لا يمكن أن ننتقص من الجهد الذي بذل ليكون عقد المؤتمر الاقتصادي القومي ممكناً، والذي ولد من رحم معاناة حقيقية يمر بها السودان وهو ما زال يعاني أوجاع جائحة كورونا 19 ليلحق بها فيضان فاق كل ما قبله تدفقت مياه النيل بكثافة وقوة بحيث لم تستطع أن تقف أمامها أي بنية تحتية فهدمت الكثير وكأني بهذا الفيضان أراد أن يقول لوليي الأمر طلعتوا فالصوا " والحاضر يكلم الجاي " وما بني على بأطل فهو بأطل ولعل ما يعاد بناؤه يكون وفقاً للقياس والمقياس الهندسي الدقيق الذي يعطي الحق لمسارات الأنهر تماماً كما يعطي للمواطن قطعة أرض لسكنه أو مزروعاته وبهائمه ولمدارسه ومشافيه التي دمرها تدفق المياه من تحتها بالنز أو من فوقها سيلا ومطراً هطولاً كان يمكن أن يكون مفيداً إن كان في بقاع أخرى تعرف ماهية المياه وأهميتها وأنها من نعم الله على العباد ويحق للمتسائل أن يسأل أين الخرط الاستراتيجية الموجهة للمدن وللقرى التي تضع باعتناء لكل نقطة وفاصلة … ما علينا وكما يقول المثل ليس مهما البكاء على اللبن المسكوب لنرمي للأمام . وعودة لموضوعنا فإن المؤتمر الاقتصادي عمل قيم أريد له إطلاق صوت عال ومجلجل بأن يجلس الخبراء والمختصون ليتشاوروا ويتناقشوا ويفلتروا من كل أحاديثهم ما يستحق أن يدفن في بأطن الأرض ويكون هو الخلاصة الناجعة للتطبيق .. نعم التطبيق .. وهو ما يعرف بأنه التوصيات والتي نتمنى أن تشق فجاج الأرض وتجتاز المطبات العالية لتفلت للتطبيق المحكم من وسط أيادي لابسي الكرفتات الملونة والذين ما أن ينظر إليهم المتابع إلا ويلمس البون الشاسع بين ساكني دواوين الحكومة الجدد وبين سكان قاع المدينة الشتات الذين يصرخون للقمة العيش والأمن والأمان .. إن توصيات الموتمر إن حرسها أمثال يوسف الذي خاطب المؤتمر بثورية وثبات وتراتيبية أفكار ستجد حظها للتنفيذ بما ينفع القطاعات التي شكت لطوب الأرض لما سمي " بالتخريب الممنهج " شكراً ليوسف مرات ومرات فأنتم التروس والكنداكات الراسيات الذين تحرسون هذه الثورة التي ما قامت إلا للإصلاح والعمار والتنمية فكونوا دوماً بخير .. وليس فقط بأصواتكم العالية ولكن بأذرعكم العاملة ليعلم وزراء الحكومة الانتقالية أن الحصة وطن وليس سيارات فارهات وكرفتات ملونة تشابه عمائم من سبقوهم والتي كانت تهتف دومً " سير سير يا ال " فاذا به يسير ليدفن أجساد وطن كامل في بؤرة الجوع والعطش فأنزلوا يا أخوت يوسف للحواشات والمراعي وللنظافة ولحراسة الإنجازات وعلى قلتها …