ظل مفهوم النجم عندنا في المجتمع السوداني مرتبطاً بالذائقة الغنائية والموسيقية فقط، ويتم إعلامياً تغييب شخصيات مميزة وتعد بمعايير النجم من النجوم الزواهر فى مجالات الإعلام واللغات والآداب والطب والعلوم الإنسانية والشعر والأدب والبحوث. فالإعلام يروج لغناء(القونات) وأنماط مختلفة من الممارسات التى تسمى زوراً وبهتاناً إبداعاً ويتهافت الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على الاحتفاء بهم وإذا بحثت فى سيرتهم منتوجهم الفكري أو الإبداعي تجده صفراً كبيراً ومع ذلك يحتفي بهم الإعلام أيما احتفاء. صناعة النجومية لها مميزات وضوابط منها القدوة الحسنة والشخص المتميز وإعلام جماعي مؤثر يحدث تأثيراً كبيراً من خلال إبرازه لهؤلاء النجوم ووجود جمهور يتفاعل ويتأثر بما يقدمه النجم، وبروز نشاط اقتصادي نتاج تبنى هؤلاء النجوم . وصناعة النجم تعتمد على عدة عوامل منها قوة تأثير الآلة الإعلامية ونجد هذا تقوم به عدة قنوات غربية وعربية باحترافية عالية وهناك برامج صممت لذلك مثل( Gold Talent ,Star Academy وغيرها من البرامج. ومن عوامل صناعة النجوم مستوى ثقافة الجمهور المستهدف بهؤلاء النجوم ونجد كثيراً من البرامج تستهدف المراهقين والأطفال والنساء وهي برامج تعتمد على الذائقة الغنائية والموسيقية، الجاذبة التى تخاطب الوجدان والغرائز أكثر من مخاطبة العقل وبالإضافة لذلك طبيعة السلطة القائمة فى المجتمع ، فالسلطة ذات التوجهات الدينية تهتم بالقديس والإمام والسلطة العسكرية يبرز في عهدها نجوم يشبهون مفاهيم السلطة القائمة.وهكذا النجومية التي نراها الآن هى نجومية مصنوعة وفق معايير مرسومة ومعلومة ، ولا تمثل سوى سلعة تباع وتشترى وفق هذه المعايير المصنوعة والمختارة بعناية فائقة. النجومية التي نفتقدها هي (النجومية الأخلاقية) ونجومها هُم حملة الفضيلة والقيم الإنسانية التي تهذب الإنسان وتحترم كرامته ومثله وقيمه. والنجومية ذات البعد القيمي والأخلاقي يمثلها الأدباء أمثال بروفيسور عبد الله الطيب الذي احتفت به مجالس الدروس الحسينية في البلاط الملكي في المغرب وأمثال البروفيسور علي محمد شمو الإعلامي المعروف في كل البلاد العربية وغيرها وهناك الطيب صالح الروائي الذي اختفت به المنابر العالمية، وبروفيسور عصام الشيخ البشير في مجال الدعوة حيث اسمه ذائع الصيت في المنابر العربية وغيرها والفنان إبراهيم الصلحي وراشد دياب وبروفيسور محمد حسن فحل في مجال المايستوما وأيوب صديق وعمر الطيب الشيخ الجد، وحسن عباس صبحي في BCCوالقائمة تطول. تعد وفاة الشيخ نورين رحمة الله عليه علامة فارقة في تحديد مفهوم النجم، حيث اتضح أن متابعة المسلمين العرب والعجم لحادثة الشيخ نورين على على كعبه وبروز نجوميته. فما الذي يجعل تلفزيون باكستان يفرد مساحة في اخباره لولا ذيوع صيته. يبدو أننا أمام مفهوم جديد للنجم وعلى المؤسسات ذات الصلة أن تجتهد في ذلك وتبذل جل جهدها في صناعة نجوم يتجاوزون المفهوم التقليدي للنجم فتعريف النجم هو الذي يتجاوز حدوده الجغرافية ويذيع صيته خارج إطاره الجغرافي المحدد والآن وفاة نورين أكدت لنا ذلك الفهم الجديد ..