النيل الأبيض: إيمان كمال الدين يظل الحديث عن تجديد الخطاب الديني والمقاربة والقياس بين النص الديني والواقع قاسما مشتركاً بين العديد من الدعاة والأئمة وذلك لمواجهة بعض القضايا المعاصرة، وفي ذلك سيرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في السودان قافلة دعوية مشتركة إلى ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان، ضمت عدداً من الدعاة والواعظات من السودان ومصر. ويقول وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح في تصريح ل(السوداني) إنّ القافلة تأتي في إطار محاربة التطرف ووضع سد منيع عن طريق المنهجية العلمية والتدريب لمجابهة خطاب الكراهية والغلو والتطرف والإرهاب. يرأس الوفد المصري مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر د. عمرو الكمار، ويضم كلٌ من الشيخ محمد رجب إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ والواعظة عبير أنور والواعظة دينا الجدامي. فيما يضم الوفد السوداني الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة، مدير مركز التحصين الفكري بالخرطوم د. الزبير محمد علي، وشيخ نزار محمد الحسن هيئة الختمية للدعوة والإرشاد، محمد عبد الرحمن نائب الأمين العام لجمعية القرآن الكريم بولاية النيل الأبيض، خالد حسين ميرغني، عميد كلية دلتا. وضم أيضًا رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس الأعلى للدعوة د. أسماء الشنقيطي، والداعية منال التني. وأقام الوفد عدداً من الفعاليات الدعوية والمحاضرات في مدينة ربك، كوستي، الجزيرة أبا. وفيما ظل القاسم المشترك في خطاب الدعاة والواعظات أهمية تجديد الخطاب الديني والنظر للواقع ومتغيراته، أمّن الدعاة على أهمية تبادل الخبرات بين البلدين. وتوافق الأئمة خلال ندوة أقيمت بمدينة "عسلاية" عن تطوير أساليب الدعوة. وقال د. الزبير محمد علي إنّ هناك عدة مستويات لمخاطبة الإنسان خطاب وجداني وعقلي. من جانبها أعتبرت أسماء الشنقيطي أنّه من المهم الحديث عن السيرة النبوية كمدخل للمخاطبة وتمهيد القلب للدعوة. وتطرق الأئمة والدعاة خلال حديثهم إلى العديد من قضايا الاختراق، الإرهاب الفكري، أهمية البيئة الصالحة مع أهمية القدوة واتباع الأسلوب القصصي، الأساليب، والنماذج المعرفية. اللقاء التفاكري الأول في ذات السياق تحدث رئيس الوفد المصري مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر د. عمرو الكمار عن تجربة أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر حيثُ أولت الوزارة قضية التدريب أهمية كبيرة إلى جانب التركيز على العديد من العلوم والعلم الشرعي، مؤكداً أهمية التحصيل العلمي. جاء ذلك خلال اللقاء التفاكري الأول للائمة والدعاة "الخميس" بمقر جمعية القرآن الكريم بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض. ودعا إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ محمد رجب إلى مراعاة الحال والمقال واختيار الوقت والخطاب ومعالجة قضايا المجتمع والتفريق بين إحترام التراث وتقديس الأشخاص. وأوضح: الفقهاء أطباء زمانهم وينبغي أن لا يوظف المنبر في قضية أيديولوجية معينة. وحول أهداف القافلة يقول نصر الدين مفرح ل(السوداني): هي امتداد للبروتوكول الموقع بيننا وبين وزارة الأوقاف المصرية إبان زيارته للسودان بدعوة كريمة مننا ومشاركته في مؤتمر تجديد الخطاب الإسلامي، ودعوته لنا لزيارة جمهورية مصر العربية والوقوف على تجارب مصر في الأوقاف والحج والعمرة حيثُ أقمنا ورشة مشتركة في مصر بتجديد الخطاب الإسلامي وتفكيك خطاب الغلو والتطرف والكراهية والاعتدال والوسطية وتبنى هذا المشروع الكبير. وأوضح: حسب ما تم الاتفاق عليه أن تكون هناك قافلة دعوية مشتركة مطلع فبراير بين وعاظ وواعظات من مصر والسودان يجوب ولايات السودان في ظرف 10 أيام. ويشير مفرح إلى أن القافلة امتداد لمشروع إحلال السلام والوسطية والدعوة إليها واعتناق مبدأ الاعتدال وحوار الأديان والتعايش الديني السلمي وكذلك محاربة الغلو والتطرف وبناء الأوطان وسلامة المجتمع. أما الأهداف الاستراتيجية بحسب مفرح فهي تبني خلق جو من الود والإحترام وتعزيز المشروعات الدعوية المشتركة في مصر والسودان والدول الأخرى. قضايا معاصرة في سياقٍ متصل قالت الداعية عبير أنور إنّ الداعية يجب ألا يكون بمعزل عن الواقع وأن يحرص على إيصال مفهوم السلام الاجتماعي ونشر قيم التسامح وقبول الآخر لجهة أن الاختلاف سنة. وطالبت عبير الدعاة بالإلمام والإحاطة بثورة الإتصالات وألا يكونوا بمعزل عن الواقع، معتبرةً أن هناك تطرفا إلكترونيا يحتم الإحاطة بهذه المعاني، حتى لا تحل القيم المادية محل القيم الأخلاقية. وأضافت: أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق أو تقاعسهم. وقال رئيس الوفد المصري مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بمصر د. عمرو الكمار في تصريح ل(السوداني) إنّ هذه الزيارة تأتي في إطار التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين مصر والسودان حيثُ سبقتها زيارة لوفد من الأئمة في السودان قاموا بزيارة لأكاديمية الأوقاف الدولية في مصر شاركوا خلالها في أعمال الدورة التدريبية المشتركة بين الأئمة في السودان والأئمة في مصر. وأوضح: تأتي زيارة القافلة الدعوية لوزارة الأوقاف المصرية استمرارا لهذا التعاون. وأضاف: نأمل في المرحلة المقبلة أن يزيد هذا التعاون وتبادل الخبرات بعقد المزيد من الدورات التدريبية المشتركة وكذلك القوافل الدعوية المشتركة للتصدي للفكر المتطرف ونشر الثقافة الإسلامية المعتدلة. زيارات متعددة وسجل الوفد الدعوي المشترك خلال زيارته لولاية النيل الأبيض التي استمرت لثلاثة أيام زيارات لكلّ من مدينة كوستي، ربك، الجزيرة أبا، حيثُ زار الوفد سرايا الإمام المهدي وتلقى الوفد تنويراً عن تاريخ بناء السرايا وتاريخ الإمام المهدي. كما وقف الوفد على تجربة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في ولاية النيل الأبيض، وديوان الزكاة بالولاية، وجمعية القرآن الكريم. يذكر أن وزيري الشؤون الدينية والأوقاف في مصر والسودان توافقا في وقتٍ سابق على تبادل الزيارات في مجال الائمة والوعاظ والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مجال الدعوة ونشر الثقافة الإسلامية.