يصل اليوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الخرطوم تزامناً مع زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ليرى خلافات اشتد مداها بين المكونيين المدني والعسكري. أسوأ انطباع يمكن أن يكونه مسؤول عند زيارته لأي مكان، تناقض مواقف وسياسات الدولة، فلا يعرف مع من يتفق ومن الذي ينفذ الاتفاق..! يحمل بومبيو موضوعاً رئيسياً وهو التطبيع مع إسرائيل ، فالسودان الذي عُرف بأكثر المواقف تشدداً ضد إسرائيل سيُعتَبر تطبيعه مكسبا سياسيا وإقليميا مختلفا. الطائرة التي ستصل مطار الخرطوم اليوم قادمة من تل أبيب، هي الأولى التي تظهر علناً، فقط سبقتها زيارات مسؤولين إسرائيليين سراً، لكن ها هو اليوم الوزير الأمريكي يأتي من تل أبيب، حاملاً قضية التطبيع علناً. رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اجتمع مساء أمس مع اللجنة المركزية لقوى الحرية والتغيير ليتفق معهم حول ما يمكن أن يقال لمايك بومبيو بخصوص التطبيع مع إسرائيل. عدد من الأحزاب والمكونات السياسة خلال الاجتماع بينها الأمة والشيوعي والبعث رفضوا بصورة قاطعة مسألة التطبيع مع إسرائيل، فيما رأت أحزاب أخرى أن هناك اتصالات ومشاورات تمت بين البلدين ومن المهم أن تتواصل إن كانت تحمل حلولاً للبلاد، ولقطع أي انحياز لأمريكا وإسرائيل للمكون العسكري. كان الاتفاق النهائي هو إبلاغ بومبيو أن مسألة التطبيع ليست من صلاحيات الحكومة الانتقالية الحالية. لكن هناك مع المكون العسكري موقف آخر مختلف عن مسألة التطبيع.. رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، اتخذ قرار لقاء نتنياهو في كمبالا دون مشاورة شركائه المدنيين فعارضوه بعد العودة. ويبدو مما هو واضح، أن التواصل لم ينقطع، وأن الموقف هو التطبيع من جانب المكون العسكري إن كان يحمل حلاً للضائقة المعيشية.. سيستمع بومبيو للموقفين، وسيغادر وهو في حيرةٍ من أمره. وهكذا عادةً.. تتصدر الأجندة الأمريكية المشهد أكثر من الأجندة الرسمية السودانية. كان بالإمكان أن يرتفع سقف المطالب السودانية لأكثر من رفع اسم الدولة من قائمة الإرهاب إن كان هناك عمل حقيقي محسوس على أرض الواقع، لكن قد تستكثر الإدارة الأمريكية إعلان إزالة اسم السودان خلال هذه الفترة، وهو بهذه الحالة الحرجة..!