وطبقا لما أوردته (وكالة الأنباء الرسمية) أمس، فإن طائرة البشير حطت بمطار عنتيبي، تبعه وفد الأطراف الجنوبية المتصارعة في مقدمتهم رئيس المعارضة الجنوبية المسلحة د.رياك مشار ورئيس اللجنة الأمنية بالحركة الشعبية بالمعارضة انجلينا تينج، بالإضافة إلى الرئيس الانتقالي للتحالف قبريال شامسون، وممثل أحزاب الداخل بيتر ميان كما شهد اللقاء المبعوث الخاص للإيقاد للسلام في جنوب السودان إسماعيل وايس. وكان الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت بمعية الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني في استقبال الوفود.. فيما ضم وفد الرئيس البشير، وزير رئاسة الجمهورية د. فضل عبد الله فضل، ووزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية مدير عام مكاتب رئيس الجمهورية حاتم حسن بخيت. أجندة اللقاء وبحسب معلومات (السوداني) فإن الزيارة الرئاسية إلى يوغندا جاءت كتلبية لدعوة وجهها الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني خلال افتتاح جولة محادثات الخرطوم لتعزيز مساعي تحقيق السلام بجنوب السودان. بيد أن أبرز الملاحظات في الزيارة أن أكبر الوفود المشاركة من المجموعات المعارضة كان وفد حركة مشار الذي ضم إلى جانبه، انجلينا تينج، وبروفيسور الياس نيامليل، وسيرسيو زكريا لادو، وباسكوال كلمنت نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحركة. وكشفت مصدر بحركة مشار في اتصال بالوفد ل(السوداني) أمس، عن المجموعات غادرت إلى يوغندا بمعية الرئيس البشير صباح الأمس، مؤكداً أن الاجتماعات التي عقدت تطرقت إلى مجمل الملفات المرتبطة بعملية السلام في جنوب السودان بشكل عام وهي ملف نظام الحكم وتقاسم السلطة وملف الترتيبات الأمنية وملف المصالحة الوطنية والإصلاحات الاقتصادية. في وقت أكدت فيه المتحدثة باسم الرئيس اليوغندي ليندا نابوساي بحسب تقارير إعلامية أمس، قبل بدء الاجتماع بقليل، أن الاجتماع بين سلفاكير ومشار يجيء بوساطة من الرئيس عمر البشير، ونظيره الأوغندي موسيفيني. وأضافت: الاجتماع على وشك البدء ونأمل أن يوقع الطرفان في النهاية اتفاق سلام نهائي من شأنه أن يشمل ترتيبات لتقاسم السلطة. وبحسب ما تناثر من معلومات، وما نقلته تقارير إعلامية فإن اللقاء شهد محادثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، بهدف تحقيق نوعا من الدفع للعملية التفاوضية. ودخل الرئيس البشير وموسيفيني وسلفاكير والمجموعات المعارضة اجتماعا مغلقا بحث معوقات التوصل لاتفاق في ملف نظام الحكم والسلطة. في وقت نقلت فيه مواقع إخبارية عن مصدر بالقصر الرئاسي في الخرطوم تأكيده أن اللقاء الرئاسي يهدف لإطلاع الرئيس الأوغندي على نتائج المفاوضات بالخرطوم وتنويره بالتطورات. وبحسب المصدر فإن الرئيس البشير سيتعاون مع الرئيس موسيفني في إقناع الرئيس سلفاكير، بالعمل مع د.مشار لتنفيذ الاتفاق عبر إرادة سياسية حقيقية لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان. وكان وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد صرّح إبان توقيع اتفاق الترتيبات الأمنية بالخرطوم عن أن الزيارة ستتناول بالبحث تفاصيل ملف نظام الحكم والسلطة. أهمية الزيارة وتأتي الزيارة بعد تجاوز فرقاء الجنوب عقبة الترتيبات الأمنية التي توصف بالمرحلة الأصعب، في وقت طرحت فيه الوساطة السودانية والإيقاد مقترحاً حول نظام الحكم والسلطة. ويذهب كثيرون من المتابعين لتطورات المسألة الجنوبية إلى أن الزيارة هدفها في المقام الأول والأخير خلق مساحة للتنفيس بين المجموعات الجنوبية عبر إحداث تغيير في العملية التفاوضية، ويدللون على ذلك بتركيز التباحث حول الملف المطروح حاليا متمثلاً في نظام الحكم والسلطة، كما يهدف لتذليل أي معوقات تعترض التعاون مستقبلا بين الرئيس سلفاكير وبين رياك مشار. من جانبه اعتبر ممثل مجموعة (كاستيلو قرنق) حسين عبد الباقي في حديثه ل(السوداني) أمس، أن لقاء كمبالا الهدف منه تنوير الرئيس موسيفيني بما دار في المرحلة الأولى من جولة الخرطوم وحتى التوقيع على ملف الترتيبات الأمنية والاطلاع عليه؛ بالاضافة إلى الاطلاع على مقترحاته في كيفية تسهيل المرحلة القادمة المتعلقة بالقضايا العالقة في ملف نظام الحكم والسلطة، مؤكداً أن الرئيسين البشير وموسيفيني يريدان من سلفاكير تأكيد التزامه بالاتفاقات الموقعة، وأضاف: "جزء مهم من أهداف الزيارة والدعوة هو إقناع سلفاكير بالعمل مع مشار خصوصا أن ذلك يتسق مع مقترح الخرطوم"؛ فيما يذهب القيادي ملونق جواك في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الهدف من الزيارة هو التأكيد على المشاركة بين سلفاكير ومشار خصوصاً أن محاولة إحلال تعبان محل مشار لم تنجح، وهو ما انتبهت إليه الخرطوم بأهمية مشار كجزء من المعادلة السياسية الأمر الذي ساهم في نجاحها حتى الآن. وأضاف: "الخرطوم تريد من كمبالا إقناع حليفها سلفاكير بذلك من أجل الوصول لاتفاق شامل، كما تهدف لطمأنة موسيفيني بأنه طرف أصيل في معادلة الحل بجنوب السودان والدليل أنه أحد ضامني الاتفاق". وأكد ملونق أن موسيفيني سيبذل قصارى جهده في إقناع سلفاكير لجهة أنه يدرك جيداً حجم التهديد من قبل الأمريكان بالعقوبات التي يمكن أن تقع على حليفه سلفاكير، لذا سيسعى سعياً حثيثاً لإقناع سلفاكير بمطلوبات تنفيذ الاتفاقات؛ بينما يذهب المتحدث باسم جبهة الخلاص الوطني بقيادة توماس سيرليو – يين ماثيو، في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الزيارة لا ترتبط بالتأثير على أي شخصية خلال اللقاء بل ترتبط بمحاولة توفير إرادة سياسيسة للأطراف المتفاوضة، مؤكداً أن يوغندا يمكن أن تضغط على جوبا بحكم أنها الوحيدة التي تمد يدها لها مفتوحة عسكرياً ومالياً، بالتالي إذا ضغطت على جوبا يمكن أن يقود إلى سلام شامل والتزام من الطرف الحكومي.