*قبل أيام كتب السيد-مني أركو مناوي-مقالا وجد رواجا كثيفاً،المقال بعنوان(يعود الوحش حينما لا يجد ما يخيفه)،في صورة جمالية وبلاغية شبه بها مناوي عودة منسوبي و أتباع النظام البائد إلي سطح المشهد السياسي، وأتفق تماما مع مناوي في مضمون العنوان،لأن حكومة الثورة لم تتعامل مع فلول وبقايا النظام البائد بالحسم المناسب والطريقة التي تضمن استقرار واستمرارية الفترة الإنتقالية،وبالرغم من أن هذه الفلول خلقت بلبلة وعدم استقرار باين وواضح للعيان، كإثارة الفتن وخلق الصراعات القبلية التي وقعت في العديد من ولايات السودان، من بينها ولايات ومدن لم تعرف الصراع القبلي طيلة السنوات الماضية، ومكوناتها متعايشة ومنسجمة مع بعضها. *مناوي لم يكتف في مقاله ب(عودة الوحش)فقط، بل ذهب أبعد من ذلك وقال نحن نعلم أن هنالك مجموعات صغيرة من(قحت)تدير حوارات كثيفة مع مجموعات إسلامية، بما فيها قيادات النظام السابق، وختم مقاله بدعوة للمصالحة السياسية الشاملة. *اتهام مناوي لمجموعة صغيرة من قحت تدير حوارات مع قيادات النظام السابق، ليس هو الاتهام الأول الذي يوجه لقحت ..في العام السابق وجه التجمع الاتحادي ذات الاتهام لمجموعة من قحت عبر بيان له ، وقال التجمع وقتها:(رصدنا جسما داخل الحرية والتغيير تعقد لقاءات وحوارات سرية مع قحت، بل الأخطر ما في البيان اتهام هذا الجسم بعرقلة عمل لجنة إزالة التمكين من أجل المساومة والإفلات من المحاسبة. *لا أستطيع أن أنفي أو أثبت اتهامات كل من مناوي وبيان التجمع-قبل عام-ولكن الاتهامين اتفقا في إدارة حوارات سرية من قبل مجموعة من قحت مع منسوبي النظام البائد ، و لكن في أقوالنا الشعبية يقال لو أن شخصين قالا لك أذنك أو شعرك مافي فتحسس رأسك، وأيضا يقال لا يوجد دخان بلا نار،وكذلك في العامية السودانية يقال:(العود لو ما فيهو شق ما بقول طق)..كل هذه الأقوال الشعبية تتفق في وجود فرضية قرينة غير مرئية ملازمة لمحل الاتهام،ولا أستطيع تخوين أي كيان من قحت ، و لكن ما يحيرني كل الاتهامات التي وجهت سواء كان من مناوي أو غيره،لم تتحرك كتل الحرية والتغيير بالنفي أو الإثبات وتعاملت مع رده الفعل ببرود تام. *ولكن ما يبث الطمأنينة علي الثورة،أن هذه الثورة محروسة بشبابها ولجان المقاومة،وهي ثورة عصية على التركيع مهما فعل المخذلين و النفعيين أصحاب المصالح الخاصة والشخصية،وأقول لهم الثورة ثورة الشباب.