طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالتسامح ونسيان مرارات الماضي، وقال: (العفو والعافية والسماح ونعتذر عن الأخطاء). وذرف مناوي الدموع وهو يلوح للجماهير التي احتشدت لاستقبالة في إستاد نيالا الدولي. ودعا مناوي لدى مخاطبته، حشوداً جماهيرية بإستاد نيالا إلى جلوس السودانيين مع بعضهم البعض، مُطالباً عبد الواحد محمد نور للحضور لبناء البلد بالمشورة، وأضاف: (يا عبد الواحد أنت أسقطت البشير، فماذا تنتظر؟)، وأشار إلى أنهم وقّعوا على السلام من أجل أن يأتي المخاض للمرأة وهي في المستشفى للولادة، مشيراً إلى أن الذي عرف المعاناة وذاقها يتجاوز المرارات بصورة سريعة. وتابع: (إذا حكمنا زول من معسكر كلمة أفضل من يحكمنا زول جالس في المكيف، وزول المكيف ما بعرف المرفعين ولا البعشوم وبفتكر كل الناس بيأكلوا بسكويت)، منوهاً إلى أن الذين عايشوا المعاناة يتسامحون، وتابع: (بدون تسامح ما بنقدر نعيش، نعتذر ونجلس للتسامح والتصالح وهو العمود الفقري لصناعة الأمن)، وأضاف: (الأمن والعدالة بتمشي مع بعض). وأوضح مناوي أن من أولوياته تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، والاهتمام بالعدالة الطبيعية والانتقالية، والسماح للناس ومساعدتهم في فتح البلاغات والتنمية والخدمات، معلناً البداية الفورية في تكملة طريق نيالا – الفاشر، مطالباً الدولة بتوفير فرص العمل لكل المواطنين، لا سيما الشباب بفتح فرص العمل بجلب الشركات والآليات الزراعية الحديثة والبداية بالجمعيات التعاونية، فضلاً عن دعم الجامعات بتهيئة المناخ الجامعي لتخريج طلاب مؤهلين. وأقر مناوي بوجود سلاح تم توزيعه سابقاً ولا بد من أن يقف ذلك، فضلاً عن ضبط التفلتات، وقال: (الأجهزة الأمنية ما تلبس دبابير، تمشي وسط الناس ساكت). وأكد مناوي بأنه ليس بديلاً لحكام الولايات ولا أي شخص، بل يعتبر إضافة لهم، مسجلاً شكراً خاصاً لجماهير نيالا للاستقبال الذي وصفه بالرائع. فيما أشار والي جنوب دارفور موسى مهدي إلى أن الولاية تعيش في استقرار، ولا بد من نهاية لحياة الذل في المعسكرات، بيد أن بعض الجماهير قاطعته بالهتافات المناوئة: (ما دايرنك، ما دايرنك.. شيل الوالي، شيل الوالي). وطالب ممثل الإدارة الأهلية الناظر التوم الهادي دبكة، حاكم الإقليم بأن يقف مسافة واحدة من الجميع، وأنه يعتبر كل الناس أبناءه، وقال: (اللقمة الكبيرة بتفرق الضرا)، منوهاً إلى أن دارفور تعيش في تفلت كبير، مطالباً إياه باستعجال الترتيبات الأمنية ومعاش الناس وحل مشكلة ثمرات، فضلاً عن اتخاذ قرار فوري في عربات "بوكو حرام". وطالب ممثل قوى الحرية والتغيير عبد الحفيظ عبد الله، حاكم الإقليم بالعمل على توحيد الحاضنة السياسية وتشكيل حكومة الإقليم من التعدُّد الجغرافي والإثني والسياسي للإقليم، مشدداً على ضرورة إدارة التنوع والتعدُّد مع تصاعد خطاب الكراهية، مشيراً إلى ضرورة إكمال بند الترتيبات الأمنية.