كل شخص له ذكريات منذ أيام طفولته ترفض أن تبارح مخيلته.. موقف معين أو حدث قد يجعل الواحد فينا يرجع للماضي البعيد فيتذكر حدثاً مشابهاً منذ زمن "الدنيا بي خيرها" والجوز ثلاثة فرد!! في تلك المجلة العلمية تحدث الدكتور المرموق عن التلعثم عند الأطفال فقال: إنه مرض يستحق العلاج.. قد يكون سببه خوفاً مكبوتاً في اللا شعور بحيث يؤثر في كلام الطفل ويؤثر في سلوكه.. فوجدتني أقول: عاد خوف أكتر من خوفنا زمان من أولياء أمورنا؟ أطفال زمان إذا أخطأ أحدهم يتعرض لعقاب رادع من الأب الذي تخشاه كل الأسرة وتعمل له ألف حساب. والطفل عندما يتعرض للعقاب مرة واحدة "يسير على عجين ما يلخبتوش طيلة العمر".. ولكن زماننا هذا هل هنالك طفل يتعرض للعقاب من أساسه؟ "العقاب أسلوب ما حضاري" عبارة سمعتها من أكثر من تلميذة بل أن بعضهن إذا زجرت الواحدة فيهن تأتي بأسرتها لتسمع منهم محاضرة عن أهمية اللين في التعامل مع ابنتهم التي تعودت على هذا النمط من التعامل.!! نرجع لموضوعنا وحديث الدكتور عن التلعثم في الحديث ويرى أن المريض يجب أن يخضع للعلاج النفسي والتدريبات بجانب عشرة توجيهات للآباء والأمهات بشأن التعامل مع المريض منها: الاهتمام به وإشباع حاجته من الحب وإشعاره بقيمته وأهمية وجوده.. ذهنياً طريقة علاج اللعثمة عندنا "نحنا ناس تأخذه الأم إلى "حاجة السارة" وهي "امرأة مبروكة" بشهادة الجميع.. فتصنع علاجها السحري والذي أذكر طعمه حتى اليوم برائحة التوم التي تطغي عليه.. تدخل حاجة السارة أصبعها على الفم وترفع بكلتا يديها فيخرج منها وهو يتحدث ببراعة "خوف ساااكت".. وبالمناسبة ليس شخصي فقط بل كل أبناء وبنات الحي أجمعوا أن كل من يصادف حبوبة السارة في أي مناسبة اجتماعية لا يصدق بصره عن يديها "خوف سااااكت.. برضو".. ولكن تظل حبوبة السارة أقل وحشية من "حاجة عوضية"!! أما من هي الأخيرة "فحمدو في بطنو"!! لذا تراني أفغر فاهي من الدهشة حتى هذه اللحظة من حديث الدكتور عن المرض الذي يتطلب رقة في التعامل.