*ولد الشاعر سعدالدين إبراهيم في مدينة أمدرمان وتلقى تعليمه الأولى في مدرسة بيت المال، ثم التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ليتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة. بعد تخرجه في الجامعة عمل سعدالدين في مجال التعليم وأصبح معلماً في مدارس أمدرمان، وتحول بعد ذلك للعمل بالمجال الإعلامي. كانت بداية انطلاق الأستاذ سعدالدين إبراهيم الإعلامية بمجلة "الإذاعة والتلفزيون" ثم مجلة "الملتقى"، وقد تدرج سعد الدين في العمل الصحفي حتى أصبح رئيس لتحرير صحيفة (الحياة والناس)و (الحرية) و(ظلال)…الخ سعدالدين إبراهيم صحفي صاحب مفردة جاذبة وحروف ناصعة يجيد الرسم بالكلمات، كون له قاعدة قراءة عريضة، فتجد قراءة دوماً ينتظرون مايكتب عبر زوايته الأشهر (الصباح رباح) و (النشوف اخرتا)، فهو كاتب ينشر الجمال والإبداع حلاً وترحلاً،يكتب باللغة الرفيعة ويسبك كتاباته باستخدام العامية فتخرج مقالاته بتكنيك لغوي بالغ الجمال. لم يتوقف سعدالدين عن التحليق في فضاءات الإبداع، فقام بكتابة وإعداد عدد من البرامج الإذاعية الناجحة مثل (حكايا من حلتنا) و (الطريفي زول نصيحة)و(باب السنط). سعدالدين إبراهيم مبدع شامل،برع في كتابة الشعر الغنائي،و أهدانا أغنيات خالدة شكلت إضافة كبيرة في مسيرة الأغنية السودانية، حيث كانت بدايته انطلاقته بأغنية (ابوي) التي تغنت بها الراحلة مني الخير : *ابوي شعبتنا روح آمالنا ضو البيت* *ضراعو الخضرة ساريتنا نقيل وفي ظلالها نبيت* سعدالدين شاعر يتنفس الشعر، نصوصه تطرب النفوس وتبهج القلوب، مفرداته بعيدة عن التكرار وقريبة من الابتكار، فهو أول من ادخل مفردة (الرواكيب)في الأغنية السوداني في رائعته (عن حبيبتي بقول لكم) التي اهداها للفنان القامة أبوعركي البخيت : *وعن حبيبتى بقولكم* *ماخده حاجات منكم* *دى الأليفه ندى الشروق* *الغنا ليه زراع ارضنا* *دى الاصيلة الزي الشعاع* *تدخل رواكيبنا واوضنا* سعدالدين صاحب يراع راقي واحساس مرهف، كلماته تحمل فيض من المشاعر والأحاسيس الصادقة، فقد كتب الياذة العشاق الخالدة (العزيزة) : *العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا* *الوحيدة الما بتحاول يوم تشوفنا* *المواعيد لسة حزنانة بتنادي* *والأماسي بتبكي في أسى ما اعتيادي* مايميز سعد الدين تنوع أشعاره فهو يغرد ويشدو للحب والوطن، ويظهر حبه لوطنه من خلال أغنية (نتفق أونختلف) التي عالجت مشكلة سياسية، وقد أبدع سعد في كتابتها وأمتع الامبراطور الراحل محمد وردي في أدائها : *نَختلِف أو نِتفِق .. تقنيعني و أقنِعِك* *نِختصِم أو نِصطَلِح .. تسمعيني و أسمَعِك* *المُهم إنُّه الحوار يستمر ما ينقَطِع* *المُهم إنُّه الجدار ما يعلو أكتر و يرتفِع* *المُهم تبقى المودة فى التصافي وفي الزعل* قصائد سعدالدين تحتشد بالمعاني البسيطة والألفاظ الجميلة، فتجد غالبية قصائده بها عاطفة جياشة مصطبغة بالشجن الجميل فقد اهدى الفنان الرائع محمد ميرغني (وردة هواك). كتب سعدالدين العديد من القصائد الغنائية على غرار "حصار" لمجموعة عقد الجلاد و "ذنبي شن سويت لغادة حسن و" رحيل "لاسرار بابكر… الخ بعد كل تلك المسيرة الباذخة رحل سعد الدين عن الدنيا الفانية وترك لنا أعمال ستظل خالدة، فقد كان سعد في رحل بحث دائم عن )النشوف اخرتا)، فاخرتا أن يتخطفك الموت منا وترحل بروحك الطيبة بعيدة عنا، ولكن عزاؤنا أن أعمالك باقية في ذاكرة المنصفين