بمناسبة انتهاء فترة تكليف الولاة العسكريين التي تعتبر تجربة فريدة في نظام الحكم الانتقالي تحسب لثورة ديسمبر المجيدة حيث أفرزت شخصيات فذة من العسكريين الذين يملكون قدرات إدارية ثرة في العمل العام كانت مطوية في رحم الغيب ومنها الرجل الاستثنائي اللواء الركن محمد عثمان محمد حمد والي ولاية سنار الأسبق الذي أرسى نهجاً جديداً للمسئولين في الانفتاح على الريف بزياراته المفاجئة غير المعلنة بعيداً عن دائرة الإعلام لتلمس قضايا المواطنين الضرورية التي تمس حياتهم المباشرة من صحة وتعليم ومعاش والقيام بمعالجتها جهد الممكن كأولويات عاجلة ثم النظر في مشروعات البنية التحتية والتنمية. وكان مقبلاً على برنامج إصلاحي كبير فقد كان شعاره (معاً لنبدأ النفير) في عالم سريع متجدد ومتطور ليس هذا فحسب بل امتد عطاؤه لدعم الأسر الفقيرة والمعاقين سمعياً وحركياً على نفقته الخاصة فقد كنا شهوداً على الأثر الكبير الذي تركه بجلائل أعماله مما نال إعجابنا قبل شكرنا ، آملين من المولى عز وجل أن توضع أعماله في كف ميزانه التاريخي. ولا يفوتنا الإشارة إلى أبرز منجزاته في طريق الرماش سنجة، هذا الطريق الذي تعثر عشرين عاماً منذ العام 1995م لم ير النور إلى أن قيض الله له هذا الوالي الهمام الذي شرع فوراً في تنفيذه بالردميات الترابية والخرصانية والسدود وكان يسابق الزمن في إكماله حينما علم بأهميته التي تكمن في مد عاصمة الولاية سنجة بمنتجات القرى المجاورة (الشلال – حمراتي) التي تنقطع تماماً في فصل الخريف في مساحة تزيد عن ستة كيلومترات عن طريق الأسفلت الرئيسي سنجة سنار وقد بذل كل جهده في المتابعة إلى أن أوشك على الانتهاء ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن حيث اقتضت ظروف التحول المدني المجيء بالولاة الجدد ولكن ستظل ذكراه في وجداننا ولا شك قليلون هم أولئك الرجال الذين يحفرون أسماءهم على جدار الزمن !! ونرحب بالوالي الجديد الأستاذ / الماحي محمد سلمان، ابن المنطقة الذي لا يحتاج إلى تزكية ونبدأ معه الخطوة الأولى بالأمل، وكلنا أمل في تكملة الطريق وصولاً لمرحلة الأسفلت ومنها سوياً لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر العظيمة (حرية – سلام وعدالة)، هذه الثورة التي لا تعرف المستحيل. ع/ لجنة الخدمات والتعمير الرماش ريفي سنجة أكتوبر 2020م