حادثة قتل الطالب الشيشاني لأستاذه الفرنسي قال تعالى: ((وإذا رءآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً، أهذا الذي يذكر آلهتكم بسوء، (خلق الإنسان من عجل) سأريكم آيتي فلا تستعجلون)) قال ابن كثير: والحكمة في ذكر عجلة الإنسان هنا : أنه – سبحانه – لما ذكر المستهزئين بالرسول – صلى الله عليه وسلم – (وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم) فقال سبحانه – : (خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ) لأنه – تعالى – يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، يؤجل ثم يعجل، ويُنْظِر ثم لا يؤخر، ولهذا قال : (سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي) أي: نقمي واقتداري على من عصاني (فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ) . وقال الآلوسي: "والنهي عن استعجالهم إياه – تعالى – مع أن نفوسهم جبلت على العجلة، ليمنعوها عما تريده وليس هذا من التكليف بما لا يطاق . لأنه – سبحانه – أعطاهم من الأسباب ما يستطيعون به كف النفس عن مقتضاها، ويرجع هذا النهي إلى الأمر بالصبر" انتهى كلام الالوسي قلت : ومن يستشهد بقتل من أساء للرسول وعدم قبول توبته هو حكم خاص بمن هو مسلم ويعتنق الإسلام، أما غير المسلم فقد وصف الله ذلك الفعل بالاستعجال وطالب فيه بالصبر حسبما قرأنا في كتب التفسير . أو يمكننا سلوك وسائل أخرى غير القتل كالاستفادة من قوانين دولية على سبيل المثال لمواجهة أمثال ذلك، فقد كان المشركون يفرطون فى الإساءة اليه ولم يرى حدوث مثل ذلك، وما حدث من اغتيال لشرف بن الأكعب، فقد كان شرف يخوض فى أعراض نساء المسلمين وينشئ الشعر في ذلك فقتله المسلمون وكان المسلمون وقتها في حال قوة ومنعة بخلاف ما هو اليوم من حال الضعف والهوان الذي يعيشونه، فبلا شك يجر الفعل الى مفاسد عظمى تضر بالمسلمين حتى ولو كان هذا مباحا ويكفي استدلال للمنع ما أورده الحافظ ابن كثير والألوسي في الآيات أعلاه من سورة الأنبياء، لذلك نحن نرى ليس من الحكمة بل لا يجوز قتل الشاب الشيشاني لذلك الفرنسي الذي أساء لنبينا صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم بالصواب.