قال رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، إن السودان شهد عدة انتقالات، مبيناً أن عملية الانتقال التي تشهدها البلاد حالياً قائمة على نموذج الشراكة بين المدنيين والعسكريين، مؤكداً أن أولويات حكومة الفترة الانتقالية مستوحاة من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة. وأعرب د. حمدوك، باسم الشعب السوداني، عن شكره لفرنسا حكومةً وشعباً على المجهود المتواصل لدعم عملية الانتقال، جاء ذلك لدى مخاطبته ظهر اليوم بالعاصمة الفرنسية جلسة رؤساء الدول والحكومات في مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان، وذلك بحضور رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسة دولة إثيوبيا سهروك زودي، والرئيس الرواندي بول كيغامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي د. موسى فكي والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من المسؤولين والسفراء ممثلين لأكثر من 40 دولة. وأضاف د. حمدوك: "الشعب السوداني قال كلمته إنه يريد تغييراً عميقاً وجذرياً وليس تغيير الأشخاص، وإن عملية بناء السلام ليست عملية بسيطة وهي لا تنتهي بالتوقيع على اتفاق أو الانضمام لخصوم سابقين". وحَثّ حمدوك، المُشاركين في المؤتمر بدعم جهود الحكومة في تنفيذ بنود اتفاق السلام واستكمال عملية السلام الشامل، وقال إن عملية الإصلاح الاقتصادي من أصعب التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية، موضحاً أن الشعب السوداني عانى كثيراً من الغلاء الفاحش وانخفاض الإنتاجية، وأكد أن معالجة الأزمة الاقتصادية تأتي على رأس أولويات الحكومة الانتقالية التي تسعى لبناء اقتصاد منتج وإنشاء فرص عمل للشباب كي يبقوا في بلدهم ويساهموا في تطويرها. وافتتح الجلسة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وخاطبها السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وفي كلمته بالمؤتمر، قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن السودان يعتز ويفخر بمبادرة فرنسا لدعم مسيره الانتقال في السودان، وأوضح أن اتفاقيات السلام في السودان الجديد تركز على معالجة جذور المشكله، وأن السودان جَديرٌ بأن يكون رائداً في المجتمع الدولي، وقال إن ترتيبات الفترة الانتقالية ماضيةٌ بكل ثقة لتحقيق الحرية والسلام والعدالة. كما تحدث في افتتاح المؤتمر، ممثلو الشباب والمجتمع المدني، د. محمد ناجي الأصم، نسرين الصائم وآلاء صلاح، وترحّم المُتحدِّثون على شهداء الثورة السودانية المجيدة، وأكدوا على أهمية دور الشباب، كما تحدّثوا عن آمال وتطلعات الشباب السوداني، ورغباته في بناء السودان الجديد. وقالت نسرين الصايم، إن الشباب هم وقود الثورة وصُنّاع المستقبل وهم أحوج ما يكونوا للسلام والتنمية ليتمكّنوا من إيفاء وعودهم لشهداء الوطن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، إن هذا الاجتماع يدل على الإرادة الدولية، وتقدّم بالشكر لفرنسا لقيامها بترتيبه، كما حيّا الحكومة السودانية لقيامها بخطوات جادة وجهود واضحة لبناء السلام، وتصميمها من أجل إحلال دولة القانون وخلق مساحة مدنية أوسع، وأكد غوتيريش أنّ الدعم من شأنه تطوير السودان والدفع بعملية الانتقال الديمقراطي للأمام، وشدد أنه، اذا لم يَأتِ الدعم فستتأثر الفترة الانتقالية في السودان بطريقه سالبة، ودعا المستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في السودان ودعم العمليه الانتقالية من أجل الشعب السوداني. رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، قال إن التدهور الاقتصادي والتضخم، أثّر على الشباب السوداني والأسر والبنى التحتية، وإن السودان يقع في منطقة مُزعزعة أمنياً من ناحية تشاد وليبيا، وتوتر منطقة حوض النيل، بجانب النزاعات الحدودية بإقليم تيغراي. وأضاف فكي: "بالرغم من كل هذه التحديات، أرى صورة إيجابية اليوم في هذا المؤتمر بوجود كل رؤساء الدول هنا اليوم، للتفاكُر وبحث فرص الاستثمار والدعم، لنُحقق وثبة من أجل السودان وشعبه". وقال إن الاتحاد الأفريقي يعمل جاهداً من أجل شطب ديون السودان ودعم المرحلة الانتقالية والانتخابات، وشدد على "أن المؤتمرات قد عقدت في السابق، وفات أوان الوعود وحان وقت التحرك والعمل بشكل فعلي من أجل نهوض السودان"، ومضى في قوله: "قامت الحكومة السودانية بمجهود عظيم، وأشكر الفريق البرهان، ورئيس الوزراء حمدوك، وشباب الثورة والسيد جبريل.. انضمامكم هنا اليوم يمثل وحدة بلادكم، ونحن لن نترككم وحدكم لمواجهة التحديات أمام الشعب السوداني وسندعمه في كفاحه وتوقه للتغيير خصوصاً الشابات والشباب". واختتم الجلسة الأمين العام للجامعه العربية، د. أحمد أبو الغيظ، حيثُ أشاد بجهود فرنسا في التنظيم للمؤتمر، وقال: "أثني عالياً على الرؤية الواضحة التي تسير عليها الدولة السودانية، بالرغم من الصعاب والتحديات، وقد قطع الإخوة في السودان شوطاً كبيراً في الاتفاق، ونحن نجتمع اليوم للوقوف على ما حققه السودان حتى الآن، والعمل على حشد الدعم للدفع بمجهودات السودان للأمام". وأكد التزام الجامعة العربية بدعم السودان على طول الخط، ودعا لرفع الديون المُثقلة عن كاهل السودان.