موسم الهجرة للمؤسسات والشركات..!! الخرطوم: عفاف عبد الفتاح عرفت (الدلالية) في المجتمع السوداني منذ القدم... فهي تلك السيدة التي تقوم بعمليات بيع متجولة للبضائع داخل الأحياء...وذلك عن طريق البيع بالتقسيط، فنجدها تحمل بضاعتها عند ذهابها للمناسبات الإجتماعية مثل المآتم والأعراس وحتي في (قعدات الجبنة) حيث كان لها سوق رائج في تلك المناسبات وقد شكلت (الدلالية) أهم جزئيات العقد الإجتماعي لأن ظروف المجتمع السوداني الإقتصادية والإجتماعية تقف حائلاً دون الشراء نقداً أو في كثير من الأحيان لا يوجد وقت ولا حيلة لكثير من ربات البيوت للذهاب إلى الأسواق لذا يلجأن لتلك (الدلالية ) فهي توفر الوقت والجهد، ومن الملاحظ أن مهنة (الدلالية) قد تطورت بتطور المجتمع السوداني فنجد أن أحدى الموظفات سواء كانت بالقطاع العام أو الخاص تقوم بجلب البضائع وبيعها بنظام الأقساط للموظفين حيث يتم التسديد كل بداية شهر ونلحظ أن هذه المهنة قد ساهمت في حل الكثير من المشاكل الإقتصادية لأن الموظفين وخاصة بالمؤسسات الحكومية لا يملكون القوة الشرائية للشراء نقداً... تحرير شيكات: وايضاً نجد أن (الدلاليات) قد طرقن مجالات واسعة للبيع مثل بيع الأجهزة الكهربائية ( غسالات وثلاجات ومكيفات وتلفزيونات) وأيضاً طرقن مجال بيع الأثاثات المنزلية ( غرف النوم وغرف الجلوس ) ويتعاملن بنظام التسديد عن طريق الشيكات حيث كانت بضائعها في الماضي تقتصر على الأواني المنزلية والملابس والمستلزمات النسائية البسيطة مثل العطور والكريمات والصوابين. معارضة داخلية: وجدت مهنة ( الدلالية ) الكثير من المعارضين والمحتجين من داخل المؤسسات مبررين أنها نوع من الفوضى وتسبب ربكة في نظام العمل لأننا فعلاً نجد أن الكثير من مكاتب المؤسسات والشركات قد تحولت إلى سوق للأواني المنزلية والمفروشات وفي كثير من الأحيان نجد أنها تتعارض مع أخلاقيات بعض المهن. مستحضرات تجميل: الموظفة لينا عبد الخالق إبتدرت حديثها قائلة : ( لدينا بشركتنا موظفات يجلبن البضائع ويقمن ببيعها لنا بالأقساط لأننا في كثير من الأحيان ليس لدينا وقت للذهاب للأسواق بسبب مشاغل الأسرة والعمل، وزادت : (والله مريحننا شديد)، وأيضاً هنالك مندوبات مبيعات يتبعن لشركات مستحضرات التجميل يجدن سوقا مربحا داخل مؤسستنا ). هوس الأواني: وعن الموضوع يحكي الموظف زهير سالم ويقول : (فعلاً ظاهرة وجود (الدلاليات) داخل المؤسسات والشركات أصبحت منتشرة ولدينا زميلتنا تقوم ببيع الأواني المنزلية هناك، لأن النساء مهووسات بشراء تلك الأواني ( أنا بستغرب العدة دي كلها بعملوا بيها شنو )... ووافقته في الرأي زميلته نسيبة عمر والتي قالت: ( والله هذا سلوك غير حضاري لأن الوقت داخل الشركات والمؤسسات للعمل وليس سوقا أو دلالة لبيع المفارش والأواني).