(هي الشوارع لا تخن) هكذا ردد احد الثوار؛ وهو ملقى على كتف صديقه بعدما تسبب الغاز المسيل للدموع في اختناقه بشارع حوادث مستشفى الخرطوم، نظرات الفتى ظلت معلقة على رفاقه وهم يركضون بفعل كثافة ال (بمبان) الذي اعاد للاذهان مواكب تحرير السودان من النظام البائد.. في هذه الصفحة، نرصد عظمة أبناء الشعب السوداني والشارع وهم يجهضون احلام الطغاة في العودة. ملاحظات من الشارع بلا حياء ولا خجل وجهت جهات منتمية للنظام البائد دعواتها لعضويتها بالخروج في 30 يونيو لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ووضع العربة أمام الحصان، تزامن ذلك مع تهديدات ووعيد غير مسبوق من قبل سياسيي واعلاميي الفلول بانهم عائدون في 30 يونيو التي يربطونها بتاريخ انقلابهم المشؤوم على الديمقراطية في 1989م. ووفق لرصد الكثيرين وتعليقات ناشطي الثورة السودانية، فإن الفلول وعلى مدار شهر يونيو حشدوا ما يعرف بعضويتهم من الولايات الى الخرطوم، الامر الذي دفع لجنة إزالة التمكين للكشف عن خطط قالت انها تستهدف الانقضاض على الفترة الانتقالية. منذ الصباح الباكر بحسب الناشط (م.ب) احد اعضاء لجان مقاومة الفتيحاب في حديثه ل (السوداني) أنه وصل من أم درمان الى الخرطوم عند السابعة صباحا وقام بتمشيط السوق العربي والافرتجي؛ مبررا ذلك بحالة القلق التي انتابته بفعل حالة السيولة الامنية بالبلاد، فضلا عن حالة التشظي السياسي بسبب قيادات الحرية والتغيير التي وصفها بأنها اهملت الشارع، واضاف: "تمنيت أن اغفو واستيقظ فيكون يوم 30 يونيو قد مضى، فالخوف على الثورة اصابنا جميعا بالعصبية والقلق خاصة بعد شائعات اضراب الشرطة التي سعى بعض الفلول لتمثيلها وترويجها بعد حادثة وزير الداخلية في ساحة الحرية". (م) شدد على ان الانتشار الشرطي ضعيف ولا يرقى لحجم التهديد، وتابع: "ايضا لاحظت ان اغلاق الطرق المؤدية للقيادة العامة من شارع المك نمر تخلو من العسكر والشرطة ومغلقة فقط بالقوائم الخرسانية بلا حراسة او ارتكازات مثلما اعتدنا كلما اعلنا الخروج، هذه الملاحظة زادت من مخاوفي لربما ثمة تواطؤ لفتح الشوارع للفلول للقيادة العامة ومن ثم تمثيل سيناريو تفويض يرغب فيه العسكريون بشدة". ملاحظة أخرى رصدتها (السوداني) اذ أن محيط القيادة العامة خصوصا الجزء المطل على شارع المك نمر، انتشرت فيه قوات شرطية والاحتياطي المركزي بدلا عن عربات وافراد القوات المسلحة. موكب ال(10) دقائق ناشط اخر بمعية (م) رفض الافصاح عن انتمائه لأي لجان واصر في حديثه ل (السوداني) على انه ينتمي لكل لجان الثورة، وقال: في العاشرة والنصف تماما تجمع الفلول في بالقرب من موقف شروني وحينما وصولوا معمل (استاك) كان موكبهم قد انفضن وسط دهشتنا رغم انهم كانوا يقاربون ال300 الى 400 شخص. وتابع: غالبيتهم كبار سن وشباب فوق ال30 عاما لكنهم قلة. (م) أكد انه شاهد انتشار عناصر الفلول في الشوارع الداخلية بين شارعي القصر والمك نمر إلى جوار المؤسسات الحكومية والصحف التي تنتشر إلى هناك. من جانبه يرى المحلل السياسي والنماشط الحقوقي هيثم محمد أحمد أبو الزين في حديثه ل (السوداني) أن موكب الفلول لم يستمر طويلا لجهة انهم لم يعتادوا القمع وحينما كانوا يخرجون ابان ظامهم البائد كانوا يخرجون في مسيرات مدفوعة القيمة تتخللها (العصائر والسندوتشات). واضاف: وكان القمع يقع على الثوار، لذا فوجئوا اليوم بالبمبان، لذا لم يكن لهم خيار سوى الاحباط عقب الهزيمة. بيد ان (م) اعترض على حديث الناشط الحقوقي، قاطعا بأن تعامل الشرطة مع الفول لم يبلغ 1% ما كانت تتعامل به مع الثوار، وانها حتى لم تسع لمطاردتهم في الشوراع الداخلية مقارنة بما تم عقب وصول مواكب الثوار في الثانية ظهرا، في ظاهرة لأول مرة تحدث منذ انطلاق الحراك المجيد في ديسمبر 2018، مشيرا الى ان هذه الظاهرة وان كانت تتجاوز المألوف من دقة الثورا الا انها تعكس حجم الوعي الثوري لعدم اتاحة الفرصة للفلول من التغلغل وسط مواكب الثوار وأن قرار التأخير كان من لجان التأمين التي انتشرت منذ وقت مبكر في محيط الخرطوم، وهي من اعطت اشارة التحرك متأخرة. استهداف بالحريق مصدر اعلامي مرموق كشف ل (السوداني) عن ان الفلول قاموا بالاحتكاك بالعاملين في قناة الحدث العربية اثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية الاحداث. تزامن حديث المصدر مع حريق اشتعل في جزء من المباني التابعة للسكة الحديد الواقعة شمال موقف شروني وغرب البرج الذي يوجد فيه مكتب الحدث العربية. اعلاميون وصحفيون وقفوا يصورون بعدساتهم اشتعال النيران داخل (حوش) السكة الحديدة المتاخمة للابراج. ثوار احرار حنكمل المشوار واستجابة لدعوات العديد من الاطراف في مقدمتهم لجان المقاومة والحزب الشيوعي السوداني، خرجت أمس مواكب الثوار رافعة العديد من الشعارات ابرزها المطالبة بفض شراكة الدم في تعبير مباشر لرفض وجود المكون العسكري ضمن اجهزة الحكم المدني، فضلا عن رفض الاجراءات الاقتصادية المتسقة مع روشتات صندوق النقد والبنك الدوليين. الكثير من الثوار استنطقتهم (السوداني) كشفوا عن انهم لم يكونوا يريدون الخروج في المواكب إلا أن محاولة الفلول الخروج الى الشوارع هي ما استفزهم تماما، وقالوا: "هذه الشوراع لنا والهتافات والشعرات والمتاريس لا يمكن بحال من الاحوال أن نتركها لهؤلاء القتلة". وردد الثوار في الخرطوم وعلى مقربة من القصر الجمهوري، هتافات (أي كوز ندوسو دوس) و «لا لسياسات البنك الدولي» تزامن ذلك مع وصول العديد من مواكب الثوار إلى كوبريي أم درمان وبحري؛ في محاولة للاتقاء بموكب الخرطوم في القصر الجمهوري وفق ما اعلنت مسارات لجان المقاومة وتنسيقياتها المختلفة.. الشرطة مارست ذات سلولكها فافرطت في استخدام الغاز المسيل للدموع، بيد ان المفارقة كانت في اتجاه الرياح الذي عزز من موقف الثوار، اذ كانت العبوات سرعان ما تعيدها الرياح الى مطلقيها، فيعلو صوت الثوار وهم يضحكون. مخططات (كيزانية) من جانبها اطلت لجنة ازالة التمكين على الشعب السوداني قبيل مواكب الثوار واعلن عضو اللجنة وجدي صالح بحسب تقارير اعلامية عن القبض على 79 من عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول بحوزتهم أموال يخططون لاعمال تخريبية مسلحة، اثناء مظاهرات 30 يونيو، بينهم ناشطين وكوادر المؤتمر الوطني داخل مؤسسات الدولة وسيارات كانت اللجنة تبحث عنها واموال ضخمة لتنفيذ المخطط. وقال عضو اللجنة وجدي صالح في مؤتمر صحفي، ان من تم القبض عليهم بينهم رموز معروفة في النظام السابق ولديهم هواتف متطورة جداً قبض عليهم وهم يسكنون في فنادق وسط العاصمة الخرطوم في الثانية من فجر أمس، وكشف عن القبض على 3 الاف وجبة معدة لتوزع على عناصر المؤتمر الوطني. واضاف: "رصدنا مكالمة لاحد الفلول ومخطط مع بعض الجهات ورصد الاموال المطلوبة لتنفيذ المخطط"، وتابع: "وردتنا معلومات عن مجموعة مسلحة وتم تحديد ساعة صفر لمداهمة المنطقة". واعلن عضو اللجنة وجدي صالح عن ضبط مبالغ مالية في حوزة المقبوض عليهم من عناصر النظام السابق ووصفهم بانهم عصبة من المجرمين ولا علاقة لهم بالاسلام متاسلمين ونزعت منهم السلطة وشعار الثورة الان (اي كوز ندوسوا دوس). وقال ان المقبوض عليهم من المنضوين تحت الأمن الشعبي للنظام السابق، وقال ان المخطط كان كبير والأجهزة الأمنية والشرطة اجهضت المخطط، واضاف: "عرفنا كل الذين يحركون العمل الموجودين داخل مؤسسات الدولة وخارجها". من جانبه كشف مقرر اللجنة صلاح مناع عن رصد خلايا لعناصر المؤتمر الوطني تم القبض عليهم يخططون للأعمال التخريبية خلال مظاهرات 30 يونيو، واضاف: "نحن مع المظاهرات السلمية ولكن ضد التخريب". واشار إلى ان النيابة قبضت على 79 من عناصر المؤتمر الوطني النشطة وكتائب الظل وسيتم التعامل معهم عبر النيابة، وقال ان هناك جهات تؤجج للفوضى في الاقليم وتريد ان تؤجج الاوضاع في السودان. وقال ان اللجنة سيكون لديها اجراءات تجاه قناة تلفزيونية – لم يسمها – تريد ان تؤجج الأوضاع في السودان وسنتخذ اجراءات صارمة ضدها. واضاف: "نحن سنكون بالمرصاد لكل من يريد ان يقف وراء التخريب والفوضى. وسنقدم تفاصيل اكثر وسيكون هنالك تعامل باجراءات صارمة لكل من يريد ان يعيد المؤتمر الوطني ويسعى للتخريب". ومضى مناع في القول: "هناك شركة تعمل في قطاع الاتصالات – لم يسمها – سنتخذ ضدها اجراءات لانها تسببت في ايقاف الخدمة وافقدت الخزينة اموال ضخمة"، وقال ان الشركة يعمل بها عدد من الفلول والأمن الشعبي بنشاط كبير، واضاف: "سنرصد التحركات ونكشف كل التفاصيل عن من تم القبض عليهم صباح اليوم – أمس – بواسطة النيابة". وكشف وجدي عن القبض احد عناصر المؤتمر الوطني وهو يرتدي زي مدني في منطقة بحري ويحمل سلاح ويريد ان ينفذ ما رسم له. وقال انه تم رصد حركة حجوزات وفنادق ونزل الخرطوم وتوفير تذاكر السفر، والشرطة داهمت اماكن سكنهم بالخرطوم في السوق المحلي والسوق المركزي ووسط الخرطوم وقبضت عليهم الساعة 2 صباحا. وكشف وجدي عن ضبط خلايا النظام السابق المقبوض عليهم قادمين من ربك الدويمكوستيكسلابورتسودان وخلايا في السوق العربي والجزيرة. واضاف: "وجدت مبالغ مالية مع المقبوض عليهم من فئة 200 جنيه وكل الاوراق المالية برقم متسلسل واحد"، معتبرا ذلك جريمة في الاقتصاد السوداني ما يعني انهم يسعون للتخريب الاقتصادي واثارة العنف ضد الدولة وضد مؤسساتها الانتقالية، الخارجين باسم الحركة الاسلامية هم من قتلوا الشهداء. وكشف وجدي بحسب تقارير اعلامية عن قيام السلطات برصد مكالمات والتصنت عليها بتصديق من النيابة؛ كشفت لهم حجم المخطط، واشار إلى ان واحد من المكالمات المرصودة كانت بين فلولي وقائد عصابات للسلاح الأبيض جنوبالخرطوم لاحداث فوضي في تلك المناطق، فضلا عن مكالمة بين فلولي آخر وزعيم عصابات في غرب أم درمان بغرض احداث فوضى.