الصحف السودانية تعاني في صناعتها وصدورها بفعل الوضع الاقتصادي بحسب العاملين بها.. بيد أن الإعلانات ظلت شعرة معاوية أو القشة التي يتمسك بها الغريق منعاً لحالة الانهيار والإفلاس التي تحاصرها.. (كوكتيل) تطرقت لملف الإعلانات ومعرفة وضعيتها ما بعد الثورة، إذ كانت الإعلانات سلاحاً يستخدمه النظام البائد للتعبير عن رضاه أو غضبه على الصحف، إما أعطوها أو منعوها.. الوضع الآن رئيس قسم إعلانات بصحيفة خرطومية عريقة –فضل حجب اسمه- يذهب في حديثه ل(كوكتيل) إلى أن الإعلانات تزايدت بعد الثورة وهو عكس المتوقع، مبرراً ذلك للانفتاح.. ويرى أنه عقب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أسهم ذلك في تعدد المشاريع في التعليم والتجارة وغيرها.. وأوضح المصدر الإعلاني أن نسبة إعلانات الحكومة تشكل نصف سوق الإعلان في الصحف ، مشدداً على أنها تبلغ نسبة ال50%، فيما تشكل إعلانات القطاع الخاص 30% بينما إعلانات الأفراد 20%. الحكومة 80% مدير الإعلانات بصحيفة الجريدة (ح) يرى أن الإعلانات تزايدت بعد الثورة، مبرراً ذلك إلى أن المعلن الأساسي والأكبر في سوق الصحف هو الحكومة وتشكل نسبة 80% من الإعلانات. ونوه المصدر إلى أن المؤسسات الحكومية والخاصة وبفعل الظروف الاقتصادية بدلاً عن أن يغطي إعلانها 3 صفحات أصبحوا يدمجونها في صفحة، وأضاف: العطاءات الحكومية يجب أن تصدر عبر إعلان لذا فإن سوق الإعلانات متحرك بفعل تحرك الحكومة. وأعرب المصدر عن أن معظم إعلانات الأفراد ترتبط على سبيل المثال بالأفراد والمؤسسات الخاصة أكثر من مؤسسات الدولة. الداخلية بدلاً عن الخارجية فيما يرى مسؤول الإعلانات بصحيفة الصيحة(ك)في حديثه ل(كوكتيل) أن الإعلانات ما بعد الثورة قلت، واستدرك: لكن الاحتياجات الحكومية في الوزارات والمؤسسات مستمرة في الإعلان بشكل أو بآخر، مبرراً قلة الإعلان إلى عدم استقرار البلاد اقتصادياً فضلاً عن فيروس كورونا الذي أثر على كل الأسواق بما في ذلك سوق الإعلانات. وأوضح (ك) أن الحكومة أصبحت في الغالب تختار إعلانات الصفحات الداخلية بدلا عن الرئيسية والأخيرة لتقليل التكلفة.