المضيفات...ممنوع الزواج بأمر (الوظيفة)..!!! الخرطوم: مروة عمارة عندما توفي والدها شعرت أن حملاً ثقيلاً يقع على كاهلها بما أنها كبيرة المنزل وليس هنالك أحد يعول أسرتها ..ولولا وجوده في حياتها لا تدري ماذا كانت ستفعل فقد كان حب حياتها والنور الذي يضئ دربها فهي لا تعرف في هذه الدنيا أحداً سواه وكانت كل أمنياتها أن تتيسر أحواله ويجتمعا معاً تحت سقف واحد ...ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فبعد وفاة والدها كان يجب أن تجد وظيفة لتعول أسرتها...وكان هو يبحث معها... وفي أحد الأيام أتى إليها مسرعاً وهو يحمل في يده إعلان عن إحدى شركات الطيران تبحث فيه عن مضيفات... ومن فرحته لم يقرأ الشروط فقد كان كل همه أن يفرحها بهذا الخبر... وأخذت منه الإعلان بلهفة وأخذت تقرأه وفجأة تغيرت ملامح وجهها وهي تقرأ ذلك البند: (وعلى الراغبات في الوظيفة ألا يكن متزوجات أو مرتبطات)...فدارت الدنيا من حولها فقد كانت تحتاج لتلك الوظيفة (وتحتاجه أيضاً) لكن عليها الآن أن تختار..!! ممنوع الزواج: في كثير من الأحيان يجب على الإنسان أن يقدم بعض التضحيات ...لكن أن تكون التضحية على حساب النفس والأعراف والتقاليد فهذا قد يثير بعض الجدل...فأنتِ عزيزتي إن كان لديك الرغبه في أن تكوني مضيفة جوية فعليك أن تتخلي عن فكرة الزواج ..هذا أحد شروط المضيفة الجوية الدولية...(كما ظللنا نسمع مؤخراً)..وهذا مادفعنا كذلك لنحمل أوراقنا وأقلامنا لنبحث عن المزيد من المعلومات... طموح واستقرار: بداية التقينا بالمضيفة سوسن إبراهيم والتي أكدت صحة هذا الشرط وقالت إنها تعمل مضيفة داخلية في إحدى شركات الطيران وأنها حالياً مرتبطة فإذا أرادت أن تصبح مضيفة دولية فعليها أن تفسخ خطوبتها لكنها ضحكت وقالت: (في النهاية دا شغل وأي وظيفة بجي يوم ويا بستغني عنها يا بستغنوا هم عنك... وزي مابقول المثل عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة ومن الأفضل لي أن أستقر... فطموحي أن أكون مثل كل فتاة تحلم بالعائلة والاستقرار). حلمي أولاً: المضيفة أريج أحمد وهي مضيفة (دولية)..لم يكن باستطاعتنا مقابلتها وجهاً لوجه لظروف التسفار، ولكننا اتصلنا عليها هاتفياً وسألناها عن رأيها فيما يتردد من حديث حول زواج المضيفات وعلاقته بالعمل، فقالت بعد أن صمتت لدقائق:(أنا منذ نعومة أظفاري كان حلمي الأول والأخير أن أكون مضيفة لأجوب كل أنحاء المعمورة ولم يكن الزواج من أساسياتي بالرغم من أنه شيء لابد منه... فهو حلم كل فتاة. وأضافت ضاحكة : (إذا الزواج تعارض مع حلمي الأول سوف أتنازل عن الزواج بكل سهولة والسعادة ليست مقرونة بالزواج فأنا أجد السعادة في عملي). هذه رغبتي: واصلنا الاستطلاعات حتى كليه علوم الطيران حيث التقينا بالطالبة هالة عثمان والتي قالت إنها تعرف هذا الشرط منذ البداية ولكن لم تخبر به أسرتها لأن والدتها سوف تعترض وابتسمت، وقالت :(كما يعرف جميع الشعب السوداني أن هدف الأمهات دائماً هو تزويج بناتهن لأن المعروف في الأسر السودانية أن (سترة الفتاة) تكون في تزويجها ... واضافت هالة بسرعة:(بصراحة..هذه رغبتي ولن أتخلى عنها لمجرد أن أتزوج وأصبح ربة منزل فقط)..!!