بلهجةٍ حادة غاب عنها تفاؤله المعهود تحدث رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك عن العلاقات مع الولاياتالمتحدةالامريكية حيث اتهمها بصورة مباشرة بتهديد مسارالانتقال إلى الديمقراطية عبر إبقاء السودان مصنفًا على قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال حمدوك في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) نشرت الأحد،إن العقوبات تشل اقتصاد السودان منبّها إلى عدم وجود ضمان لاستمرار الديمقراطية حتى موعد الانتخابات المقررة في 2022م. تقدم المفاوضات بالمقابل خاضت الحكومة الانتقالية حوارًا مع الولايات المُتحدة الأمريكية في مساعٍ جادة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفي وقتٍ سابق أكدت الحكومة الانتقالية اقتراب رفع اسم السودان من اللائحة السوداء التي ظل بها منذ زهاء الثلاثة عقوداً من الزمان ، الحوار السوداني الأمريكي توج بزيارة لمسؤول أمريكي رفيع للخرطوم وهو وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو حيث لم يزور الخرطوم مسؤول امريكي رفيع في العقود الماضية وبحث بومبيو في حوارات هاتفية قبل وصوله للخرطوم كيفية رفع السودان من لائحة الارهاب حيث تحدث مع كل من رئيسي مجلس السيادة والوزراء عن ازاحة السودان من لائحة الارهاب دون الوصول لنتائج قاطعة في هذا الملف. وانهى السودان والولايات المُتحدة الأمريكية في ال23 من الشهر الماضي مُحادثات استضافتها دولة الإمارات استمرت ثلاثة أيام حول شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مُستقبل السلام العربي الإسرائيلي، وجانب التطبيع مع إسرائيل. قال وزيرالعدل نصرعبدالباري الشهر الماضي،إن الحكومة والإدارة الأمريكية ،وصلتا إلى مرحلة تبادل مسودات اتفاق نهائية ،لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وذكرعبدالباري،في مؤتمر صحافي أن الخرطوموواشنطن أكملتا تفاهماتهما النهائية حول الموضوع ،وتمضيان في التوصل إلى اتفاق يشجع المستثمرين الأمريكيين والغربيين عامة للاستثمار في السودان بعد رفعه من القائمة. جمود المفاوضات تقارير أشارت إلى أن جُمودًا أصاب المفاوضات بين الخرطوموواشنطن وأن الأخيرة تضع التطبيع مع اسرائيل شرطًا لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. سفير السودان بواشنطن نور الدين ساتي قال في تصريح مُقتضب ل(السوداني): "إن المُفاوضات ما تزال مُستمرة ولم تنقطع". وفي وقتٍ سابق أكدت القائم بأعمال سفارة السودان بواشنطن أميرة عقارب ل(السوداني): إن الملف بات حسمهُ قريبًا وأن التقدم كبير في هذا الملف. وأضافت: أنا عُضو في لجنة التفاوض التي تبذل جهودا كبيرة من أجل رفع اسم السودان من القائمة، وأؤكد أن هناك تقدمًا كبيرًا. التطبيع مقابل الرفع بالمقابل ترفض الحكومة الانتقالية ربط مسار التطبيع برفع اسم السودان من القائمة ونفى حمدوك مايشاع عن تطبيع مرتقب للعلاقات بين السودان وإسرائيل مقابل شطبه من القائمة الأمريكية،وقال في هذا السياق "نريد أن يتم التعامل مع المسارين بشكل منفصل". وتابع: "إبقاء السودان على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب يهدد المسارنحو الديمقراطية ،لأننا معزولون عن العالم"،معتبرًا أن إزالة السودان من القائمة سيغيرالمعطيات. غضبة حمدوك الكاتب الصحفي والمُحلل أسامة عبد الماجد قال في حديثه ل(السوداني): إنّ السبب الرئيسي في حدة تصريحات وتغير لهجة حمدوك هي حالة التفاؤل فوق المعدل التي كانت تسيطر عليه تجاه الولاياتالمتحدة وقال ان كل مسؤولي الحكومة الانتقالية كانوا يتفاءلون برفع اسم السودان من لائحة الارهاب ولكن فات عليهم ان الامر في الادارة الامريكية فيه تعقيدات، وان المشكلة ليس فقط في نظام البشير مشيراً الى وجود تعاون أمني بين الانقاذ وواشنطن وقال اسامة عبدالماجد ل (السوداني) ان الاوضاع الاقتصادية المعقدة تشكل ضغطاً على الحكومة الانتقالية التي كانت تنتظر الانفراج عبر بوابة واشنطن من خلال رفع اسم الخرطوم من لائحة الارهاب وقال ان حمدوك تعرض لخديعة من مكونات داخل الحرية والتغيير فيما يخص العلاقات مع واشنطن مبيناً ان جهات كانت تشير له ان رفع السودان من لائحة الارهاب امر سهل ووارد وقال ان اعتماد سفير باسم السودان لدى واشنطن اعطى حمدوك بريق امل رغم ان الامر طبيعياً وكان يجب ان يقابله وصول السفير الامريكي للخرطوم وهذا ما لم يحدث ، الى ذلك يرى مراقبون ان انتقاد حمدوك للحكومة الامريكية مرده الى تعويل حمدوك الكبير على المجتمع الدولي في دعم مسار الانتقال الديمقراطي بالخرطوم وان حمدوك اصيب بخيبة امل بعد مرور اكثر من عام ونيف على حكمه دون تقديم مساعدات له من قبل المجتمع الدولي تساعده في تجاوز المطبات الاقتصادية الموضوعه في طريقه.