**ليست المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، طالما تضيع معايير الفصل والتعيين ولكن الأسف فيمن نفقدهم في هذه الكيانات العظيمة، ممن نالوا من الخبرة والتدريب الكثير، ومن الصعب تعويضه. ** لا أمل من ترديد عبارة وزير الإعلام المصري صفوت الشريف ردا على سؤال لوفدنا الإعلامي، عن تطبيق سن التقاعد على كبار الإعلاميين بأن (مفيش حد دربناه وعلمناه يروح بيته، لأن عندنا متسع في مدينة الإنتاج الاعلامي). ** لم أصدق عينيَّ وانا أجد من بين قائمة مفصولي التلفزيون والإذاعة، بعض مظلومي الأنظمة السابقة في الترقي وفرص السفر والتدريب، وظنوا أن تنصفهم الثورة ولكنها فعلت بهم الأكثر. ** شمل الفصل من كانت لهم مواقف مع الثورة، وشمل الفصل مذيعة تربت داخل الحوش، ورافقت امها طفلة ومشاركة في برامج الاطفال، وخلفت المرحومة والدتها في تقديم البرنامج وغيره، بعد أن قوى عودها، ونالت ارفع الدرجات العلمية والتدريب، وكان الله في عونك الدكتورة إيناس محمد أحمد. ** وليكن في عون المذيعة ميادة هباش، التي ألحقتها الثورة بوالدها الذي فصلته الإنقاذ وابدلت له السجن عن الإعدام . ** وجوه عديدة عرفتها، وأخرى لم أعرفها ولكن للتاريخ لم أجد أحدا يستحق هذا، رغم إيماني بأن الله سيعوضهم خيرا ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن في العمل الإعلامي خاصة التلفزيون ينسيك نفسك، وكما نقول يذبحك بسكين ميتة دون أن تشعر واسألوني فقد ضحيت بسبب التلفزيون باعظم أجهزة وإذاعات العالم ومع هذا فصلت تعسفيا ولكنني لجأت للقضاء السوداني العادل الذي انصفني وهذا ما انصح به الزملاء والزميلات. **ناس التلفزيون والإذاعة يعيشون مجتمعا فاضلا ويتفانون في حقوق الزمالة، وعشق المهنة ويأتون صباحا ويغادرون مساء الا من شوية شاي بلقيمات أو ساندوتشات الطعمية، من أجل ان يقف الواحد على حيله، بعد أن توقفت الوجبات وكباية الحليب، كما كان يحدث في أيامنا نحن جيل الستينيات أو جيل التأسيس كما يصفنا الأب المؤسس علي شمو. **معكم الله زملائي مستور، حسن إبراهيم، ياسر ، وائل، الفاتح، النور، أحمد حسن، كدسة، جابر، الحبيب، محمد خير، فضل الله، الوليد، عوض الجيد وتجاوزت آخرين الذاكرة السبعينية. **معكن الله زميلاتنا واخواتنا هالة، إيناس، رجاء، سوسن وميادة ومن تجاوزتها الذاكرة السبعينية وهنيئا لكن بصوركن المحترمة المحجبة التي ملأت الاسافير في الداخل والخارج. **معلومات وردت حاولت تجاهلها، ولكن لم أستطع، تلك المتداولة عن دور غائب منحسر منكسر، من تنظيمات الحوش ولجان التسيير والتكليف وبعض معلومات أشارت لدور ما لهؤلاء فيما لحق بزملائهم وزميلاتهم بل وسكوتهم المخجل. ***نقطة نقطة*** **اسفت كثيرا لأن لا أحد من زملائنا علق أو سأل عن مجزرة التلفزيون والإذاعة الأخيرة، في المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس الوزراء، وكذلك فعل زميلنا وزير الاعلام وقد شملت قرارات المجزرة عددا من الذين كانوا مهمومين وهم يعدون ويجتهدون لإنجاح المؤتمرات الصحفية السابقة. ** توقعت بل كتبت متفائلا بنجاح زميلنا الأستاذ فيصل محمد صالح، لمعرفتي بروحه وطموحه وعلاقته بالمهنة وأهلها، بل توقعت انضمامه لقائمة وزراء يذكرهم التاريخ مثل علي شمو وصالحين وطلعت فريد وعبد الماجد ابوحسبو ولكن يبدو أن يده كانت مغلولة، ولكنه لم يعلن ذلك، ولم يلوح باستقالة. **أمس لبيت دعوة من وزارة الشباب والرياضة للمشاركة في ورشة وضع اللمسات الاخيرة لقانون هيئات الشباب والرياضة، قبل تقديمه لمجلسي السيادة والوزراء وحمدت الله على المشاركة وغدا اعلق على هذا الموضوع المهم. **احاول أن اتجنب ذكر الموت، والدعاء لمن فقدناهم، وهذا الأسبوع في القائمة أكثر من عشرين من خيرة الأطباء وعلى رأسهم الدكتور عبد الله النصري الذي بكته السعودية وزاره في مستشفاه امير القصيم ونقلوه بطائرة خاصة للرياض، ولكن كان القدر أسبق، رحمه الله فقد نقلت العام الماضي تكريمه. ** فقدنا ضمن قائمة الجيش الأبيض الدكتور الطيب النعيم، واللواء عبد العزيز محمد الأمين والإذاعي محجوب على محجوب ورفيقنا المغترب تاج الدين احميدي والأستاذة حكمات حسن سيد أحمد وزوجة صديقنا محمد حسن أحمد البشير وخبير المياه العالمي المهندس يحيى عبد المجيد. **و لكن الفقد الأكبر على نفسي وشخصي، هو ابن عمتي حمزة الخضر الحسين وجاري المحامي الكبير المناضل الأستاذ علي أحمد السيد رحمهم الله جميعا، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه وهم السابقون ونحن اللاحقون {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}