الأنباء التي تحدثت عن استدعاء الميرغني لوزراء الحزب الاتحادي في الحكومة لاجتماع في القاهرة ، إلى جانب مطالبة القيادي بالحزب ميرغني حسن مساعد لمراجعة المشاركة في حكومة الوفاق الوطني برغم اعترافه بعدم جدوى الخروج من الحكومة، إلا أنها لا تخرج عن مطالب اتحادية متواصلة ظلت تعبر عنها قيادات كثيرة، بل أن المشاركة السياسية مع حزب المؤتمر الوطني منذ عام 2010 وحتى حكومة الوفاق التي تشكلت عقب الحوار الوطني، كانت السمة البارزة لخلافات الاتحاديين، اضطر الحزب على اثرها لفصل قيادات كبيرة . لكن الخلافات لم تتوقف داخل الحزب، واشتعلت حتى بين ممثليه في الحكومة، ونتيجة لهذا الخلاف فيما يبدو بات كل طرف يستخدم قيادات أخرى للتعبير عن مواقفه عبر وسائل الإعلام ولم يعد أحد يعرف على وجه الدقة الموقف الرسمي للحزب من القضايا الوطنية، الخلاف بين مكونات الحزب داخل الحكومة بحسب مصادر – فضلت عدم ذكر اسمها- يتركز بين مساعد رئيس الجمهورية الحسن الميرغني وبعض قيادات الهيئة القيادية للحزب من جهة ووزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر ووزير التجارة حاتم السر ووزير الدولة بالاتصالات إبراهيم الميرغني. من جهة أخرى، وأشارت المصادر إلى انعدام قيادة موحدة للحزب وأن الحسن الميرغني منذ أن طلب من ممثلي الحزب في البرلمان والوزراء الذين اختارهم بتقديم استقالاتهم قبل أداء القسم لم يجتمع بهم ولم يلتقوه منذ تلك اللحظة، وظل الحسن الميرغني يتهم أحمد سعد عمر وحاتم السر بالولاء للمؤتمر الوطني والعمل لتحقيق أجندته وليس برامج الاتحادي الأصل، ولذلك فإن كان هناك حقيقة اجتماع بين الميرغني ووزراء الاتحادي في القاهرة فإن بحث هذه الخلافات ربما كانت عنوانه الأبرز . بين المغادرة والبقاء في تصريح لصحيفة (مصادر) قال ميرغنى حسن مساعد إن الميرغنى دعا وزراء الحزب الاتحادي في الحكومة وعدداً من أعضاء الهيئة القيادية لاجتماع في القاهرة وأن الوزراء سيغادرون الأيام القليلة المقبلة. لكن حتى وقت متأخر من مساء أمس لم يتم التأكد من صحة الخبر حيث إن أغلب وزراء الحزب الاتحادي الأصل ظلت أرقام هواتفهم يرد عليها عبر نداء إلى ( هذا الرقم خارج التغطية حالياً) وفي ظل عدم وجود ناطق رسمي متاح لم نجد سوى قول مصادر مقربة من بعض الوزراء تؤكد أنهم موجدون في الخرطوم، وتؤكد ذات المصادر أن معلومة استدعاء الميرغني لوزراء الحكومة غير صحيحة وأن الميرغني يستعد لمغادرة القاهرة إلى المدينةالمنورة. وتشير مصادر أخرى مقربة من زعيم الاتحاديين أنه منشغل بإعادة ترتيب هيئة الختمية بعد تلقيه تقارير عدد من الخلفاء . انسحاب من الحكومة المطالبة بالانسحاب من الحكومة ظلت تطالب بها قيادات الاتحادي لضمان عافية الحزب وتماسكه، واستعادة وحدته، بعد الانشطارات التي طالته لغياب المؤسسية واحتكار القرار والمشاركة في السلطة، وعمل عدد من القيادات الاتحادية لتنظيم صفوفها وإعلان معارضتها للحكومة والعمل على إسقاطها بالتنسيق مع قوى المعارضة الأخرى ، واتحدت أمس ثمانية تيارات اتحادية ضمت ( الاتحادي الموحد، الاتحادي العهد الثاني، الوطني الاتحادي الموحد، الحركة الاتحادية، الاتحاديين الأحرار، التيار الحر واتحاديين معارضين) حيث أعلنوا رفضهم المشاركة في الحكومة. غير أن الاتحادي الأصل لم يتخذ حتى الآن أي قرار بمناقشة موضوع المشاركة كاستجابة لتلك الضغوط ويؤكد القيادي بالحزب وعضو البرلمان محمد المعتصم حاكم في تعليقه ل(السوداني) أنهم لم يخطروا بأي حديث حول انسحاب الحزب من الحكومة ولم تعقد أي اجتماعات بالخرطوم لمناقشة هذه القضية ، ويرى حاكم أن مشاركة الحزب في الحكومة ضعيفة ولاتتناسب وحجم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مؤكداً أن شراكتهم في الحكومة يجب أن تكون حول الهم الوطني وتنفيذ مخرجات الحوار وإيقاف الحرب وإحلال السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية وفق توصيات الحوار.