فوز مستحق في توقيت غير متوقع لشبكة الصحفيين السودانيين ذات ال12 ربيعاً بجائزة منظمة "مراسلين بلا حدود – السويدية"، في مجال حرية الصحافة، وذلك تقديراً لجهودها في الدفاع عن حرية التعبير والصحافة ومشاركتها في قيادة النضال المدني بالسودان. توقيت الجائزة وتحيتها لنضالات رفاق القلم، زّينتها تواضع ممثلي الشبكة وهم يستقبلون التهاني والتبريكات، وردهم بأدب بأن الجائزة لكل الصحفيين الشرفاء، لتؤكد الشبكة أنّ الفوز بتاتاً لا يعني التكبر والغرور والزهو. الفوز جاء في توقيت، حاصر فيه الإحباط جموع الصحفيين بفعل أزمة الصحافة التي تعيشها، والإغلاق الذي يهدد الكثير من المؤسسات، ربما تماشياً واتساقاً مع أزمة الوطن والمواطنين في ظل عجز حكومة ما بعد الثورة عن فك طلاسم المشهد المُعقّد. فوز الشبكة، ذكّر الكثيرين بأن الاستثنائيين وحدهم هم القادرون على تغيير مسار التاريخ، فكانت السكرتارية يومئذ تتّخذ قرارها التاريخي الذي مهّد لأن يكون الصحفيون طليعة جماهير شعبهم في ملحمة التغيير، وضلعاً أساسياً في مثلث الفعل الثوري حتى تحقق النصر. اعتراف المؤسسات الدولية والإقليمية أو غيرهم بتصدر شبكة الصحفيين للمشهد النضالي في الوطن، معلومٌ بالضرورة، إذ شهدت مواقف الشبكة على جدارتها، فأعادت الجائزة للأذهان مرة أخرى تصدُّر السكرتارية لتصحيح مسار الثورة، بعدما لمست الانحراف منذ وقت مبكر، بدليل مذكرة الشبكة في أكتوبر 2019م لمجلس تجمع المهنيين وتم تسريبها على نطاق واسع، وطالبت حينها بالوقوف لتصحيح مسار التجمع أيقونة الثورة. فوز الشبكة بالجائزة الدولية لا يعني بتاتاً الوقوف على جبال الفرح وظلال الارتياح، بل ربما يلقي عبئاً مُضاعفاً على كاهل سكرتاريتها والجنود المجهولين فيها، فالواقع الصحفي اليوم يضع بالتفاعُلات الحميدة وغير الحميدة، وثمة أيادٍ لها ما لها، وعليها ما عليها تمتد لتُمزِّق سيناريوهات الجدل المُفترض في كل تطور.. في وقت تنشط فيها الدعايات السوداء والشائعات المقززة، وشراء صكوك النضال بإساءات بين الزملاء واختزالٍ مُخلٍ بأدب المرحلة وثورة القيم. لذا، فإن الشبكة مُطالبة بالتعالي على الصغائر، والمضي قُدُماً في طريق النضال، فالثورة لا تزال في بدايتها، ومن أعياهم النضال فضّلوا النزول في محطة الهبوط الناعم ضيوفاً في بلاط العسكر، وربما عدنا للشوارع من جديد. على الشبكة، إعادة ترتيب بيت التجمع أيقونة الثورة وإعادة إنتاج ألقه لصالح الثورة القادمة، وترتيب بلاط صاحبة الجلالة بما يُعزِّز فعل التحرير.