وقعت الأطراف المتصارعة في جنوب السودان على اتفاق الخرطوم للسلام الذي يأذن بإنفاذ إيقاف إطلاق نار دائم خلال 72 ساعة من التوقيع، يتم خلالها الدخول في ترتيبات خاصة بإيقاف إطلاق النار بما في ذلك فضُّ الاشتباك، الفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضها، وسحب القوات الصديقة من جميع مسارح العمليات، وفتح المعابر للأغراض الإنسانية، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين. وأهدى الرئيس البشير الاتفاق لشعب جنوب السودان، معتبراً أنه تحقَّق بفضل جدية وحرص القيادات الجنوبية على الرغم من ضيق الزمن مقارنة بالنتائج، قاطعاً بأن الاتفاق بداية لعودة السلام والاستقرار للجنوب لأنه وضع الأساس المتين للسلام في جنوب السودان؛ وأضاف لدى مخاطبته جلسة التوقيع بالقصر الجمهوري أمس، لن نخذل مواطني جنوب السودان. من جانبه التزم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، بكل ما تمَّ التوقيع عليه من أجل تحقيق السلام والاستقرار بدولة الجنوب، وأضاف: "لن أخذل شعبي وكل الذين رعوا الاتفاق، فأنا أتعهد أمامهم بتنفيذه"، معرباً عن شكر وتقدير كل شعب بلاده للرئيس البشير لما قدمه من مساعدات وجهد للوصول إلى اتفاق بين الفرقاء بدولة الجنوب. من جهته وصف رئيس المعارضة الجنوبية المسلحة د.رياك مشار شعب الجنوب بأنه الأسعد بإيقاف إطلاق النار لأنه سيُنهي الحرب بدولة الجنوب. واعتبر مشار أن الاتفاق يمثل بداية لوجه جديد في حياة شعب جنوب السودان، مشيراً إلى أهميته للسودان ودولة الجنوب وكل الإقليم، مشيراً إلى أن الاتفاق سيعيد ملايين اللاجئين الجنوبيين حول العالم إلى ديارهم، لافتاً إلى أن الاتفاق سيكون وثيقة لتعزيز الثقة بين السودان ودولة الجنوب وتوطيد الاستقرار السياسي والاقتصادي بين البلدين ويسهل تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها في الماضي وستُزيل كافة العثرات أمام تطبيع علاقاتهما.