الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية عبد العظيم عوض استهل تقرير الملخص السنوي عن طباعة وتوزيع الصحف للعام 2017م، بالتأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به الصحافة في المجتمع وأهمية الصحافة الورقية، معلناً تراجع نسبة التوزيع للصحف الورقية من العام 2016م إلى العام 2017م بنسبة 4%، حيث كانت 32% وأصبحت 28%. ليصاب الحضور بصدمة ألجمت الأفواه، وقبضت القلوب، مُقِرَّاً بتراجع في المحتوى، الأمر الذي أثر على تعاطي المتلقي للصحف، بالإضافة إلى أن زيادة سعر النسخة إلى (7) جنيهات، واعتبر الزيادة بغير المبررة. أرقام التوزيع كشف التقرير عن أن عدد الصحف العاملة بصورة منتظمة خلال العام 2017م بلغت (45) صحيفة (29 شاملة ، 10 رياضية ، 6 اجتماعية) فيما بلغت الكمية المطبوعة لكل الصحف (91.223.871). ولفت التقرير إلى أن الكمية الموزعة فعلياً من الصحف العامة (59.658.502) نسخة بنسبة (65%). وبلغت الكمية الموزعة داخل العاصمة (36.847.768) نسخة بنسبة (62%) من الكمية الموزعة. وأشار إلى أن العدد المطبوع من الصحف السياسية بلغ (48.797.519) الموزعة منها (32.147.681) نسخة. والصحف الرياضية المطبوعة عددها (28.721.929) الموزعة (17.701.347) نسخة، أما الاجتماعية بلغت (13.704.423) موزعة (9.809.474) نسخة. وأوضح التقرير أن متوسط التوزيع اليومي للصحف عامة بلغ (202.083) نسخة بمعدل قراءة يومية 7 نسخ تقريباً لكل ألف شخص، ولفت إلى أن هذا المعدل على حساب الكمية المباعة فقط؛ أما المقروئية الحقيقية ما لا يقل عن 3 أضعاف هذا المعدل. الصحف الأعلى توزيعاً تصدرت صحيفة الدار الاجتماعية الصحف الأعلى توزيعاً حيث بلغ متوسط توزيعها اليومي (20.283) نسخة وعدد أيام طباعتها (365) يوماً. وأشار التقرير إلى أنها أكثر الصحف انتظاماً في الصدور. تليها صحيفة الانتباهة السياسية وبلغ توزيعها اليومي (19.347) نسخة وعدد أيام طباعتها (334) يوماً، ثم صحيفة سوكر الرياضية في المرتبة الثالثة بمتوسط توزيع يومي (12.537) نسخة ثم الصدى بمتوسط توزيع (11.578) نسخة . الانتباهة الأعلى توزيعاً في الصحف السياسية ثم الصيحة فالمجهر السياسي، والسوداني، التيار. وتراوح توزيع هذه الصحف بين (8- 10) آلاف نسخة، وأشار التقرير إلى أن الصحف التي توزع أكثر من (10) آلاف نسخة في اليوم تعادل (11%) من العدد الكلي للصحف، أما الصحف التي ينحصر توزيعها بين (5- 10) آلاف نسخة في اليوم تعادل (31%) من العدد الكلي للصحف، والصحف التي توزع أقل من ألفي نسخة يومياً تعادل (58%) من إجمالي عدد الصحف . وأوضح التقرير أن هناك صحفاً ليست مضمنة في قوائم الترتيب وهي الصحف الأسبوعية والنصف أسبوعية، إلا أنها مضمنة في التقرير بصورة عامة وتشمل (لها وله، إيلاف، نبض الكاركتير، صوت الجمهور) وصحف ولائية مثل بورتسودان مدينتي، الفجر الجديد، أخبار الوطن) وأخرى توزيعها شبه مجاني مثل صحيفة القوات المسلحة، وصحف حزبية مثل الميدان والبعث . محاولات تشخيص: كثيرون أرجعوا التراجع الماثل في الصحافة إلى غياب ونقص الحريات الصحفية، وهو ما رفضه بشدة أمين عام مجلس الصحافة، مضيفاً: "الحريات الصحفية الموجودة بالسودان ليست موجودة بالمنطقة من حولنا، ويكفي أن تلك الحريات شهد بوجودها السفير البريطاني السابق في إحدى الدورات التدريبية ومن على مقعدي هذا". وتابع: "الواحد إذا مسك الصحف وقرأها سيجد فيها الكثير جداً من الأشياء التي تتجاوز الحريات إلى قضايا أخرى لا علاقة لها ببعض القوالب الصحفية". مرجحاً بأن بعض الصحفيين (جواهم) رقيبهم الذاتي أو (هلوسة). من جانبه اعتبر رئيس اتحاد الصحافيين الصادق الرزيقي، أن المؤشرات العالمية تقول بأن الإعلام الإلكتروني أخذ من الصحافة الورقية وكان خصماً عليها، واستدرك: "لكن في السودان حدث العكس وأصبح الصحفيون يأخذون أحياناً الأخبار غير المؤكدة المتداولة، الأمر الذي انعكس على المصداقية فتراجع التوزيع". واعتبر تراجع الصحف ظاهرة عالمية، مدللاً على حديثه بتراجع الواشنطن بوست بنسبة تجاوزت ال(60%)، والأهرام التي كانت تطبع مليون نسخة أصبحت تطبع (150) ألف نسخة، والصحافة في الخليج والوطن العربي تراجعت بنسبة تجاوزت ال(60%)، وأضاف: "في السودان يجب أن نُحصِّن أنفسنا من هذا الأمر بتجويد الخدمة الصحفية وإعادة الصحف على الأقل للحد المعقول من التوزيع والانتشار". وأكد الرزيقي في مداخلته، أن جودة الخدمة الصحفية هي المفتاح للنجاح والتقدم، مشيراً إلى أن الصحف التي ظلت لسنوات تأتي في المرتبة الأولى ليست لها خطة سحرية لكنها تقدم خدمة صحفية تخاطب احتياجات القارئ. ونبه رئيس اتحاد الصحافيين إلى حدوث تحول في سلوك القارئ السوداني، مطالباً بدراسة ذلك التحول، وأضاف: "للأسف هذا السلوك غير موضوعي وأحياناً لا تستطيع إجراء معاينة حقيقية لاحتياجاته ورغم ذلك يجب على الصحافة أن تشتغل على الأمر". ليست سبباً واحداً رئيس لجنة السلوك المهني بالمجلس القومي عمر الحاج، ذهب في مداخلته إلى عدم إمكانية اختزال كل أسباب تراجع الصحافة في سبب واحد وهو الحريات، وأضاف: "لا أعتقد أن هناك هامش حرية متاح الآن في الدول العربية والإفريقية مثل المتاح بالسودان وهذه حقيقة".