في ثاني زيارة له منذ وصوله الى رئاسة الوزراء أجرى د.عبد الله حمدوك امس الثلاثاء مباحثات في الرياض شملت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، وعدداً من المسؤولين السعوديين. ورافق حمدوك كل من وزراء شؤون مجلس الوزراء، والخارجية، والمالية، والزراعة والغابات، والاستثمار والتعاون الدولي، ومدير جهاز المخابرات العامة، ومحافظ بنك السودان المركزي. ماذا قال مجلس الوزراء؟ وقال مجلس الوزراء أن الزيارة "رسمية" تأتي تعبيراً عن أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وللبحث في مختلف القضايا محلّ الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها وتطويرها والتنسيق حولها، بما يخدم رفاه وأمن واستقرار شعبي البلدين الشقيقين. وأضاف أن الوفد الوزاري المرافق لرئيس الوزراء، سيعقد لقاءات مع نُظرائه السعوديين. وفى العام 2019 زار حمدوك مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الرياض ضمن جولة لهما فى الخليج. الاقتصاد اولا تركيبة الوفد الذى يرافق حمدوك تؤكد أن الزيارة اقتصادية بالدرجة الاولى وهو امر طبيعي في ظل الوضع الاقتصادي المازووم الذي يعاني منه السودان وتسعى الحكومة جاهدة لإنهاء تركة ثلاثين عاما من اختلال الهيكل الاقتصادي عبر إقرارها حزمة تدابير منها تحرير سعر العملة مقابل الدولار وتقليل الاستيراد للحد من استهلاك النقد الاجنبي، لذلك فان نجاح هذه التدابير مرهون باجراءات خارجية يمثل احد اعمدتها تحاويل المغتربين الذين يتمركزون فى بلدان الخليج وخاصة السعودية لذلك فإن واحدة من الموضوعات التي ستكون على طاولة تلك المفاوضات هو معالجة مشكلة انسياب التحاويل وذلك باتفاقيات مع البنوك السعودية وافرع البنوك العالمية فى المدن السعودية، ايضا تناقش الزيارة التحديات التي تواجه الاستثمارات السعودية في السودان و تعد الرياض رائدة الاستثمار، اذا انها تصدرت الاستثمارات السعودية عدداً وحجماً قائمة المشروعات الاستثمارية عربياً ودوليا بناءً على التقارير الاستثمارية بالسودان بأكثر من (700) مشروع استثماري مصدق وبرأس مال يفوق (6) مليارات دولار، ويعمل الآن أكثر من (150) مشروعا موزعة في القطاعات الثلاثة الزراعية والصناعية والخدمية في معظم ولايات السودان، وتتركز معظمها في ولايات نهر النيل والشمالية والقضارف وشمال كردفان وولاية الخرطوم، والنيل الابيض والازرق ويستأثر قطاع المشاريع الزراعية والانتاج الحيواني على أكثرها، فضلا عن بعض المشاريع الصناعية في مجال الأدوية وصناعة الأسمنت ( على سبيل المثال لا الحصر) بالاضافة الى المشاريع في البنيات التحتية مثل شركات الطرق والجسور. ويمثل مجلس الاعمال السعودي السوداني عضوية رجال الاعمال السعوديين، الذي يلعب دوراً اساسيا وكبيرا في تطوير وتنمية العلاقة بين القطاع الخاص والحكومي وحماية مصالح هذه المشاريع. ووفقا لوكالة "سونا" فإن هذه الاستثمارات واجهت تحديات ومعوقات أدت الى ايقاف توسعها والبعض يفكر في المغادرة نتيجة لتعرضها لخسائر مالية ضخمة أهمها توقف المعاملات المصرفية وعدم تحويل أرباح هذه الشركات بالاضافة الى مشكة الوقود والطاقة الكهربائية، ومشكلة المناولة في الموانئ البحرية السودانية، بالاضافة الى مشاكل ادارية وتعدد الرسوم في الولايات. الشريك التجاري: ويقول الخبير الاقتصادي محمد الناير "السوداني " إن الزيارة هي الاول من نوعها التي يقودها رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك بنفسه كما انها تضم كل وزراء القطاع الاقتصادي وهي تشكل منحى مهم جدا في ظل تنامي العلاقات المميزة بين البلدين حيث هناك نشاط كبير للسفير السعودي بالخرطوم لتطوير العمل الاقتصادي بين البلدين وستكون لها آثار ايجابية اذ تعد الرياض شريكا اقتصاديا مهما جدا وتأتي في المرتبة الثانية او الثالثة كأكبر شريك تجاري للسودان بعد الصين والامارات، ويمضي الناير الى أن زيارة حمدوك هي خطوة مهمة يمكن أن تتطور لزيادة حجم التبادل التجاري من خلال زيادة حجم الصادرات بالتالي تسهم في استقرار صرف العملة المحلية. ويلفت الناير الى جانب مهم آخر لهذه الزيارة هو ضرورة أن تبحث فى زيادة حجم الاستثمارات المباشرة للمملكة اذ أن استثماراتها تراجعت او ربما قلت بسبب جائحة كورونا وعدم الاستقرار السياسي خلال الفترة الماضية وتراجع قيمة العملة الوطنية مع ارتفاع حجم التضخم لكن الآن هنالك تغيرات حدثت في السودان مما ادى الى أن المناخ العام الآن اصبح مستقرا، ويمضي الناير بقوله " صحيح الاستثمار المباشر يبحث عن الأمن ولكنه اذا اتى قطعا سوف يسهم في الاستقرار الاقتصادي في السودان وزيادة حجم تدفق النقد الاجنبي. ويوفر انتاج سلع مفيدة للبلدين والعالم العربي خاصة أن الفجوة الغذائية في المنطقة العربية تقدر بنحو 60مليار دولار يذهب هذا المبلغ خارج المحيط العربي، اضف لذلك فإن خطة المملكة 2030والتي تقوم على التنوع في العائدات وعدم الاعتماد على مورد واحد والسودان مدرج في هذه الخطة لذلك يجب البحث في هذه الخطة. ويواصل "نأمل أن يكون الفريق المرافق لحمدوك لديه مشاريع جاهزة وان يوقع عليها في هذه الزيارة".