعاً باتاً وذكَّره أن هذا التشديد هو صادر من وزارتكم أنتم. الباب الخلفي..!! بعد اجتهاد شديد ومحاولات متكررة دخلتُ بالباب الخلفي لمركز الامتحانات، وقابلت الأستاذة علوية حسن محمد الحسين – مديرة المدرسة – فقالت ل(السوداني) إن مركزهم التزم بالاشتراطات الصحية تماماً وعلى رأسها أن يتراوح عدد الجالسين للامتحان بالغرفة ما بين (14 – 16) تلميذاً حسب مواصفات الغرفة. مشيرة إلى أن الوزارة أحضرت للمركز ملصقات تثقيفية صحية تحوي إرشادات خاصة بالتباعد وغسل الأيدي وما إلى ذلك، أما بالنسبة للكمامات والقفازات والمعقّمات فلم تأتِ إلى المركز من الوزارة، مؤكدة أن الأُسر التزمت التزاماً تاما بهذه الاشتراطات الصحية بدليل أن أغلب التلاميذ (بنات وأولاد) يرتدون الكمامات. الأُمَّهات.. حضور رغم الجائحة!! في مدينة بحري وجدت خارج مركز مدرسة الشريف عون عدداً كبيراً من الأمهات يقفن أمام بوابة المدرسة مباشرة سألتهن عن أحوال أبنائهن خلال سير هذه الامتحانات خصوصاً في ما يلي الاشتراطات الصحية، فبدأت الحديث " سعاد الحاج" قائلة ل(السوداني) نحن كأُسر قمنا بكل الاشتراطات الصحية لوقاية أبنائنا من جائحة كورونا.. – أثناء حديثها معي أخرجت مُعقِّماً من شنطتها – وأضافت بقولها نحن كأمهات نحرص جداً على أن يرتدي التلميذ الكمامة وقفاز الأيدي ويستعمل المعقمات باستمرار، فهذه أشياء مهمة جداً لا يمكن أن نتركها للحكومة التي قد تقوم بها وقد لا تقوم. توصية مهمة للأُسر ويقول الأستاذ محمد التهامي مدير مدرسة النيل النموذجية ل(السوداني) إن التدابير الخاصة بمركزهم لحماية التلاميذ الممتحنين من جائحة كورونا تمت وفقاً لتوجيهات الجهات المختصة بوزارتي الصحة والتعليم، مشيراً إلى أنه لم تواجههم أي معوقات في تنفيذها حيث قاموا بتعقيم قاعات الامتحانات وتم توزيع الكمامات الطبية لجميع التلاميذ بالإضافة للمراقبين. وأضاف: أيضاً نقوم بتعقيم جميع العاملين في الامتحانات، وأكد أنهم التزموا تماماً بحماية التلاميذ من خلال تنفيذ التباعد الاجتماعي، قائلاً: قمنا بتوزيع التلاميذ بشكل يضمن التباعد الاجتماعي فبدلاً من وضع 28 تلميذاً في الحجرة تم تقليص عددهم إلى 14 فقط، وعلى مستوى المدرسة قمنا بتوجيه أسر التلاميذ بعدم الحضور مع أبنائهم الممتحنين حتى لا تحدث تجمعات لسلامة التلاميذ بالإضافة لتوجيهات الأسر بضرورة إعداد أبنائهم لمراجعة المقررات لتحقيق نتائج مرضية. كبير المراقبين وتقول كبير المراقبين بمركز مدرسة النيل الأستاذة النخيل أحمد ل(السوداني) إن الظروف التي انعقدت خلالها الامتحانات لهذا العام كانت معلومة للجميع لذلك قمنا بالتعاون مع وزارة الصحة لحماية التلاميذ الجالسين حتي نضمن سلامتهم وفيما يخص الامتحانات أكدت النخيل أنها تسير بشكل طبيعي ولا توجد أي مشاكل تعيق سير العمل حتى الآن منوهة إلى عدم وجود أي إصابات أو حالات اشتباه بين الممتحنين أو الطاقم العامل من المعلمين. التلميذ "محمد" يحكي وبمركز مدرسة الرياض النموذجية أساس بأم درمان التقت (السوداني) بالتلميذ محمد عوض فقال: منذ الجلسة الأولى (القرآن الكريم) تم توزيع كمامات على كل التلاميذ لكن لم نر معقّمات أو قفازات أيدي، مشيراً إلى أن مسألة التباعد داخل الحجرات تم الالتزام بها بنسبة 100% حيث يوجد 14 تلميذاً بكل الغرف.. وأضاف محمد بأنه منذ انتشار الجائحة وتكثيف الحملة الإعلانية للتوعية بمخاطر كورونا وكيفية الوقاية منها أصبحنا نلتزم بكل الاشتراطات الصحية من تباعد وغسل أيدي ولبس الكمامات وغيرها، مشيراً إلى أنه بعد وصوله إلى المنزل يذهب قبل كل شيء لغسل يديه جيداً ومن ثم يدخل أفراد أسرته ليخبرهم بتفاصيل الجلسة. مصدر بوزارة الصحة أخيرًا تحدثتُ مع طبيب يعمل بوزارة الصحة؛ قلت له إن عدد من مراكز الامتحانات خصوصاً المدارس الخاصة لم يتم توزيع كمامات ومعقمات لها.. فأجابني مفضلاً حجب اسمه لأنه غير مُصرّح له بالحديث للإعلام قائلاً: إن وزارة الصحة قامت بتوزيع الكمامات والمعقمات على كل المراكز وأنه لم تأتهم أي شكاوى من مراكز الامتحانات بعدم توفر مواد الوقاية من كورونا، مضيفاً بأن الامتحانات تسير بصورة طيبة ولم ترد إليهم بلاغات إصابة أو اشتباه بالوباء حتى الآن