هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته أبو الحنفاء: يعد إبراهيم أبو التوحيد هو أيضاً أبو الحنفاء، والحنيف بحسب مصحف الصحابة هو المستقيم المائل عن الباطل إلى الحق، وفي بحث للدكتور وسيم السيسي وهو طبيب إخصائي وفي الوقت نفسه مهتم جداً بالدراسات القبطية القديمة، يرى أن كلمة حنيف إنما تعني موحد وأنها كلمة فرعونية قديمة. وقد جاء ذكر الحنفاء في القرآن الكريم عدة مرات، بإعتبارها ملة أو دين إبراهيم: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} "سورة البقرة135"، {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}آل عمران67، وكون إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً أمر معروف جداً، ولكنه كونه حنيفاً مسلماً أي موحداً مسلماً، يحتاج إلى دراسة وفهم، وأعتقد أن مسلماً هنا لا تعني الإسلام التاريخي الذي جاء بعد اليهودية وبعد المسيحية، وربما المقصود بالمسلم هنا هو الذي أسلم أرادته لله فصار مسلماً، وسلّم للرب كل أمور حياته، ويكرر مصحف الصحابة هنا أن حنيفاً إنما تعني مائلاً عن الباطل إلى الحق أي موحداً، وواضح هنا أن إبراهيم لم يكن من المشركين، ولقد ذكر القرآن أن إبراهيم كان شخصاً عظيماً في قامة أمَّة عظيمة: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120. وقانتاً تعني مطيعاً خاضعاً لله، وفي مصحف الصحابة هنا يفسر حنيفاً بأنه مسلم، وهذا إنطلاقاً من وضوح التوحيد في الإسلام، وإذا كان إبراهيم موحداً فهذا يعني أنه مسلم. وجاءت نصيحة القرآن الكريم أن يجعل الإنسان وجهه مستقيماً نحو الدين، وأن يكون حنيفاً أي مائلاً عن الأديان كلها متجهاً إلي الإسلام ثابتاً عليه، وأن الحنفية هي الفطرة التي خلق عليها الإنسان، وأن الإنسان لا يستطيع أن يبدل دينه الذي خُلق عليه، وفي هذا يقول القرآن الكريم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} سورة الروم 30. كما طالب القرآن الكريم كل المسلمين أن يكونوا حنفاء: {ُحنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (الحج 31). وتتأكد كلمة حنفاء بمعني موحدين حتى أن الله طالب أهل الكتاب أن يكونوا حنفاء: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} "البينة5". حنفاء العرب: لقد كان هناك في شبه الجزيرة العربية حنفاء أي موحدين، ولهم عبادتهم، ولهم إيمانهم بالله الواحد، وفي معرض الحديث عن الديانات عند العرب قديماً، تتحدث دائرة المعارف عن الأحناف وتقول عنهم أنهم "المفكرون الذين إعتزلوا عبادة الأصنام، وآمنوا بالإله الواحد وأخذوا يبحثون عن الحق في العقائد المختلفة". ويقول المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم: أن إبراهيم لاحظ التماثيل التي صنعها والده قد إلتهمتها النار، فأقتنع أن آلهة الخشب والحجر هي آلهة كاذبة، فترك البيت الأبوي الذي إلتهمته النار في ذلك الوقت وراح يبحث عن الإله الحقيقي، وفي سفر التكوين: وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ \بْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ \لرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا \للهُ \لْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً». فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ \للهُ لَهُ: «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ \لأُمَمِ فَلاَ يُدْعَى \سْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ \سْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ \لأُمَمِ. وَأُثْمِرُكَ كَثِيراً جِدّاً وَأَجْعَلُكَ أُمَماً وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً لأَكُونَ إِلَهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ».(تكوين17: 1-8)، وبعد هذا تغير إسم سارا إلي سارة، وكان هذا بعد سمع إبرام لصوت الرب: وَقَالَ \لرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى \لأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ \سْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ \لأَرْضِ». فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ \لرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا \لَّتِي \قْتَنَيَا وَ\لنُّفُوسَ \لَّتِي \مْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.(تكوين12: 1-5). ولقد توسعت علاقات إبراهيم، فلقد إتصل بواسطة ناحور أخيه بالآرامبين، وبإبنه إسماعيل بالإسماعيليين وهو أبو العرب، وأتصل بإبنه إسحاق وحفيده يعقوب بكل شعب إسرائيل، وبامرأته قطورة إتصل بعدد من القبائل العربية، وبإبن أخيه لوط إتصل بالموأبين والعمونيين، ومن خلال هذا التواصل إنتشر الحنفاء موحدين بالله رافضين للعبادة الوثنية. وفي المحيط الجامع أن إبراهيم في نظر المسلمين هو الشخص الأول الذي أسس الحنفية أو الدين الأصلي والحقيقي للجنس البشري، وهو الذي أسس الإسلام بمعنى تسليم القلب لله، وينسب إلى إبراهيم أنه شيّد مع إسماعيل معبد الكعبة، وهو أول هيكل أسس من أجل البشر، وهكذا إستحق أن يدعى خليل الله. وقد أعطى سفر التكوين لقب نبي لإبراهيم، وأن هذا اللقب أعطاه له الله عندما قال: فَالآنَ رُدَّ \مْرَأَةَ \لرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». (تكوين7:20). هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته