لا يكاد يمر شهر دون حدوث خلافات داخل صفوف الحزب الاتحادي الأصل الذي بات أسيراً لبكتيريا الصراعات المستمرة التي أطاحت بالعشرات من قيادات الحزب وقذفت بهم خارج منظومته. فقبل أسابيع قليلة أصدر الحزب بيانًا قضى بتجميد عضوية عدد من القيادات البارزة ثم تبع ذلك القرار احتجاجات مكثفة من التيار المناوئ لرئيس الحزب محمد عثمان الميرغني حيث أعلن أنصار ابنه الحسن الميرغني عن انسحابهم من الجهاز التشريعي قومياً وولائياً بعد اجتماع عقد أمس الأول بدار "أبو جلايبة". صراع التيار الشاهد في الأمر أن صراع التيارات بات مهيمناً على الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، بل إن التيارات المتصارعة نفسها أصبحت محصورة داخل حوش الميرغني من خلال الصراع بين مشايعي الحسن الميرغني وأنصار الميرغني الكبير برغم أن الحسن نفسه لا يعترف بالمقربين من والده وبدورهم في الحزب. والمتابع للساحة السياسية وخصوصاً ما يدور في الاتحادي الأصل، يجد أن لتيار الميرغني" الأب" ظهور كبير وتأثير بارز ويتضح ذلك جلياً في القائمة التي دفع بها للحكومة القادمة والتي حوت وجوهاً معظمها من التيار المناوئ للحسن الميرغني. وبالنظر للأسماء التي دفع بها من أجل المشاركة في حكومة الوفاق الوطني- بحسب مصادر- فأنها ضمت أسماء عرفت بمناهضتها للحسن الميرغني والوقوف في وجهه منهم حاتم السر وإبراهيم الميرغني ومجدي شمس الدين وبالتالي ساهمت هذه القائمة في اندلاع الخلافات داخل الاتحادي واضطرت مجموعة الحسن للانسحاب من الحكومة الحالية. عناصر المجموعتين الصراع بين مجموعة الحسن ووالده يضم أسماء بارزة في سماء الاتحادي الأصل، ففي ضفة الحسن الميرغني يقف أسامة حسونة، أمين أمانة التنظيم، ومالك ضرار وسيد هارون وعائشة محمد صالح بينما يقف في مجموعة الميرغني الأب كل من حاتم السر وإبراهيم الميرغني ومحمد سيد أحمد وبابكر عبدالرحمن. انسحاب واجتماع وبحسب صحف الأمس، فأن تيار الحسن الميرغني أعلن انسحابه من الحكومة بكافة مسمياتها احتجاجاً على تعامل الحكومة مع مصدر آخر في ترشيح عناصر جديدة باسم الحزب للعمل في حكومة الوفاق الوطني وبعد عقد تيار الحسن - بحسب سودان تربيون - اجتماعًا عاصفاً بدار "أبوجلابية" ترأسه الحسن الميرغني لتحديد خطوتهم القادمة. اللافت في الأمر أن الميرغني جرد نجله الحسن في الأسابيع الماضية من كافة صلاحياته الأمر الذي أثار حفيظة الحسن ومجموعته التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الخروج الشامل من الحكومة. تفاصيل الاجتماع وحول ما دار في اجتماع تيار الحسن بدار "أبو جلابية" يقول مولانا أزهري وداعة الله،عضو البرلمان ل(الصيحة)، إن اجتماعاً بدار "أبوجلابية" ترأسه الحسن الميرغني وشمل الاجتماع كل التشريعيين بالحزب على المستوى القومي والولائي وتناول الاجتماع المستجدات التي تشهدها الساحه السياسية. وحول انسحاب الاتحادي الأصل من الحكومة يقول وداعة الله إن الحزب لم ينسحب بعد من الحكومة "بل لم ننسحب من البرلمان لأنه برلمان الشعب وليس برلمان الحكومة". وأردف بالقول" لم نقدم استقالتنا من البرلمان ونحن لا نزال أعضاءً بداخله". وأضاف" كتلة الاتحادي الأصل التشريعية تجتمع بصورة دورية واجتماع أمس الأول كان جزءاً من الاجتماع الدوري". ورفض وداعة الله الحديث عن الخلافات بسبب القائمة التي سلمت لرئيس الوزراء القومي بكري حسن صالح للمشاركة في الحكومة القادمة . تضارب التصريحات برغم النفي الصادر من مولانا أزهري وداعة الله حول عدم تقديمهم لاستقالات من الجهاز التشريعي، إلا أن رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بالإنابة، محمد هاشم عمر، أكد ل(الصيحة) تقدم كل نواب الحزب، قومياً ولائياً، باستقالات للحسن الميرغني وأشار إلى أن القائمة التي تم الدفع بها لرئيس الوزراء بخصوص مرشحي الحزب في الحكومة القادمة هي واحدة من مسببات انسحابهم من الجهاز التشريعي وحول مستقبل الشراكة مع المؤتمر الوطني وقضايا الحوار قال محمد هاشم عمر إنهم متمسكون بالحوار مبيناً أن اجتماع الأمس ناقش عدة قضايا داخلية ذات طابع سياسي كاشفاً عن تجهيز بيان شامل لأسباب خروجهم من الجهاز التشريعي سيتم تمليكه للرأي العام في غضون 24 ساعة. وختم بالقول إن اختيار ممثلي الحزب في حكومة الوفاق الوطني دون علم الحسن الميرغني يعد من أقوى الأسباب التي دفعتنا للخروج من الجهاز التشريعي قومياً و ولائياً. ضغط على الحكومة خطوة الدفع باستقالات من الجهاز التشريعي القومي والولائي ينظر لها المراقب العام للحزب الاتحادي بابكر عبدالرحمن من زاوية أخرى ويقول إن القصد منها ممارسة ضغط على الحكومة من أجل قبول القائمة التي تقدم بها الحسن الميرغني ورفض قائمة محمد عثمان الميرغني، وقال ل(الصيحة) إن الحزب متماسك ولا يتأثر بمثل هذه الصراعات وخروجه أو بقاؤه بالحكومة لا يؤثر على مسيرته ونحن متماسكون قبل مشاركة هولاء في الحكومة بالتالي لا تأثير لهم على أوضاع الحزب الداخلية. بالمقابل يرى القيادي بالحزب علي نايل أن قرار الانسحاب من الحكومة يعتبر قراراً موفقاً مطالباً الميرغني ونجله الحسن بترك المشاركة في الحكومة بصورة تامة، وقال ل(الصيحة) إن وتيرة الصراع بين الحسن ووالده أصبحت في تزايد مستمر متمنياً أن يتدخل العقلاء لحسم الصراع من أجل مصلحة الحزب و وصف نايل الصراع الحالي بالمخجل وأنه يخصم من رصيد الحزب. وقال إن المشاركة في الحكومة هي أسباب كل الخلافات في الاتحادي الأصل وأتمنى أن لا يشارك الحزب في الحكومة حتى نتفادى مأزق الصراعات المتكررة. الصيحة