تأكيداً لتفشي حالات الطلاق وبالأرقام، كشفت قاضي المحكمة العليا د. ستنا عبد الجليل محمد، عن وقوع أكثر من (10) الآف حالة طلاق في ولاية الخرطوم للعام 2017م، ووصفت ستنا خلال ورشة عمل بعنوان (الطلاق الواقع والحلول) بالشهيد الزبير ارتفاع نسب الطلاق بالنزف المُجتمعي الغائر، وشددت على ضرورة الوقوف عن الظاهرة حفاظاً على المجتمع، وطالبت بضرورة وضع الحلول الشافية لوقف النزف، مُضيفةً: (النزف ينذر بضياع فلذة أكبادنا، كما طالبت برفع مستوى مجالس الصلح وجعلها أكثر فعالية قبل البدء في رفع القضية للمحكمة). (2) عدد من النساء أكّدن، أنّ وصولهن للمحاكم للمطالبة بالطلاق يأتي بعد استلاب حُقُوقهن وشُعُورهن بالقهر والظلم وهو ما أكدته السيدة (ط. م) قائلة: (نحن في مجتمع يُعتبر الطلاق عيباً كبيراً، ولكن هناك ضرورات جعلتنا نلجأ إليه)، موضحةً: (بالنسبة لي غاب زوجي لمدة ثمانية أعوام وهو حيٌّ يُرزق دون أن يسأل عني وعن أبنائي، فأصبحت مسؤولة عنهم بعملي في مهنة بيع الشاي، لذلك اضطررت للذهاب إلى المحكمة والمطالبة بالطلاق حتى ألبي احتياجاتهم اليومية). (3) من جانبها، قالت الموظفة (فدوى): (أنا ضد فكرة الطلاق جُملةً وتفصيلاً، إلاّ أنني مررت بمشاكل صعبة جداً، منها إدمان زوجي على شرب الخمر وضَربه لأبنائنا دون أسباب، بجانب إخلاء مسؤوليته في التربية والمصاريف وعدم دفع إيجار المنزل الذي نسكن فيه لننتقل للسكن مع أهلي وفي غرفة واحدة وهو وضع لا يُحتمل، فما كان مني إلاّ أن طلبت الطلاق وهذا ما حدث). (4) الخالة رفيدة تعمل فرّاشة بأحد المستشفيات، أقرّت بأنّها ضاقت ذرعاً من مشاكل زوجها الذي وصفته بالمحتال الذي يأكل حق غيره من مال فتسبّب لهم في كثير من المشكلات ليتم زجّه في السجن، إلاّ أنّه عاد لتصرفاته الأولى وأصبح منزلهم مهدداً بالبيع نسبةً للديون التي أغرقهم فيها وفوق كل ذلك لا يعطيهم المال، بل يصرفه في شرب الخمر! مُبيِّنةً: (عندما ضقت ذرعاً طالبت بالطلاق حتى لا أربي أولادي في تلك الأجواء العكرة التي حتماً ستؤثر عليهم). (5) من جانبها، قالت طبيبة علم النفس فوزية الناجي: (ازدياد حالات الطلاق في السودان لديه عدة أسباب من بينها افتقاد عنصر التفاهم بين الزوجين الذي يبدأ من السنوات الأولى للزواج وانعدام الثقة ما يحدث ربكة في كثير من الأمور التي تتعلّق بعش الزوجية وتدني الظروف الاقتصادية الذي أسهم بشكلٍ مباشرٍ في تفاقم كثير من المُشكلات وتمرُّد الزوج من المسؤولية الذي يلقي بكل الأعباء على الزوجة والتي دائماً ما تكون هي الضحية)، مُشيرةً إلى أنّ تلك الأسباب يصعب السيطرة عليها ما لم يكن أحد الطرفين يرغب في التغيير من أجل الأفضل، فيما تعتبر المرأة هي المُتضرِّر الأول في الموضوع، لأنّ صفة الأمومة والحنان تلازمها ولا تسطيع ترك أبنائها كما يفعل الزوج، مُواصلةً: (بما أنّها أنثى تحمل الكثير من الأحساسيس والمشاعر تريد أن تعيش مع رجل يقاسمها المسؤولية، لذلك تسعى للطلاق وهو أبغض الحلال عند الله حتى لا تقع في الحرام بأن تتزوج وأخريات دُمِّرت نفسياتهن فرفضن الزواج مرةً أخرى)، مُختتمةً حديثها: (في رأيي لابد من دراسة صحيحة لحالات الطلاق لإيجاد مُعالجات حقيقية مع ضرورة عودة الجودية التي عُرف عنها المُجتمع السوداني لقيامها بدورٍ مهمٍ وهو طي الخلافات والسعي لإيجاد حلول للأزواج بعيداً عن قاعات المحاكم).