قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير (أن مسيرة الثورة صارت على شفا جرفٍ هار)، وعزَا ذلك لإحداثيات الواقع؛ التي تؤكد أن دورة المعاناة والأزمات الموروثة من النظام المباد ما زالت تراوح مكانها. وبعث الدقير في كلمته بمناسبة حلول عيد الأضحى بالتهنئة لكل السودانيين داخل الوطن وفي معسكرات نزوحهم ومواقع شتاتهم ومنافيهم العديدة. وأضاف في كلمته: "يعود العيد مصبوغاً بلون الدم، كما هي عادته منذ عهد (الإنقاذ) المباد، عشرات الضحايا الأبرياء لبسوا الأكفان بدلاً عن ثياب العيد إثر هجومٍ غادر على منطقة (مستري) بغرب دارفور". وقال ان ما حدث في (مستري) حدث في مناطق أخرى في دارفور وغيرها من أنحاء السودان. ومضى قائلا: "ما يستعصي على الفهم – في سودان ما بعد الثورة – هو أن هذه الجرائم لا يقابلها غير بياناتٍ تشبه الصمت الثرثار في غياب الفعل الواعي، ما يجعلها بمثابة تحليقٍ مرتفعٍ وبعيدٍ عن الدم المسفوح، كأنّ الضحايا ليسوا مِنّا، وكأننا جميعاً لسنا مِنّا ". واكد الدقير على انه من الطبيعي أن تواجه مسيرة أية ثورة عقبات وتقع أخطاء، لكنّ الخطيئة الأكبر هي دفن الرؤوس في رمال الأخطاء والاستمرار فيها. واضاف: "الشعوب العظيمة ليست هي التي لا تتعثر مسيرتها أو لا تخطئ، وإنما هي التي تمتلك الشجاعة والإرادة لمواجهة العثرات والأخطاء وتصحيحها والنهوض من كبوات الطريق". وشدد على انه ما مِنْ مخرجٍ غير وقفةٍ نقدية شجاعة وصادقة للمراجعة وتصحيح المسيرة قبل أن تتداعى الأشياء، وقال: "من أهم ما يتطلبه ذلك التوافق على خطة استراتيجية شاملة ومنهج إداري علمي راشد لانجاز مهمة البناء الوطني على كل الأصعدة – وفي مقدمتها السلام والتنمية، وكلّ ما يندرج تحت شعار الثورة الأثير والشهير: حرية، سلام وعدالة – وهي مهمة تستدعي شحذ إرادة التغيير، واستلهام روح الثورة ووحدة قواها واستعادة وهجها لتحقيق الأهداف الممهورة بدماء الشهداء". وتمنى الدقير في خاتمة حديثه كل المنى للولاة المدنيين بالتوفيق، وللوطن وأهله الخير.