شهدت البرامج الرمضانية هذا الموسم تألقا لافت للبرامج الشعرية على القنوات السودانية والشعر هو أحد دروب الفن الإبداعي بمختلف أشكاله الشعرية وتصنف هذه البرامج من ضمن البرامج المهمة والتوثيقية وهي سلسلة متكاملة تكشف قوة وصلابة الكلمات التي تدهش المشاهد وتجبره على المتابعة والشاهد علي ذلك تزايد البرامج الشعرية في أغلب القنوات السودانية ابتداء من ريحة البن و قهوتنا إلى أنفاس البوادي . (ترك الخبز لخبازه) مثل هذه البرامج تعد توثيقا حديثا للشعر و الشعراء ولا بد من أن تنال اهتماما كبيرا من قبل القائمين على أمر البرنامج ومن الجيد أن يكون مقدمو هذا البرامج الشعرية من أهل الشأن أمثال الشاعرة نضال الحاج والشاعر المتميز محمود الجيلي وغيرهم ممن لهم بصمات واضحة في مجال الشعر والتقديم وهم يعرفون بخبراتهم ماذا يريدون ولأن هذا مجالهم يمكنهم استخراج كل ما بداخل الشاعر ضيف الحلقة داخل استديو البرنامج حتى ينال المشاهد مادة دسمة ومكتملة بالإضافة إلى تخصصهم في هذا المحتوى الفني فإنهم يعلمون ما يقوله الشعراء من معانٍ وكلمات الشعر الذي يتلقاه المشاهد وبالتالي يعملون على ترجمتها للمتلقي بسلاسة وسهولة حتى يفهم ما يقوله الشعراء وبتالي تتحقق الفائدة المرجوة من البرامج. ويعتبر تقديم الشعراء لبرامجهم هو إنصاف لهم ويشعر أهل القبيلة الشعرية والفن بقيمتهم ويحمسهم لتقديم المزيد من الإبداع والتميز. (لونيات شعرية مختلفة ) تنوعت أشكال وأنواع الشعر المقدمة في البرامج الرمضانية هذا العام رغم وجود قواسم مشتركة بين جميع البرامج مثل (الدوبيت والرباعيات والمجادعة الشعرية وبعض الأشعار الحماسية والغنائية). فيما ظل التنافس متوهجاً ومستمراً في الإنتاج الشعري والإبداعي بين البرامج الشعرية في مختلف الفضائيات السودانية وهنالك تنافس داخل البرامج نفسها بين الشعراء في الحلقات التي تقدم للمشاهد خاصة في المجادعة الشعرية والحماسية وتجدها ممتعة أكثر للمشاهد الذي يحب هذا النوع من الشعر لما فيها من إبداع تصويري وكاريكاتير للكلمات الذي يطوعها الشاعر حسب مرادها (مشاهدة عالية وتفاعل مستمر) الإبداع الشعري لايتوقف ومعجبي الشعر والقصائد والكلمات الإبداعية لا يملو سماعها من هذا المنطلق يمكن أن يفسر لنا زيادة البرامج الشعرية في ليالي رمضان حيث امتداد من برامج قهوتنا وريحة البن واخيرا وليس آخرا برنامج أنفاس البوادي الذي يعرض على قناة الهلال وهو أحد البرامج الحماسية التي نالت استحسان ورضاء المشاهد ليصبح إضافة قوية للبرامج الشعرية التي تقدم في موسم رمضان وينتظرها عدد كبير من المشاهدين. وربما تشهد المواسم الرمضانية القادمة مزيداً من البرامج الشعرية بشكل وبثوب جديد.