اللقاء الذي نظمته القيادة العامة للقوات المسلحة للسيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك والوفد المرافق له من السادة الوزراء، حمل كثيراً من المعاني والرسائل المهمة للغاية، حيث قدمت فيه القيادة العامة تنويراً ضافياً، حول مراحل تطور القوات المسلحة. ثم أبان بعد ذلك السيد رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن ما أنجز من هيكلة وترتيب في الفلسفة التنظيمية والإدارية في القوات المسلحة بعد ثورة ديسمبر المجيدة، يوضح بجلاءٍ ملامح الجوانب المختلفة في القوات المسلحة مستقبلاً من حيث العقيدة العسكرية وواجبات حماية النظام الدستوري، والتركيز لبناء قوات مسلحة تحمي الديمقراطية ودولة المواطنة، قوات تتجسّد فيها القومية والاحترافية، قوات مسلحة محمية ومصونة من تدخل الساسة والسياسيين. اللقاء يعد لقاءً تاريخياً، عبّر عن العزيمة والإرادة القوية لدى طرفي الحكم الانتقالي العسكري والمدني في المحافظة على النموذج السوداني المتفرد الذي ولّد بعد ديسمبر نموذج الشراكة بين المدنيين والعسكريين، أو كما عبّر عن ذلك رئيس الوزراء، عندما قال إن القوات المسلحة عبر تاريخها عوّدت الشعب على الانحياز لخياراته لخلق التغيير المنشود. ستظل الشراكة صمام الأمان الذي يُراهن عليه لوضع اللبنات الأساسية لمستقبل النظام الديمقراطي المنشود، النظام الذي يهدف إلى قصد محوري استراتيجي وهو جيش مهني محترف واحد تذوب فيه القبليات والجهويات، جيش يستمد قُوّته ومنعته من الشعب، ويُمارس مهامه وواجباته وفقاً للدستور. لقد مثل لقاء اليوم، محطة مهمة جسّدت التلاحم والترابط ووحدة الهدف. * المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة