رغم تأخر الاعترافات العلنية التي أطلقتها لجنة التفكيك وإزالة التمكين في المؤتمر الصحافي الأخير ، بأخطائها في عدد من القرارات السابقة وتسببها في إنهاء خدمات موظفين حكوميين لا علاقة لهم بالنظام البائد أو لمزاعم حصولهم على وظائفهم بطرق غير شرعية الا أنها خطوة جيدة ومراجعات ضرورية جداً. الإعتراف بالخطأ ليس مشكلة وإنما الإستمرار فيه هو المعضلة الحقيقية ، والشاهد قضية اللجان الإدارية لمجالس إدارات البنوك الحكومية ال(11) التي كونها البنك المركزي عقب حل مجالس إداراتها بواسطة لجنة التمكين ، وصلاحياتها الشحيحة جدا والتي لا تمكنها من ملء الفراغ الإداري بتلك البنوك في هذا التوقيت الصعب جدا من تأريخ البلاد . بنك السودان استجاب تحت ضغوط دخول بعض منسوبي هذه البنوك في إضراب عن العمل لهذا السبب ولأسباب أخرى ذات صلة بتعديل الهياكل والمخصصات ووجه بعقد الجمعيات العمومية لانتخاب عضوية مجالس الإدارات ، إلا أن لجنة التفكيك المصون تدخلت وأوقفت عقد جميع الجمعيات العمومية بخطاب من بنك السودان للمصارف ولأجل غير مسمى بحجة التأكد من هوية المرشحين لمجالس الإدارات. لا أدري إن كانت لجنة التمكين تعي ما تفعل بقراراتها هذه والتي تعطل بها العمل في بنوك تمثل ثلث الجهاز المصرفي بالبلاد منذ أكثر من عام بدءا بحل المجالس وحتى الآن وما سببه غياب مجالس الإدارات وصورية اللجان الإشرافية الحالية وعدم صلاحيتها وبعض مديري العموم المكلفين في منح تصاديق بعمليات تمويلية كبرى في إعاقة موسم الصادر بشكل كبير خاصة الحبوب الزيتية والصمغ والفول والسمسم ومحاصيل الموسم الصيفي ما أضر كثيرا بالاقتصاد وزاد معاناة الحكومة في الحصول على العملات الحرة لتمويل شراء السلع الاستراتيجية. تأكد لجنة التمكين من هوية المرشحين يثير الدهشة والاستغراب في آن واحد، لأن البنوك هذه حكومية وأعضاء مجالس إداراتها سواء تم تعيينهم او انتخابهم هم في الأول والأخير ينتمون للحكومة وحاضنتها السياسية قحت ولا صلة لكل ذلك بتفكيك أو إزالة تمكين فما دواعي تأكد اللجنة من الهوية وتعطيل عمل المصارف وبين ظهرانينا شكاوى من مصارف عدة من تلقيهم طلبات تمويل بمبالغ ضخمة للصادر والموسم الزراعي يعجزون عن تلبيتها لغياب مجالس الإدارات وتقلص صلاحيتهم في منح التمويل للعمليات الصغيرة التي لا تتعدى ال(100) مليون جنيه فقط ؟ موازنة أخيرة: يا لجنة التمكين ارفعي يدك عن بنك السودان والنظام المصرفي كله ودعيه يعمل .. الله يرضى عليك.