أكدت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيزور السودان هذا الأسبوع، ضمن زيارة تشمل إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة، خلال 23-28 أغسطس الحالي. وقالت الوزارة أن بومبيو سيلتقي في السودان برئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، لمناقشة استمرار دعم الولاياتالمتحدة للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون، والتعبير عن دعمهم لتعميق العلاقة بين السودان وإسرائيل. هذا البيان الواضح يضع النقاط على الحروف فيما يلي أهداف الزيارة، ويوقف ما يحاول البعض ترويجه من أن الزيارة سوف يعلن من خلالها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. صحيح أنه من خلال المؤتمر الصحفي المشترك ما بين بومبيو وعبد الله حمدوك قد يتم تناول مسألة رفع اسم السودان من القائمة المشئومة بطريقة دبلوماسية، كأن يقول بومبيو (رئيس مجلس الوزراء وشخصي سنعمل سوياً على رفع اسم السودان من القائمة) ولكن الناس يعلمون أن الطريق لذلك شاق وطويل وهم يعانون. بومبيو يخدم أهداف رئيسه ترامب في سنة الانتخابات باستمالة اللوبي اليهودي في أمريكا لصالحه، بتحقيق إنجاز لصالح إسرائيل بالتطبيع مع دولة مهمة مثل السودان. أما رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فهو موضوع لا يهم الناخب الأمريكي في شيء، لذا لن يتناوله بومبيو إلا مجاملة. إن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للاقتصاد السوداني، الذي يسير في اتجاه هاوية الانهيار بسرعة كبيرة، لكن الطريق لهذا الرفع شاق جداً، ويبدأ باستكمال التسويات مع ضحايا تفجير السفارتين والمدمرة كول، ثم يبقى الأمر في انتظار إجازة الكونجرس الأمريكي لقانون التحول الديمقراطي والمحاسبة والشفافية المالية وهو القانون رقم H.R7682 المقدم في جلسة الكونجرس رقم 116 بواسطة النائب الديمقراطي أنجل إليوت والذي نشرت أهم نصوصه وكالة السودان للأنباء (سونا) في مارس الماضي. القانون المذكور يضع شروطاً يجب أن يفي بها السودان حتى يكون مؤهلاً لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وللسماح للرئيس الأمريكي بتقديم الإعانات له، وللسماح للموظفين الأمريكيين بالمؤسسات المالية الدولية لمساندة طلبات السودان بإعفاء الديون أو طلب قروض جديدة. أهم هذه الشروط أن يقود الفترة الانتقالية المدنيون، وأن تتم إعادة هيكلة الجيش والأمن والشرطة بقيادة مدنية، وأن تتم تصفية الشركات الأمنية وشركات الجيش. ولعل بيان الخارجية الأمريكية يشير لشيء من هذا عندما ذكر أن مقابلة بومبيو للجنرال البرهان ستكون (لمناقشة استمرار دعم الولاياتالمتحدة للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون). في خطابه للشعب يوم 22 أغسطس أكد د. عبد الله حمدوك تقديره ودعمه لنموذج الشراكة الفريد ما بين العسكر والمدنيين في السودان. عليه نتوقع منه أن يحث بومبيو على الضغط من أجل إلغاء ما ينوي الكونجرس فرضه على السودان من شكل حكم معين، وأن يتركوا تحديد ذلك للسودانيين، وأن يساعدوا أهل السودان برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب دون تأخير، لأن السيل قد بلغ الزبى. والله الموفق.