درجة الرطوبة المرتفعة صباح أمس على ساحل البحر الأحمر لم تمنع مسؤولي مركز الملك سلمان والشركاء من حكومة الولاية والهلال الأحمر السوداني من التواجد في الميناء الجنوبي باكراً لبدء تدشين وصول المساعدات الإنسانية السعودية؛ حيث وقَّع مركز الملك سلمان والهلال الأحمر السوداني اتفاقية لتقديم المساعدات الإنسانية السعودية للمناطق المعنية. ممثلاً لوالي ولاية البحر - الموجود خارج الولاية هذه الايام - تحدث نائب الوالي ووزير التخطيط العمراني لواء ركن مصطفى أحمد أونور ممتدحاً جهود المملكة العربية في دعم الفئات المحتاجة بمناطق البلاد المختلفة قائلاً: "نحن نسعد باستقبال منحة مقدمة من مركز الملك سلمان خاصة أنها تضم مواد غذائية وطبية بجانب أنها تمثل امتداداً لتمتين أواصر العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين"، موضحاً أن المنحة تستهدف فقراء مناطق البحر الأحمر بالمحليات المختلفة بجانب منطقة ود عشانا في شمال كردفان. منع التسرب المواد الإغاثية السعودية التي تسربت إلى الأسواق في بعض مناطق البلاد سابقاً، دفع حكومة الولاية لإيجاد آلية لتفادي ذلك؛ حيث كشف أونور ل(السوداني) عن تكوين الولاية لجنة عليا تشمل وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام بجانب الهلال الأحمر السوداني للتأكد من وصول المساعدات لفقراء الولاية. نائب السفير السعودي بالخرطوم سعادة فهد بن أحمد المنصوري قال إن المملكة درجت على تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والتموينية لجميع دول العالم، مشيراً إلى أنه تم تقديم مساعدات إجمالية للسودان خلال شهر رمضان وصلت حتى الآن 450 طناً تشمل مواد غذائية وإيوائية ومحاليل وريدية، متطلعاً لتقدم وازدهار العلاقات السودانية السعودية، وأكد أنهم يقدمون المساعدت لكافة الدول بدون تمييز. مساعد مدير إدارة الإغاثات العاجلة بمركز الملك سلمان ناصر السبيعي قال إن المساعدات الحالية تمثل استمراراً للجهود المقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية إلى حكومة السودان في مجال الأعمال الإنسانية، وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بوصول الباخرة التي تحمل 458 طنّاً من المساعدات الإغاثية، مشيراً إلى أنه يستفيد منها 50 ألف مواطن وفقاً للآليات المتبعة من المركز لتنفيذ مثل هذه المبادرات بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني، مؤكداً أنه ستتم توزيع المساعدات بولاية البحر الأحمر لمحليات "سواكن، القنب الاوليب، جبيت المعادن، وحلايب" بجانب منطقة "ود عشانا" في ولاية شمال كردفان، فيما سيتم توزيع المواد الطبية على 40 مركزاً صحيّاً و15 وحدة صحية تابعة للهلال الأحمر في ولايات السودان المختلفة. وفيما يتعلق بالتكلفة الكلية للمساعدات قال السبيعي ل(السوداني) إنهم في إطار حصرها حالياً، وتابع أن الباخرة مكونة من كميات كبيرة تشمل مواد طبية وغذائية بجانب المواد الإيوائية والخيام. (950) مليون دولار السبيعي قال إن تكلفة المساعدات من قبل مركز الملك سلمان لكافة الدول تجاوزت 950 مليون دولار منذ إنشائه وحتى الآن؛ غالبيتها لصالح الدول الإسلامية والعربية والإفريقية في المشاريع الإنسانية والتنموية خاصة للدول التي تعاني من أزمات في الإقليم مثل اليمن وسوريا والصومال بالتعاون مع الشركاء في الدول المعنية، إضافة لما يتم تقديمه من مساعدات على الصعيد الدولي في الأممالمتحدة، لافتاً لتدشين المملكة خلال الفترة الماضية منصة لتوحيد الجهود المقدمة سواء كانت تنموية أم إنسانية أم إغاثية من كافة الوزارات للاطلاع على الأرقام المقدمة. آليات التحقق السبيعي لم ينسَ أن يؤكد في حديثه ل(السوداني) وجود آليات للتحقق من وصول المساعدات لكافة الدول المستهدفة، مبيناً أنهم في حالة السودان في تقديم المساعدات الحالية يتعاملون مع الهلال الأحمر السوداني، كما أنهم وقبل وصول المساعدات يطالبون الشريك المعني في أي دولة مستهدفة بتزويد المركز بخطة شاملة مبنية على معايير المركز، إضافة إلى أنهم أيضاً يقومون بزيارات ميدانية من قبل غرف مركز الملك سلمان للتأكد من وصول المساعدات لمستحقيها وتقييم ما يتم إنفاذه على أرض الواقع. وزير الشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام فاطمة مصطفى أكدت استعدادهم لتوزيع المساعدات السعودية لكافة المستحقين ممتدحة جهود المملكة في تقديم العون الإنساني مقدرة للشعب السوداني. مدير البرامج والمشروعات بجمعية الهلال الأحمر هاشم صالح قال إن هذه المساعدات ستكون فاتحة تعاون وخير بين مركز الملك سلمان والهلال الأحمر، خاصة أنها تستهدف الفئات الأكثر فقراً، مؤكداً جاهزيتهم لإنفاذ المشروعات الإنسانية في كافة مناطق البلاد.