في مساء يوم الاربعاء 23/ديسمبر/2020م أسلم الروح الطاهرة إلى بارئها الأخ العزيز المرحوم بإذن الله/ عثمان عبد الدائم عمر الذي عرفه اهله ومعارفه في عموم حجر العسل بالعمل الدؤوب والمخلص في المجتمع كافة فهو وبحكم عمله كفني في تصليح الوابورات الزراعية وهو القادم بعد فترة عمل قضاها بهيئة توفير المياه متنقلا من منطقة إلى اخرى لتوفير المياه للرحل واستقر به المقام مع عمه المرحوم بإذن الله علي عمر حامد بوابور السيد على الميرغني وهو وابور كبير بمساحة كبيرة واستفاد كثيراً في صحبة عمه علي عمر الذي قضى وقتاً كبيراً في القوات المسلحة كمكنيكي وسائق في اربعينيات القرن الماضي. عثمان عبد الدائم هو الرجل الذي تتجه اليه الانظار في المناسبات الافراح والاتراح قبل وصول الكهرباء إلى المنطقة لتوفير الرتائن بل ويملك منها ويقوم بتجهيزها وهو دائماً يحمل رتينته بيده وحتى المقابر لدفن الموتى ويحرص أن يأخذها بنفسه حفاظاً عليها ويقوم بتحريكها داخل القبر لمساعده حفار القبر بكل صبر وذلك من منطقة لأخرى وكذلك اضاءة صيوانات العزاء رجالاً ونساءً. وفى ذلك الزمان الذى يقل فيه كثيراً العالمين بأمور تلك الرتائن، والزارعون عرفوه ماهرا في تصليح وابوراتهم الزراعية ولسماحة نفسه وطيبته التي نعرفه بها يقوم مع المزارعين راكبا حماره مع صاحب الحاجة دون مبالياً بالمشقة ليلاً ونهاراً والتعامل معهم بكل انسانية والذوق الرفيع. اذكر انه في اول سبعينيات القرن الماضي نسبةً لنشاطة السياسي والاجتماعي وهو كادر اتحادي ومخلص في ختميته تم ترشيحه لقيادة اتحاد الشباب ليقود العمل وكن معه في اللجنة فكان لدوره وعلاقته مع قيادات العمل الشبابى وغيره بمنطقة شندي الدور الكبير في بناء دار الشباب القائم الآن بمنطقة سوق حجر العسل بل وتم تأسيسها وبكل ما يملك من نشاط وعلاقات مع الاخوة بقريتي ابقيدوم وحلة عمر ولا اريد ذكر الاسماء تفادياً للحرج وهم كثر. عثمان عبد الدائم بحكم انه الابن الاكبر لعمنا المرحوم بإذن الله عبد الدائم عمر وهو والوالد عنان عمر من الخلفاء الكبار بمنطقة حجر العسل بل والقريبين جداً من مولانا السيد علي المرغني بل ومن بعده السيد محمد عثمان الميرغني فكان لهذه الوضعية هو والاخ علي عنان عمر فهما الأقربان بالخلافة وحفظ المكانة مع السادة المراغنة إلى يومنا هذا كحفدة لجد الأسرة الخليفة عمر حامد عنان وستكون بإذن الله مع الحفدة على مر الزمان لمحبة اسرتنا لبيت المراغنة. واحسب أن الابناء الآن وعلى رأسهم الأستاذ عمر علي عنان وابن عمه فضل الله عمر عنان سيقودان العمل السياسي للاتحاد الديمقراطي الأصل والختمية على رأسهم للمحافظة على ما ظل جدودهم عنان عمر وعبد الدائم عمر في ارساء قواعده بالأسرة بل وبكل المنطقة جنوب شندي وحتى السبلوقة وبالله التوفيق. ولا أنسى قط تواجد فقيدنا عثمان عبد الدائم في كل لجان المساجد والمدارس بكل وسط حجر العسل لعلم الجميع بنشاطه وإسهاماته المادية وحث الآخرين وبجديته في القيام بنهضة هذه المساجد والمدارس بل وحتى المستشفى بالمنطقة. يتحسر الناس في بعض المناطق من عدم جدية القائمين في العمل العام وخاصة الجمعيات الخيرية وما شابه بأنهم يسخرون ما يحصلون عليه من الخيرين والمنظمات الخيرية والحكومة لمصالحهم الخاصة ويظل الناس يشكون من تدهور الخدمات في الجهات التى يصرفون عليها من حر مالهم ولا عائد من ورائها. لقد ظل كبارنا الأخ عثمان عبدالدائم يصرفون من حر مالهم على العمل العام راجين الجزاء من الخالق عز وجل وحقيقة وبحكم مهنتي بالحسابات لسنين عدة اناشد الجهات الرسمية القائمة على امر اللجان الخيرية وما شابهها بأن يعدلوا القوانين السارية ليشترطوا على كل القائمين في هذه اللجان بأن يكونوا متبرعين بكل مصروفاتهم الخاصة من ترحيل واعاشة وغيره من جيوبهم الخاصة ولا داعي قط لهذا الصرف البزخي القائم الآن على حساب المنظمة ومن لا يملك أن يتطوع فلا حاجة للمنظمة لعمله بها قط حتى يكون القائمون بكل هذه اللجان هم الاوائل في الصرف على منظمتهم المعنية دون ذلك فلن ينصلح امر هذه الجمعيات وذلك كما كان الانجليز يفعلون وتبعتهم الحكومات الوطنية ولكنى أحسب أن الوضع تغير منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي. فهل ينتبه القائمون على امر العمل الخيرى شعبيين ورسميين لهذه الملاحظة؟؟؟ اللهم اني بلغت فاشهد. بل إنى ولظروف البلد الاقتصادية الصعبة الآن أن نبدأ بمجلس الوزراء نفسه نريد مسؤولين يركبون عرباتهم الخاصة ويسكنون في بيوتهم الخاصة ويصرفون على أنفسهم من حر ما لهم على العمل العام ليكونوا هم الخيرين الأوائل في دعم العمل العام فإن لم يكونوا قادرين على ذلك فلا حاجة لنا بهم ولننادي على الخيرين القادرين أن تعالوا لانقاذنا، وحينذاك سيبطشون بأيادهم النظيفة على كل فاسد ومرتشٍ وحينها ستكون وزارة المالية هى المالك الفعلي لكل المال العام ومش حنسمع ابداً بشركات عامة وغيرها ولا شركات أسست من المال العام لتصبح شركات مساهمة عامة !!! كما هو مشاع الآن. لقد كان عثمان عبد الدائم نموذجاً للمواطن الغيور لخدمة المجتمع كما عرفته وعرفته أسرته وكل مجتمع حجر العسل لهذا فأني اناشد كل الخيرين في كل البلد أن يعلموا جيداً أن العمل العام في انتظار تحركهم نحوه لينشلوه إلى بر الأمان ولن يتم ذلك قط إن لم تسن القوانين الصارمة لإبعاد الفاسدين من كل الجمعيات والمنظمات الخيرية وأن لا يصرف مليم واحد على أي شخص بل يكون الصرف من مالهم الخاص وعندها سوف لا نجد الفاسدين مقدمين على العمل العام طوعاً وعلى حسابهم فهم يريدون أن يغتنوا على حساب المال العام، ودون سن هذه القوانين فلا ولن ينصلح العمل العام. لقد عاش أخونا عثمان عبد الدائم فقيراً ومات فقيراً فنسأل الله أن يجعل كل مساهماته في خدمة اهله ومجتمعه في ميزان حسناته وأن يجعله في أعلى الجنان مع النبين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ونسأله تعالى أن يجعل البركة في ذريته وأسرته وأن يلهمنا جميعاً الصبر الجميل في هذا الفقد الجلل. وجزاكم الله جميعاً كل خير؛؛؛؛