لم يكن عبثاً عندما أقدم مجلس إدارة النادي الأهلي مروي على اختيار حاضرة ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض لتكون مسرحاً لاحتضان المواجهة التاريخية الأولى لملوك الشمال ببطولة كأس الإتحاد الأفريقي ( الكونفدرالية ) فهذه المدينة الساحرة الأخاذة يعشق أهلها كرة القدم ، فالاستاد الفخيم على شسوعه ينوء بحمل الجماهير التي تتسارع للدخول لأجل الاستمتاع . هنالك أوجه شبه كثيرة ما بين المدينتين التاريخيتين مروي والأبيض عطفاً عن الجوار الجغرافي لولايتي الشمالية وشمال كردفان ، فمدينة الأبيض مدينة تاريخية احتضنت واقعة إبادة جيش هكس باشا بمنطقة شيكان جنوب مدينة الأبيض نوفمبر 1883 ، وبالمقابل فإن منطقة مروي التاريخية احتضنت واقعة كورتي بمنطقة كورتيجنوب مدينة مروي والتي استبسل فيها أهل المنطقة خير استبسال وكانت الغلبة للسلاح الناري . شمال مدينة الأبيض بمنطقة الزريبة يقطن المادح الشهير عبد الرحيم البرعي الذي ملأت مدائحه الساحة الفنية بالبلاد ، وشمال مدينة مروي وبمنطقة الكاسنجر الساحرة وُلد ونشأ المادح الشهير الحاج الماحي ومن أشهر مدائحه ( التمساح ) التي ذكر فيها الشيخ حسن بن السيد محمد عثمان الختم من مدينة بارا شمال الأبيض . تعُج عروس الرمال بالفنانين والمبدعين وما أكثرهم ، ونذكر على سبيل المثال الراحلة أم بلينه السنوسي وإبراهيم موسى أبّه والراحل خليل إسماعيل ، ومن مروي الفنان القومي محمد النصري وختمة مروي والتاج وداعة وغيرهم . زيارة فريق النادي الأهلي مروي لعروس الرمال ستكون مختلفة في هذه المرة ، فالجمهور الذي كان يقف سنداً لممثله هلال الأبيض سيكون الداعم الأول للملوك أمام بطل جوبا ، وستهتف الجماهير للوطن في تلاحم يجسد الروح الوطنية ( السودان أولاً ).