صراع قاسٍ تلعبه الشرطة في عهدها الجديد مع المجرمين، في كافة الدوائر، تدخل في سباق محموم، يجعلها في حركة يومية دؤوبة، تجمع وترصد المعلومات، تنصب الأكمنة وتداهم أوكار الجريمة، تحقق في أقسامها مع المتهمين وتلاحق آخرين ميدانياً، تنتصر في أغلب الحالات وينعم المواطن بالأمن، ثم يصيبها جراء ذلك الإنتصار الرصاص ويمزق (كاكي) أفرادها ويخترق أجسادهم فتسيل دماؤهم على (الميري) فيموتون وهم يمسكون بزناد البندقية في أحراش الصحراء، يدافعون عن الوطن والمواطن. خمسة من رجال شرطة مكافحة التهريب، التابعة لهيئة الجمارك، اخترق أجسادهم رصاص مجموعات تنشط في تهريب الأسلحة، صباح أمس (السبت)، بمنطقة الدبة بالولاية الشمالية، الشرطة احتسبتهم شهداء، بحكم أنهم لبوا نداء ربهم وهم يعملون في مكافحة أخطر أنواع الجريمة (تهريب السلاح). من هم القائد ملازم أول شرطة "أحمد عمر سلاطين"، يرافقه المساعد سيف الدين سليمان والرقيب عمر جبارة البشير ووكيل عريف علي حسين علي عيسى والجندي عبد الله محمود الزين، هموا صباح أمس ضمن واجبهم في مكافحة التهريب، بضبط مجموعة تنشط، في تهريب السلاح، تحركوا وآخرون، في دورية لحسم أمر المجموعة هؤلاء كانوا على أهبة الاستعداد للقضاء على أخطر مجموعة تهرب السلاح، لكنهم قضوا نحبهم في كمين نصبته المجموعة المهربة. قبل أن يتحركوا حملوا أسلحتهم وذخيرتهم وقبلها إيمانهم القاطع بحماية الوطن من كافة المهددات الأمنية، والتي يمثل انتشار السلاح أهمها. القوة انطلقت وفق معلومات دقيقة عن تحركات المهربين، ودخلت معهم في مطاردة شمال غرب مدينة الدبة، لكن وعلى نحو مفاجئ وقعت القوة في كمين نصبه سيارة أخرى تتبع للمهريبن، وبادلها أفراد القوة النار، لكنهم أسقطوا خمسة من شرطة المكافحة قتلى بينهم قائد القوة، وأربعة من مرافقيه، بينما أصيب آخرون بجروح. 150 شهيداً شرطة الجمارك، أصابها حزن عميق ظهر في تعبيرها عن الحادثة، إذ قالت عبر (إعلامها) أدوار متعاظمة تزداد يوماً بعد يوم تضطلع بها هيئة الجمارك، ممثلة في إداراتها العامة الأربع، وهاهي الإدارة العامة لمكافحة التهريب تحتسب اليوم عند الله تعالى عدد خمسة شهداء (حسب تعبيرها)، لحقوا بزملائهم السابقين والذين بلغ عددهم أكثر من 150 شهيداً. (الجمارك) أضافت أن رجالها الذين قضوا نحبهم أثناء أداء الواجب قدموا أرواحهم من أجل الوطن والحفاظ على الاقتصاد من مخاطر التهريب، فالإدارة العامة لمكافحة التهريب قلعة صمود تتكسر في وجهها كل محاولات المهربين والعابثين بالاقتصاد الوطني. رواية رسمية شرطة الجمارك كشفت عن ملابسات الحادثة قائلة : بالأمس تحرك طوف من منسوبي مكافحة التهريب بالجمارك وفق معلومات تؤكد أن هنالك مهربي سلاح، ودخلت مع عربتهم التي تحمل السلاح في مطاردة لكن فجاة ظهرت عربة أخرى في مسرح الجريمة، تبادل مستقلوها النار بالذخيرة الحية واتضح أنهم كانوا ينصبون كميناً أسفر عن استشهاد خمسة من منسوبي إدارة مكافحة التهريب بقيادة الملازم أول شرطة أحمد عمر سلاطين والمساعد سيف الدين سليمان والرقيب عمر جبارة البشير والوكيل عريف علي حسين علي عيسى والجندي عبد الله محمود الزين، موضحة أن هناك ناجين في الحادثة ضمن طاقم الطوف، وأصيبوا بجروح متفاوتة. إعلام الجمارك عبر (المكتب الصحفي للشرطة) قال إن الاشتباك وقع شمال غرب مدينة الدبة بالولاية الشمالية على بعد حوالي (30) كيلو متر تقريبا. ولم ينس أن ينقل إعلام الشرطة تعازي المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول عز الدين الشيخ، ورئيس هيئة الجمارك الفريق شرطة د.بشير الطاهر على أرواح الشهداء وتوجيه الأخير بإرسال قوة كبيرة إلى مكان الحادث لملاحقة المتهمين الضالعين في مقتل منسوبيه. معلومات حتى كتابة التقرير لم يتسن للشرطة القبض على الجناة حسب معلومات (السوداني)، ونقلت جثامين الضحايا الخمسة من الولاية الشمالية إلى المشرحة التي شهدت حشداً مقدراً من منسوبي الشرطة وهيئة الجمارك، وجرت عملية تشريح الجثمامين وفق بلاغات جنائية وأذونات النيابة. ظلم ذوي القربى الشرطة في عمومها ومنذ ثورة ديسمبر المجيدة، يرى منسوبوها أنهم وقعوا بين قوسين مريرين، فهي أي الشرطة تتعرض لانتقادات لاذعة عبر منصات التواصل الاجتماعي من ذوي القربى وهم (المواطنون) الذين تحميهم وتحرسهم، بأفرادها المنتشرين في بقاع البلاد طولاً وعرضاً، ويواجه منسوبوها الموت بالرصاص في ساحات العمل المختلفة خصوصاً التي تضعهم في مواجهة مع المجرمين.