في خطوة وصفت بالمهمة شهدت الخرطوم امس، ورشة للتعريف باتفاق سلام جوبا الموقع بين الحكومة والجبهة الثورية..وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان ورئيس "الجبهة الثورية"، د. الهادي إدريس، أهمية اتفاق جوبا للسلام في السودان، لما يؤديه من دور كبير في معالجة العديد من المشكلات والأعباء التي ورثتها البلاد من النظام السابق، موضحا أن الاتفاق يواجه تحديات كبيرة. ماذا قال الهادي؟ وقال الهادي إدريس، لدى مخاطبته أمس ورشة تعريفية باتفاق سلام جوبا، نظمها مركز "إشراقات الغد للدراسات والتنمية"، أن اتفاق سلام جوبا جاء نتاج لعمل شاق للأطراف الحكومية، وأطراف "الكفاح المسلح"، بالإضافة للأطراف الدولية، وبعد مفاوضات استمرت لعام ونصف العام، تم توقيعه في ظروف مختلفة عن أي اتفاق سابق، وأضاف أن هذا الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، أهمها المناخ السياسي في البلاد، بالإضافة إلي التعقيدات المالية التي تواجهها الحكومة وتعقيدات اتخاذ القرارات وتنفيذها، فضلا عن أن الاتفاق هو اتفاق مفتوح به قضايا لم يتم البت فيها وتم تفويض الشعب للبت فيها. وأوضح أن الارادة السياسية القوية والفرص الكبيرة لتحقيق هذا الاتفاق ستقف أمام الأعداء المتربصين به، مطالبا بضرورة شرح الاتفاق للشعب السوداني ليسهل تنفيذه، مؤكداً أن الاتفاق قومي وعلى السودانيين أن يدافعوا من أجل إنفاذه . طواف شامل وكان الهادي قد طاف على معظم ولايات السودان لشرح اتفاقية جوبا للسلام في السودان وتمليكه لأصحاب المصلحة الحقيقيين من النازحين وسكان المعسكرات والذين نزحوا إلى المدن السودانية الكبيرة في الولايات الآمنة. وأكد رئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس أن الاتفاق وصل لكل السودان وطاف على الكثير من مدن وقرى السودان لكنه ما يزال يحتاج للتعريف به لأنه مايزال بعيداً عن تنفيذه على الارض الواقع. واكد رئيس الجبهة الثورية أن اتفاق جوبا عالج الكثير من المشاكل التي ورثناها وسميناها بالأزمة الوطنية، مؤكداً أن الاتفاق جاء نتاج عمل شاق وحوار دؤوب لأطراف كثيرة من الجانب الحكومي وحركات الكفاح المسلح ودولة جنوب السودان التي لعبت دوراً محوريا في مفاوضات السلام بين الاطراف السودانية، وقال "تم بحث المشكلة السودانية منذ 1956م لاستيعاب التنوع وبحث الحلول الاجتماعية والسياسية للأزمة" وقال إنهم قد توصلوا إلى أن هناك مشكلة حقيقية بعد طرقهم على كل القضايا السودانية، وأشار إدريس إلى أن الاتفاقيات السابقة فشلت لأنه لا يوجد عوامل نجاحها من إرادة سياسية جديدة، وقال إنهم ابتدروا منهجية جديدة لإدارة الحوار خلال منبر جوبا، مؤكداً أن تاريخ السودان كله اضطرابات وحروب وعدم استقرار سياسي واقتصادي وغيره. تنبيهات وتحذيرات رئيس الجبهة الثورية عضو المجلس السيادي الانتقالي الهادي إدريس نبه، إلى أن ما يحدث في دارفور من إنفلات أمني شهدته الأسبوع الماضي وراح ضحيته أكثر من مائة شخص وجرح آخرين، يمكن حدوثه في الخرطوم، مشيراً إلى أن هناك معلومات عديدة تؤكد من أنه ينتظر فصل الخريف لتفجير الأوضاع في كل الولايات، وزاد (إن الوضع القائم الآن والسلام)، هناك من لا يريده وأن الصراعات هناك من يقف خلفها . وانتقد رئيس الجبهة الثورية وضع الجيوش الكبير في السودان، مشيراً إلى أن هناك بطئا وتراخيا في تنفيذ اتفاق السلام ملقياً باللائمة على الجانب الحكومي، وقال "الحكومة تتحمل ما يحدث من خلال بطئها في إنفاذ مقررات السلام"، وزاد "ما حدث بالجنينة يمكن أن يحدث بالخرطوم". بيد أنه أبدى تفاؤله بقوله رغم كل ذلك إلا أن هناك فرصا كبيرة لانفاذ السلام وأن هناك إرادة سياسية من كل الأطراف لانفاذ الاتفاق، وقال نحن نقود دولة هشة وأن أي فشل سيهدد الوضع عامة في السودان . فتح الاتفاق وأكد الهادي أن الاتفاق مفتوح وأن هناك قضايا تم تحويلها للشعب وإنه لم يبت فيها حتى الآن مثل قضايا الاقليم، مبيناً إنه لابد من إدارة حوار مع كل السودانيين حول إنفاذ مقررات سلام جوبا، مشيرا الى إنه رغم توقيعنا على هذا السلام في هذه الفترة إلا أن هناك من يقول لنا إنكم جئتم في الزمن الخطأ، مبينا إنه لا يوجد شخص لديه مصلحة في إلغاء اتفاقية السلام لكنه رأى أن التركة الثقيلة لمخلفات الحكومة البائدة هي ما تعتري طريق إنفاذه الآن، مشيراً إلى أن الاتفاقية تم توقيعها بإرادة تامة والتفاف قوي ولم يجبروا عليها إطلاقاً، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية لديها إشكالياتها بعد أن ورثت بلداً مفلساً تماماً ولا تمتلك المال لإنفاذ مقررات السلام، وقال إن جزءا كبيرا من تباطؤ تنفيذ اتفاق جوبا نابع من هذا الضعف، ووصف إدريس مؤتمر الحكم القومي والانتخابات بأنهما ليسا بحدث وإنما عمليات تنتظر الجانب العملي للخروج بها إلى فضاءات التطبيق والانفاذ، وقال إن موضوع المسارات نتج عندما أرادت القيادات أن يكون هناك مسارات أخرى لتباحث الأزمة غير المسار القومي المعروف، موضحاً أنها قد أسيء فهمها، مشيراَ إلى انه من المهتمين بالعدالة الانتقالية ولديه قناعة راسخة بأنها لابد من أن يحدث مساومة حولها ولذلك يرى إدريس أن الاتفاق الراهن يرجى منه معالجة اختلالات إرث الوطن وقضاياه مع العدالة الانتقالية، مؤكدا بقوله لابد من أن يكون هناك مواقف واضحة للكيفية التي سيتم بها تقسيم الثروة بين بني الوطن . نظام الأقاليم من جانبه اوضح عضو لجان التفاوض معتصم أحمد صالح الذي قدم ورقة عن قسمة السلطة والثروة أن اتفاقية السلام اقرت بإعادة حكم السودان بنظام الاقاليم بعد اضافة اقليمي جبال النوبة والنيل الازرق، واوضح أن مؤتمر الحكم الإقليمي المزمع عقده في الفترة المقبلة يجب أن يحدد مستويات الحكم وهو غير معني بما تم الاتفاق عليه بخصوص دارفور في اتفاقية السلام الا بالاضافة، واكد معتصم أن اتفاق السلام امن على اعطاء ابناء دارفور نسبة 20% من وظائف الخدمة المدنية بالمؤسسات الحكومية مع تخصيص نسبة 17% في الكليات العلمية في المعاهد والجامعات السودانية مجانا لابناء دارفور مع تخصيص 20% من المنح الداخلية والخارجية لهم، واوضح أن اتفاق السلام اقر بإعفاء ابناء دارفور في المعاهد والجامعات من الرسوم الدراسية، وان الحكومة التزمت خلال الاتفاق بتخصيص 750 مليون دولار سنويا لصندوق اعمار دارفور لاعادة بناء مادمرته الحرب .