ذلك يأتي من مداولات أول برلمان سوداني وجلسته رقم (43) في دورته الثالثة يوم الاثنين 19/12/1955م حيث جرت الاحداث كما يلي : تقدم السيد / عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكة نائب دائرة بقارة نيالا غرب بالاقتراح التالي ( أن يقدم خطاب الى معالي الحاكم العام بالنص التالي : نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كامل السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الاعلان فورا ). تثنية الاقتراح جاء بها عضو المجلس السيد / جمعة سهل نائب دائرة دار حامد غرب. لم يغفل السيد / محمد أحمد محجوب زعيم المعارضة أن يسجل: ( لا شك عندي في أن الشعب السوداني شعب عظيم توفرت لديه كل مقومات العظمة، شعب يعرف متى يختلف وعلى ماذا يختلف كما يعرف متى يلتقي ويقف صفا واحدا . فكلما ادلهمت الامور ودهمته الحوادث وكاد الشك يتسرب إلى نفوس الحادبين علينا وظنوا بنا الظنون وحسبونا قد تفرقت كلمتنا، برزت كلمة الشعب وقوته وتقديره لمصائر الامور واستطعنا أن نجتاز الصعاب وأن نخط سطرا في تأريخ هذه البلاد وتأريخ أبنائها ). وتحدث السيد / مبارك زروق زعيم المجلس قائلا ( ان عملنا يجب أن يكون لمصلحة الشعب أولا وأخيرا وأن تحل ارادته المحل الاول وأن يكون همنا العمل على إسعاده ورفع مستواه ومحو الآثار التي خلفها في نفسه وفي جسمه ومجتمعه الاستعمار وأن نعيد له الثقة بنفسه وأن نهيء له الظروف التي يتنفس بها الحرية وتتفتح فيها أبواب الفرص أمامه وأن نعطيه الحريات التي يتمتع بها الاحرار في كل مكان ). ومن بعد اجيز الاقتراح بالإجماع، وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان بالإجماع وفي ذلك قال السيد/ اسماعيل الازهري قولته المشهورة ( اليوم نعلنها داوية ومن داخل هذا البرلمان أن السودان حر مستقل بكل حدوده الجغرافية ). تلك أمة السودان ونسأل الله لنا جميعنا أمواتا وأحياء الرحمة والمغفرة. وها هم ثوار ديسمبر2018م يواجهون مهمة محو الآثار التي خلفها في نفسه ومجتمعه لا الاستعمار بل تنظيم الكيزان، يحاول الثوار اعادة الثقة إلى نفوس مجتمعاتهم ليتنفسوا الحرية التي يتمتع بها الاحرار في كل مكان، يرنون لان يكون السودان حرا مستقلا ولكن يا للحسرة ! في حدود جغرافية أضيق من تلك التي عناها الزعيم الازهري في مقاله الشهير، عند الازهري هي حدود السودان كما عرفها من حلفا إلى نمولي، للأسف ثوار ديسمبر يدق عليهم استيعاب ذلك اذ لم تعد نمولي بينهم ولا حلاليب وشلاتين أيضا ومنقو ذهب مغاضبا منفصلا في دولة بحجم ثلث السودان وبترول أقعد فقده خزينة البلاد. الكتلة البرلمانية التي قدمت اقتراح نواب البرلمان تعددت أطيافها ولكن توحدت كلمتها، ذلك ما عناه السيد / محمد أحمد محجوب في كلمته، يعرف الشعب متي يختلف وعلي ماذا يختلف ثم ممسكات الالتقاء هو بها أدرى يقف عندها صفا واحدا، أيضا هي الكتلة التاريخية التي ينشد اصطفافها معالي رئيس الوزراء الدكتور / عبد الله حمدوك في قبة برلمان سوداني افتراضي يشمل كل حدود السودان في غياب المجلس التشريعي، لا تلك التي ورثناها من الاستعمار بل هي التي أورثتنا اياها حكومة الحزب الاخواني بعد أن غيبت ارادة الشعب السوداني لثلاثين عاما . على خطي النائبين دبكة وسهل ورفاقهما، أقدم الاقتراح بتكوين كتلة سودانية يضمها مجلس تشريعي وتستدعي من التأريخ صوت زروق والمحجوب وأزهري وهم (الصافون) كما الشعب السوداني الذي تنعقد ارادته ويجتمع علي قلب رجل واحد لإزالة الغبن والاستعمار كما فعلها أيضا في أكتوبر1964 وأبريل 1985 وديسمبر2018 ولكن الكتلة المطلوبة الآن انعقادها هي لبناء دولة السودان تحت مشروع وطني لتحقيق بناء جيش واحد بعقيدة قتالية تساهم في تحرير حلايب وشلاتين والفشقة وتحرس حدود السودان بعد رفع ظلم الكيزان لوضع شعب البلاد في فضاء الحرية لينعم بالسلام والعدالة . وتقبلوا أطيب تحياتي. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد