الطريق الثالث – بكري المدني * منذ حوادث سبتمبر العام 2013م وحتى اغتيال شهيد الجريف في 21 أكتوبر الجاري مروراً بشهداء (ديسمبر -إبريل) وشهداء فض الاعتصام ظل ملف اغتيال شهداء الثورة السودانية غامضاً بدرجة غريبة على الرغم من الوضوح الشديد للمشتبه فيهم والذين لا يخرجون بحال من منتسبي القوات النظامية أو من يلبسون زيهم ويركبون مركباتهم ويستخدمون أسلحتهم ! * كان ولا يزال من الغريب ألا تصل الجهات المختصة لأي مشتبه فيهم أو متهمين في الحوادث المذكورة على الرغم من المقدرة الفائقة للجهات المختصة والتى يسجل تاريخها وأرشيفها مقدرتها في الكشف عن الجرائم الأكثر تعقيداً وغموضاً وتحقيق إنجازات مذهلة ! * تجيء جريمة اغتيال شهيد الجريف لتضاف إلى قائمة الجرائم المستمرة والتي تتكون اللجان لأجلها وتتناسل دون الوصول لنتيجة تعجل من القصاص وتحقق العدالة وتحفظ الأرواح من بعد بردع الجناة. * قد لا تصل لجنة الكشف عن جريمة اغتيال شهيد الجريف الشاب محمد عبدالمجيد عن متهم أو جان كما حدث في جرائم سابقة ولكن هناك مستجداً في المشهد اليوم ولا بد أن تتحسب له السلطات جيداً وهو ارتفاع كلفة النتائج مع الأيام وذلك بعد أن سيطر أصدقاء وزملاء الشهيد على كوبري المنشية وأغلقوه تماماً في وجه العابرين من الاتجاهين. * لقد قطع الثوار التواصل ما بين الخرطوم وشرق النيل من جهة والخرطوم وشرق النيل من جهة أخرى، وأصبح الوصول لأي من المنطقتين يتم عبر مسارات طويلة من جهة كوبري كوبر أو سوبا وخطورة كلفة ارتفاع نتائج عدم الوصول إلى المشتبه فيهم بقتل الشهيد محمد عبدالمجيد لا تقتصر على إغلاق كوبري المنشية فقط وإنما هي مرشحة للتصاعد بقفل كبار أخرى من قبل الثوار تقطع التواصل بين مدن العاصمة المختلفة. * إن لم تسارع السلطات الحاكمة في الوصول إلى المتهمين بقتل الشهيد محمد عبدالمجيد وتقديمهم للمحاكمة بصورة عاجلة ليفتح الثوار كوبري المنشية فإن الوضع سوف يزداد تعقيداً وستكون نتيجته النهائية والحتمية هي سقوط الحكومة بعد إغلاق المزيد من الكباري. * إن الاعتصام أمام وفوق الكباري والجسور من قبل الثوار أخطر بكثير من الاعتصام حول مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة وذلك لأن اعتصام القيادة يعزل منطقة محددة وسط العاصمة اما اعتصام الكباري فهو يشل العاصمة كلها وذلك بعزل أطرافها عن بعضها البعض وعزلها عن الوسط أيضاً ! * إن كان التهور في فض اعتصام وسط البلد جاء بنتيجة فادحة فإن أي تفكير او تدبير لفض اعتصام كوبري المنشية او أي اعتصامات لاحقة على كباري اخرى ستكون نتيجته أفدح وأكبر والحل الوحيد والعادل هو الإعلان عن المتهمين في كل الجرائم الواضحة!