نشأ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي في مكة شابّاً جميلاً مترفًا، يرتدي أحسن الثياب، ويتعطّر بأفضل العطور، رقيق البشرة حسن اللّمة ليس بالقصير ولا بالطويل، إلا أنه ما أن بلغت دعوة النبي محمد إلى الإسلام، حتى أسلم سراً في دار الأرقم خوفاً من أمه خناس بنت مالك بن المضرب العامرية ومن قومه، فكان من السابقين إلى الإسلام، بقي مصعب على تلك الحالة إلى أن أبصره عثمان بن طلحة يصلي، فأخبر قومه، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى الحبشة، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، ثم بعثه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد عودته مع نقباء الأنصار الاثني عشر الذين بايعوا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بيعة العقبة الأولى ليعلم من أسلم من أهل يثرب القرآن، ويدعو للإسلام، ويصلي بهم، فنزل ضيفاً على أسعد بن زرارة، وهو بذلك أول من هاجر إلى يثرب من المسلمين، وبعد الهجرة النبوية، صاحب مصعب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وقيل أبي أيوب الأنصاري، وقيل ذكوان بن عبد قيس، وشهد مصعب مع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) غزوة بدر وغزوة أُحد، وكان فيهما حاملاً لواء المهاجرين، وقد قُتل مصعب بن عمير في غزوة أُحد، وقتله ابن قمئة الليثي حيث هاجمه ابن قمئة وهو يحمل اللواء، وضرب يد مصعب اليمنى فقطعها، فأخذ اللواء باليسرى فقطعها ابن قمئة، فضم مصعب اللواء بعضديه إلى صدره، فطعنه ابن قمئة برمح في صدره فقتله، ولم يترك مصعب عند مقتله إلا نمرة، أرادوا تكفينه بها، فكانوا إذا غطوا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجليه بدا رأسه، فقال النبي محمد: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر)، وتولى دفنه يومها أخوه أبو الروم بن عمير وعامر بن ربيعة وسويبط بن سعد وكان عمر مصعب حين قُتل 40 سنة أو يزيد ولم يكن لمصعب سوى زوجة واحدة وهي حمنة بنت جحش، وله منها ابنة واحدة اسمها زينب، كان قد زوّجها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة.