بسم الله الرحمن الرحيم (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم سورة يس 71- 73 الحيوانات بأنواعها والطيور بأشكالها والأسماك بأحجامها، وكل بطباعها وسلوكها المختلفة آيات لخلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون ويدعونا الله أن نرى وننظر في خلقه سبحانه، وكيف منها من ذللت لنا ركوباً وطعاماً ولنا فيها كلها منافع كثيرة منها التي نعلمه وكثير لا نعلمه حتى يومنا هذا.. ويتحتم على كل عاقل سوي أن يشكر ويحمد الله على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.. سبحانك ربي. تُعرَف مهنة الطب البيطري (المهنة الإنسانية) أنها أي ممارسة أو عمل يقوم به الطبيب البيطري مرتبط بالحيوانات أو الأسماك أو الطيور وغيرها، وبيئتها التي يجب أن تعيش فيها وكل مجالات المعاملة معها صحةً وإنتاجاً ورفقاً والصحة العامة التي يؤثر ويتأثر بها، وسلامة الأغذية ومنتجاتها الغذائية للاستهلاك الإنساني أو غيره من المخلوقات الأخرى. تعرف مهنة الطب البيطري بأنها هي خط الدفاع الأول والهام لصحة وسلامة الإنسان وبيئته ومجتمعه من الأمراض ذات المصدر الحيواني، الأمراض المشتركة (Zoonotice Diseases) ومتبقيات الأدوية والملوثات الكيميائية وغيرها التي تضر بصحة الإنسان. وهي مسئولة عن زيادة الإنتاج والإنتاجية لتوفير الغذاء محلياً وإقليمياً وعالمياً ولها أهمية قصوى في الأمن الغذائي خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات الحيوانات والطيور والأسماك وغيرها. ومن هنا تلعب مهنة الطب البيطري الدور الفاعل والرئيس في الاقتصاد وتوفير العملات بعد الاستفادة القصوى من مخلفات ومنتجات ذبيح الحيوانات. ولذا تعتبر مهنة الطب البيطري والطبيب البيطري المؤهل والثروة الحيوانية والسمكية والداجنة وكافة العاملين والمنتجين والمربين في هذا المجال هي العمود الفقري للاقتصاد القومي السوداني. أهمية مهنة الطب البيطري لها أهمية قصوى صحية واجتماعية واقتصادية، إذ تسيطر على الأمراض وتمنع انتشارها مما ينعكس على تقليل الصرف على تكاليف العلاج بالنسبة للفرد والمجتمع بأكمله. ويصبح مجتمعا صحيا معافى قويا فاعلا عاملا ومنتجا. إن خلو القطيع القومي للحيوانات والأسماك في مياه النهر والبحر والاستزراع، والدواجن بأنواعها ومنتجاتها التي حبى الله بها السودان، يؤدي إلى منافسة قوية في الأسواق الإقليمية والعالمية. وبما أن السودان مجتمع رعوي في الأصل وما زال فإن العمل في قطاع الثروة الحيوانية يجب أن يدر على العاملين فيه دخلا ماديا مقدرا يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة في الريف للمربين والمنتجين وذلك يحد من الهجرة إلى المدن ويقلل البطالة التي تعاني منها الكثير من الدول والمجتمعات، وذلك بالعمل في مجالات الصحة والإنتاج والتسويق والتصنيع والترويج والصادر وغيره من مجالات الخدمات لهذا القطاع العريض. إن لمهنة الطب البيطري أهمية كبرى في مفهوم الصالح العام العالمي في مجال ممارسة المهنة في كافة أشكالها لأنها هي السلع أو السلعة التي لها تأثيرات وفوائد ايجابية ومطلوبة لجميع الدول والمجتمعات والناس في حاضرنا وللأجيال القادمة في مستقبلنا. وخاصة إذا ما تم الالتزام بالمعايير والمقاييس والتشريعات والاتفاقيات الثنائية والإقليمية والعالمية التي تنظم وترتقي بنوعية وكفاءة تقديم خدمات المهنة البيطرية بكافة مراحلها وأنواعها. بدأت خدمات المهنة البيطرية في السودان بصورة منظمة في عام 1898م بما يسمى مصلحة الطب البيطري وكانت وحدة بيطرية عسكرية ضمن قوات الجيش البريطاني(ضابط بيطري) ومن أوائل القوانين التي صدرت لتنظيم مهنة الطب البيطري في السودان قانون أمراض الحيوان في عام 1901م وقانون تصدير واستيراد الحيوان في عام 1913م. وأصدر الأطباء البيطريين أول نشرة علمية مهنية للطب البيطري في السودان عام 1917م وتطورت حتى أصبحت المجلة البيطرية السودانية ( Sudan Veterinary Journal ) وهي مجلة علمية مهنية طبية بيطرية عالمية يصدرها الاتحاد العام للأطباء البيطريين السودانيين(SVMA) (الجمعية البيطرية السودانية سابقاً) الذي أنشئ منذ العام 1946م، وهي مستمرة وبصورة دورية سنوية على الأقل حتى عام 2011م ولها سمعة طيبة ومقدرة في العالم أجمع. ونحن إذ نحتفل بالعيد الماسي بمرور(75) خمسة وسبعون عاماً على إنشاء الاتحاد العام للطباء البيطريين السودانيين (SVMA) هذا العام (نفرد له مقالاً لاحقاً بإذن الله) 1946 – 2021م وباليوم العالمي للطب والطبيب البيطري (WVD) لهذا العام الموافق السبت 24/4/2021م. أهنئ جميع الزملاء الأطباء البيطريين خارج وداخل وطننا الحبيب المرابطين في كل بقاع السودان وحيثما وجد الحيوان. والذين يعملون على سد الثغور في كل مناحي مهنتنا الإنسانية وأدعوهم إلى التوحد يدا واحدة واقتفاء أثر الأطباء البيطريين الأوائل الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجل مهنة الطب البيطري حماية لتاريخنا واستشراقاً لمستقبلنا. التهنئة البيطرية الخالصة لكل من يحمل هم هذه المهنة الإنسانية على وجه كوكبنا الأرض، ونوصيكم أن الأمانة كبيرة والمسئولية ضخمة والعالم كله ينظر إلينا ماذا نحن فاعلون للخروج من هذه الأزمات الغذائية والصحية، ولكي نكون قدر التحدي لابد أن نحب هذه المهنة ونخلص لها، نعطيها كي تعطينا، مهنتنا مهنة الطب البيطري المهنة الإنسانية. والله المستعان وعليه التكلان وبالله التوفيق. *استشاري إدارة إرشاد واقتصاديات الثروة الحيوانية **بمناسبة يوم الطب والطبيب البيطري العالمي (WVD) الموافق السبت 24/ أبريل /2021م